يعتزم الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، تشكيل مجلس قومي لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، بحيث يكون هو شخصيا رئيسا لهذا المجلس بعضوية كل من وزير الدفاع والداخلية والنقل والإسكان والسياحة والبيئة والزراعة والحكم المحلي، إضافة إلي بعض العلماء المتخصصين في هذه الظاهرة. وعلمت "المصريون" أن نظيف يسعى من خلال هذا المجلس المقترح إلى الوقوف علي المستجدات المناخية التي تؤخذ علي مصر، في الوقت الذي تشير فيه بعض التقارير والدراسات المصرية والدولية ، إلى أن معظم سواحلنا الشمالية منخفضة أو ترتفع بنسب ضئيلة عن سطح البحر. يأتي هذا في الوقت الذي تنتشر هذه المنخفضات الضخمة خلف الساحل الشمالي، مما يعرض 20% من دلتا النيل وبعض المساحات في الإسكندرية إلي الغرق، وهو ما يجبر أكثر من 6 ملايين مواطن علي الهجرة الداخلية للجنوب، كما ستختفي الأراضي الزراعية أسفل مياه البحر، إضافة إلي أن هناك عشرين مدينة علي مستوي العالم مهددة بالغرق من بينهما الإسكندرية وقطاع كبير من القاهرة. وأفادت التقارير أن التوقعات المناخية التي ستحدث بحوض البحر الأبيض المتوسط خلال العشرين عاما القادمة من خلال ما سيحدث عند دلتا النيل شمال مصر وارتفاع مياه البحر حوالي 50 سنتيمتر، وهو ما يؤثر بالسلب علي 3 ملايين من السكان ويتسبب في إغراق أكثر من ألف و800 كيلو متر مربع من أخصب الأراضي الزراعية، خاصة وأن حدة ذوبان ثلوج القطبين أسرع بكثير مما كان متوقعا وهو ما يضاعف ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط لمتر تقريبا، مما يصيب ستة ملايين من السكان بأضرار كبيرة ويغرق 4500 كيلو متر. وأشارت التقارير إلى أن الظواهر المناخية بدأت بالفعل تضرب مصر، حيث سقطت كرات ثلج لمدة نصف ساعة علي الأراضي الزراعية لسواحل العريش شمال سيناء فى شهر أبريل من العام الماضي، ودمرت المحاصيل الزراعية، كما هطلت أطار غزيرة على جنوب صحراء مصر الشرقية في منتصف شهر أغسطس الماضي، وفي أواخر ديسمبر الماضي هطلت أمطار غزيرة علي مدن مطروح وتعطل المرور، وحرقت الأجهزة الكهربائية بعد أن تسربت إلي داخل المنازل، بالإضافة إلى تدمير السيول في أسوانوالعريش الأسبوع الماضي لعدد كبير من المنازل والمساحات الزراعية. وتدرس الحكومة تنفيذ مشروع وضعه مهندس ألماني يدعي "هيرمان سورجيل" عام 1928، خاصة ببناء سد و هاويس عند مدخل قناة السويس، للسيطرة علي مستوي مياه البحر المتوسط، ومحاربة التغيرات المناخية.