يظهر المهندس نجيب ساويرس لوسائل الإعلام على أنه رجل وطني يعمل الخير وينفق على الأعمال الخيرية من ماله الخاص، ومن هذه الأعمال تمويله لعمل خيري كبير وهو مركز فيروسات الكبد بالسويس، حيث ساهم في بنائه، ثم تعهد بمصاريف المعهد كاملة.. وهذا أمر جيد، يحمد عليه. إلا أن القائمين على المعهد تفاجئوا بأن مؤسسة ساويرس التي يمتلكها المهندس نجيب ترسل لهم أنه اعتبارًا من 1/5/2013 أنه لن يكون لهم أي علاقة بالمعهد، ولن يتم صرف مستحقات أي من الشركات المتعاقدة بالفعل مع المعهد، وعليه فقد قام المعهد بإخطار الشركات بإنهاء الأعمال بنهاية شهر إبريل، سواء في مجال الأدوية التي توفر الأمصال للمرضى أو غيرها من الشركات. وهنا أنا لا أتكلم عن ساويرس، رجل الأعمال، الذي تربح المليارات من أموال هذا الشعب.. ولا أتكلم عن ساويرس الذي أقحم نفسه في أتون السياسة وأصبح الممول لكثير من الجبهات المعارضة.. وإنما أتحدث عن ساويرس كإنسان لأطرح عليه بعض الأسئلة: فهل لمجرد اختلافك مع السلطة الشرعية المنتخبة القائمة على شئون البلاد تترك مستشفى لعلاج الأمراض لتصبح خرابًا، ولمصلحة من هذا الخراب؟ وإذا كنت تكره الإخوان، فما ذنب المريض المحتاج لحقنة العلاج والتي لا يعلم مقدار آلامه التي يشعر بها إلا الله - سبحانه وتعالى- لو لم يأخذ هذه الحقنة؟ وقد اعتاد العلاج في هذا المركز الطبي. هذه كلها أسئلة نوجهها للمهندس نجيب ساويرس الذي تخلى عما تعهده على نفسه وعن مسئولياته تجاه وطنه ونسى أن هؤلاء المرضى هم من كانوا سبب ثرائه، وباع مركز فيروسات الكبد بالسويس.