في عامه الثامن والثلاثين، فضل ديفيد بيكهام، أحد أفضل لاعبي خط الوسط الذين ظهروا في عالم كرة القدم، وضع كلمة النهاية لمسيرته الكروية، والتي لم تقتصر شهرته خلالها على اللعب فقط، ولكنه تحول إلى أيقونة عالم الموضة والإعلان. وبعدما أصبح بيكهام أكبر لاعبي الدوري الفرنسي لكرة القدم سنا في يناير الماضي، بعدما تعاقد معه باريس سان جيرمان في عقد لمدة ستة أشهر، أعلن النجم الإنجليزي أن نادي العاصمة الفرنسية كان آخر محطاته في عالم الاحتراف. بدأ النجم الوسيم مسيرته الاحترافية مع الكرة في عام 1995، في مانشستر يونايتد تحت قيادة الأسطورة الاسكتلندي أليكس فيرجسون الذي يعتزل بنهاية الموسم الجاري أيضا، وقدم معه مواسم رائعة حصد خلالها ست بطولات دوري محلي، بجانب كأس انجلترا مرتين وكأس السوبر مرة وحيدة، وعلى الصعيد القاري فاز بدوري أبطال أوروبا عام 1999. وكان ديفيد روبرت جوزيف بيكهام هو ابن لعامل بشركة غاز ومصففة شعر، وولد بلندن في الثاني من مايو 1975 ، وقضى معظم فترات طفولته في حي ليتونستون شمالي العاصمة البريطانية. ولعب بيكهام في عمر العاشرة بفريق ريدجواي روفرز، ولعب بعدها في مدرسة إسكس في الفترة ما بين 1988 و1991 ، قبل أن يتعاقد مع "الشياطين الحمر" بعدما رفضه فريق توتنهام وقبله ليتون أوريينت. ابتسم الحظ لإبن حي ليتونستون ليمضي أول عقد احترافي له في عام 1993 ، ويخوض أول لقاء له مع المان يونايتد في أبريل 1995 أمام ليدز يونايتد، ولكنه سرعان ما تمت إعارته إلى فريق بريستون نورث إند في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي بنهاية الموسم. وفي الموسم التالي بدأ فيرجسون، أحد أهم الشخصيات في مسيرة بيكهام، في الاعتماد عليه بشكل أكبر، وقدم أداء رائعا بجانب الأخوان جاري وفيل نيفيل وبول سكولز، ليبدأ اللاعب مسيرته الحقيقية نحو الشهرة، ليصبح أحد المميزين في لعب الكرات الثابتة، وتمرير كرات خطيرة في قلب دفاع الخصوم، وهو ما يحتاجه لاعب الوسط المثالي. وحقق بيكهام مع المان يونايتد بطولات الدوري أعوام 1996 و1997 و1999 و2000 و2001 بجانب كأسي إنجلترا عامي 1996 و1999، بينما حصد دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونخ في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب كامب نو وأنتهى بفوز المان يونايتد 2-1. وبعد فترة زاخرة بالإنجازات والنجاحات مع "الشياطين الحمر" قرر بيكهام خوض التجربة الاحترافية وكان ريال مدريد الإسباني هو وجهته، ليتعاقد معه في 17 يونيو 2003 مقابل 35 مليون يورو، في عقد امتد لأربعة سنوات، لينضم لأحد أفضل فرق الريال خلال القرن الماضي، والتي ضمت الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والبرتغالي لويس فيجو. ولم تكن مسيرة بيكهام خارج إنجلترا بنفس التوفيق حيث لم يفز إلا بلقب الدوري الإسباني مرة واحدة موسم 2006-2007 قبل رحيله، بينما اكتفى الملكي بالوصافة تاركا البطولة لبرشلونة في موسميه الأوليين مع الفريق. وبعدها قرر بيكهام الرحيل إلى نادي لوس أنجليس جالاكسي ليزيد من شهرة الكرة في البلاد، ومنه معارا إلى ميلان الإيطالي في مسيرة لم تستمر طويلا بعد إصابته بقطع في وتر أكيليس، ليتعافى ويعود بعدها إلى النادي الأمريكي، وينتقل بعدها إلى باريس سان جيرمان ويفوز معه بلقب الدوري المحلي لتكون لقطة النهاية السعيدة في مسيرة استمرت لأكثر من عقدين من الزمان. وخاض بيكهام أول لقاء له مع المنتخب الإنجليزي في الأول من سبتمبر عام 1996 أمام مولدفيا، وأنهاها في 2009 أمام بيلاروسيا، بعدما قاد "الأسود الثلاثة" في الفترة ما بين 2000 و2006 ، وخاض 115 مباراة دولية. أما في حياته الخاصة فتزوج النجم الإنجليزي من المغنية الإنجليزية فيكتوريا أدامز أحدى عضوات فريق "سبايس جيرلز" القدامى، والتي ساعدته في الدخول لعالم الشهرة والأزياء، بظهوره في العديد من الأحداث الاجتماعية برفقتها، ليبدأ بعدها في الظهور بإعلانات ملابس مختلفة لشركات أهمها أرماني. ولدى الزوجان أربعة أبناء وهم بروكلين جوزيف (1999) وروميو (2002) وكروز (2005) وهاربر سيفن (2011). السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، قال" أن اعتزال ديفيد بيكهام، هي نهاية قصة مدهشة في عالم الساحرة المستديرة". وكتب بلاتر على صفحته الرسمية بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي قائلا "ديفيد بيكهام، أحد اهم الشخصيات العالمية في عالم كرة القدم، واعتزاله سيكون نهاية قصة مدهشة". وأضاف "بيكهام شخص رائع، ونجح في تحقيق أحلامه، وألهم العديد من الأطفال ليحاولو الوصول لإنجازاته". وأنهى رئيس الفيفا حديثه قائلا "أيا كان الطريق الذي سيسلكه بعد الاعتزال، سيخوضه بنفس التفاني والأسلوب الذي أظهره خلال ال21 عاما الأخيرة".
