استنكر تيار "استقلال القضاء" الاعتداءات الممنهجة على القضاء، والمتجسدة في العديد من الظواهر، منها حصار المحاكم والتطاول بالتصريح والهتاف والضرب أحيانًا لرجال القضاء، فضلًا عن تصميم مجلس الشورى على مناقشة قانون السلطة القضائية والذي اعتبره التيار مقدمة لكارثة جديدة تمهد لسقوط دولة القانون. وأضاف التيار، في بيانه الصادر اليوم السبت، أن تحديد يوم 25 من هذا الشهر موعدًا لمناقشة مشروع السلطة القضائية بمجلس الشورى هو انتهاك واضح للرسالة التي بعث بها الرئيس مرسي إلى جموع شعبه بالدعوة إلى عقد مؤتمر للعدالة يناقش فيه أهل الرأي والاختصاص أمراض العدالة وسبل علاجها، وما خلفته هذه الدعوة من استبشار قضاة مصر بها خيرًا لإدراكهم بأن منظومة العدالة وما تحتويه من قوانين وإجراءات تحتاج إلى شيء من الضبط والتحديث، لا إلى العدوان على السلطة القضائية والإطاحة بما يقارب ثلث أعضائها. وثمّن أعضاء التيار موقف الشعب المصري الرافض للمساس بالقضاء والمدافع عنه، معتبرًا أن موقف الشعب خير دليل على عظم رسالة القضاة وما تمثله من ركيزة أساسية لنهضة الأمم والشعوب. كما ناشد أعضاء "الاستقلال" المؤسسات القضائية الثلاث: مجلس القضاء الأعلى ونادي القضاة ووزارة العدل، بالمضي قدمًا نحو مواصلة رسالتهم وتفعيل مؤتمر العدالة المقبل بما يحقق الحفاظ على استقرار واستقلالية المؤسسة القضائية المصرية أمام محاولات التغول عليها. وعن إرادة القضاة للتصدي لكل محاولات العبث بتلك المنظومة، قال البيان: "لقضائنا العادل صحف مطهرة سجل فيها مواقفه الغر المحجلة حين صمد لكل طامع في استقلاله صمودًا علّم الدنيا أن في مصر قضاة، فصار الحق معقد الآمال وموئل القُصّاد من طلاب الحقوق على اختلاف درجاتهم وتفاوت أقدارهم، لا عزيز عنده بعزة جاهه، ولا هين بهوان أمره، سواء لديه القوى والضعيف، كلهم ينشدون منه -وقلوبهم عامرة بالاطمئنان- كلمة الحق والعدل والإنصاف، لقد أثبت القضاء رشده منذ أمد بعيد، فأقام أسطع الأدلة على نضجه وصلاحه، فحق على الدولة أن تعترف رسميًّا باستقلاله"، على حد قوله. كما استعان قضاة "الاستقلال" في بيانهم بكلمة مصطفى النحاس الذي تناول خلالها قيمة استقلال القضاء وما تمثله من أهمية كبرى في إقرار قواعد العدل فوق منصات القضاء، مؤكدًا على ضرورة أن يتمتع القاضي باستقلالية تامة وكاملة لأجل أن يمارس دوره بكل شفافية وتجرد من أي أهواء ذاتية. واختتم القضاة بيانهم بقيمة القضاء المصري وما يتمتع به من مكانة راقية: "إن قانون استقلال القضاء لهو قانون يخفق له قلب الأمة، ويطمئن إليه ضمير القاضى فلا بد أن يصدر بين أمة تهتف له وتحييه، وقضاء يذكر بالخير والتقدير والشكر واضعيه، وبرلمان ينوه بفضله أكرم تنويه".