برأ المهندس طارق الحديدي وكيل وزارة البترول الجزائر من الأزمة الحالية التي تعانيها مصر في ظل النقص الحاد من كميات الغاز المنزلي، نافيا تأثر واردات مصر من الجزائر على خلفية أحداث "أم درمان" التي صاحبت المباراة الحاسمة بين مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا. جاء ذلك ردا على اتهامات عدد كبير من أعضاء مجلس الشورى للجزائر بالمسئولية عن استمرار الغاز المنزلي في مصر بعد امتناعها عن توريد حصص مصر من البوتاجاز بسبب أحداث أم درمان وإثر حصول مصر على كأس الأمم الأفريقية. وأكد أن العلاقات طيبة مع الجزائر على المستوى الوزاري والاقتصادي بين الشركات، وقال خلال اجتماع لجنة الصناعة بمجلس الشورى أمس إن مصر تستورد مابين 20 إلى 25 % من الغاز المنزلي من الجزائر، وتعوض العجز في الكميات الواردة من الاحتياطي الذي يتم استيراده من السعودية، مشيرا إلى أن حركة النقل قد تتأثر بالظروف الجوية. وأرجع وكيل وزارة البترول سبب الأزمة الحالية في مصر إلى تزايد الاستهلاك المحلي بنسبة 70% سنويا على الرغم من التوسع في توصيل الغاز للمنازل، قائلا: إن الطلب على أسطوانات الغاز في فصل الشتاء ارتفع إلى 1.2 مليون أسطوانة يوميا بزيادة 30 ألف أسطوانة عن فصل الصيف. فضلا عما وصفه ب "الاستخدام غير الشرعي لأنابيب البوتاجاز في وقمائن الطوب والمسابك ومزارع الدواجن"، وسوء التوزيع من جانب القطاع الخاص والمحليات، داعيا إلى ضرورة التنسيق بين المحليات والأجهزة الرقابية لضبط عملية التوزيع. من جانبهم، وجه النواب انتقادات حادة واتهامات عديدة إلى الحكومة بسبب اختفاء أنبوبة الغاز ووصول سعرها في السوق السوداء بالقرى إلى 60 جنيها للأنبوبة الواحدة، واتهمت النائبة الدكتورة إجلال حافظ الحكومة بالتخلي عن دورها في مواجهة الأزمة والوقوف إلى جوار "الغلابة" وعدم الضرب بيد من حديد لكل من يستغل الدعم. وتوجه النائب ناجي الشهابي بأصابع الاتهام إلى الجزائر، متسائلا: لماذا لا تلتزم الدول العربية باتفاقياتها الموقعة مع مصر، وتابع: للأسف الدول العربية هي الوحيدة التي تخل بتعاقداتها بسبب السياسة والكرة، واستدرك قائلا: "مش معقول كل شوية ننضرب ونسكت بحجة أن مصر الدولة الكبرى والشقيقة"، مشيرا إلى أن إيرانوالجزائر شكلا محورا للتحكم في الغاز، وتساءل ساخرا: "كيف تكن دويلة مثل قطر تكون مقرا للدول المصدرة للغاز"؟. أما النائب حسن بدوي فاعتبر أنه من غير المقبول أن يكون المواطن البسيط ضحية للخلافات مع الدول العربية، وطالب بضرورة إيجاد حل سريع إنهاء هذه الأزمة التي تسببت في كوارث كبيرة داخل القرى.