ليلة التنحى هل ما زالت أمريكا تتحكم بنا ؟ هل كان لأمريكا دور فى ثورة الخامس و العشرين من يناير ؟ وما هى مصلحتها فى إزاحة كنز استرتيجى – حسنى مبارك - لإسرائيل ؟ و للإجابة على هذا السؤال نتعرف على حركة 6 أبريل و من هم الذين ينتموم إليها ؟ و ما هى علاقتهم بالمخابرات الأمريكية , و أتركت عزيزى القارئ لتتعرف بنفسك من خلال الدخول على الروابط الاتية : http://www.gamalat.com/showthread.php?t=437899 http://maskshallfalldown.blogspot.com/2011/04/blog-post_10.html و نترك 6 ابريل و ننتقل إلى نقطة اخرى وهى الرؤية الأمريكية للأحداث فى مصر خلال أيام الثورة فإن أحد التحليلات السياسية كانت ترى أنه حسب الخطة الأمريكية فإن السيناريو القادم يالنسبة لمصر لن يخرج عن ثلاث مقدرات،فإما أن ينتخب رئيس جديد للبلاد هو فى الحقيقة أضعف من مبارك ويسهل الضغط عليه وإقتياده نظراً لقلة خبرته،وإما أن يصل الأخوان المسلمين للحكم بعد صراع داخلى ويفرضون نظام جديد للدولة الإسلامية السنية وبذلك تكون نجحت أميركا فى تنشئة جبهة معادية للنظام الشيعى فى إيران أو أن تعم الفوضى والصراعات الداخلية مما يجعل للقوى الغربية سببا قويا للتدخل العسكرى بغرض فرض الحماية على مصالحها المتمثلة فى تأمين قناة السويس وحقول البترول أو حتى الحدود مع إسرائيل . أحداث العاشر من فبراير..مبارك يواجه القبضة الأمريكية فى الأيام التى سبقت التنحى إستخدم الرئيس الأميركى كل أدواته السياسية وقنواته الدبلوماسية بما فى ذلك بعض رجال المجلس العسكرى المصرى الذين على علاقة جيدة بواشنطن لمحاولة إقناع مبارك بالرحيل،وفى صباح الخميس العاشر من فبراير فوجىء المحتشدين بميدان التحرير برتبة كبيرة من رجال القوات المسلحة تتوجه إليهم وتوعدهم بإنه بحلول المساء سوف تجاب كل طلباتهم المشروعة مما أعتبره الثوار وعداً بإقصاء مبارك،وفى نفس اليوم إجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمرة الأولى بدون الرئيس حسنى مبارك مما جعل وكالة الأنباء أسوشيتدبرس وقناة سى إن إن تصرح بأنه شبه إنقلاب عسكرى،وبغباء شديد صرح مدير المخابرات الأمريكية ليون بانيتا فى جلسة إستماع أمام لجنة الإستخبارات بمجلس النواب الأميركى فى نفس ليوم أن مبارك قد يترك الحكم فى هذة الليلة ويعد هذا التصريح أكبر دليل أن مقدرات الأمور ليست فى يد الثوار بقدر ما هى فى يد المخابرات الأمريكية. لماذا استجاب الجنرالات للاأوامر من الولاياتالمتحدة؟ 1- بدون أسلحة الولاياتالمتحدة، والمستلزمات، والتمويل وقطع الغيار سيصبح الجيش المصري بلا غطاء. 2-لقد ساعدت الولاياتالمتحدة جنرالات الجيش المصرى على السيطرة على قطاع واسع من الصناعات الذى يقدر بنحو 20٪ من الاقتصاد المصري (وفى تقديرات أخرى بالضعف و هذا ما يجلهم فى غنى أمراء السعودية كرد لجميل علاقاتهم والتبعية للولايات المتحدة. من ثم هل فى إمكأنهم الفعل بدون ما تقدمه الولاياتالمتحدة من الأسلحة والمال؟ حدث فى العاشر من فبراير فى العاشر من فبراير قام مبارك بتسجيب خطاب ليذاع على التليفزيون المصرى يعلن فيه تنحيه عن الحكم و لكن بعد تسجيل الخطاب استطاع جمال أن يقنع والده بالتخلى عن فكرة التنحى , ومن ثم أعاد مبارك تسجيل الخطاب بعد تغيير اتجاهه و الإعلان فيه عن إصراره على البقاء حتى ميعاد الإنتخابات القادمة . هذا التغيير أشعل غضب الإدارة الأمريكية خاصة الرئيس أوباما لأن الفشل فى إقصاء مبارك يعنى الفشل فى الخطة الأمريكية تجاه المنطقة ككل و خاصة تجاه تقويض لإيران و سوريا و حزب الله و حماس , كما أن إقصاء مبارك عن طريق المجلس العسكرى يجعل الأمور فى يد الولاياتالمتحدة لأن الغضب الشعبى آنذاك قد تترتب عليه أمورا تكون خارج السيطرة الأمريكية . و ظهر الغضب الأمريكيى فى تصريحات الدبلوماسيين الأمريكيين بعد خطاب مبارك و المتابع لقناة الحرة فى هذه الفترة كان يلحظ ذلك , مما جعل شخصا مثل ديفيد جيرجن أحد مستشارى الرئيس الأمريكيى سابقا يصرح بان الولاياتالمتحدة لن تسمح ببقاء مبارك . إلا أن المجلس العسكرى لم يكن يملك القوة الكاملة و لا الحنكة السياسية لإقصاء مبارك و مقاومة خطط حاشيته المضادة و هذا ما ظهر من خلال البيان الثانى للقوات المسلحة ظهر يوم الجمعة 11 فبراير حيث وضح من البيان أن المجلس العسكرى قد وافق تماما على بقاء الرئيس حتى موعد الإنتقال السلمى للسلطة وهو يدل على تردد القوات المسلحة فى تحمل عبء قرار إقصاء مبارك وحدها مما جعل الموقف يستلزم تدخل الولاياتالمتحدة سريعا لتدارك الموقف . و لذلك فقد أمرت الولاياتالمتحدة الجنرالات بالاطاحة بمبارك، وقد ظهر مبارك عقب ذلك في حالة نفسية سيئة على الشاشة حين تم اصطحابه لطائرة هليكوبتر عسكرية تحت حراسة لوضعه قيد الإقامة الجبرية في استراحته بمنتجع بسيناء. ثم ظهر نائبه عمر سليمان على شاشة التلفزيون ليقول للمصريون أن الرئيس مبارك قد تنحى من منصبه، و هو ما لم يحدث فى الواقع، ولكن المجلس العسكري الحاكم طالب مبارك بالحفاظ على الهدوء أو السجن مدى الحياة . الثورة ثورة شعب ضحى من أجلها و لكن المخابرات الأمريكية التى التى تمسك بريموت كنترولها ما سردته من احداث و تحليلات لا يعنى أن ثورة الخامس و العشرين من يناير صناعة أمريكية , و لكن لأن الولاياتالمتحدة كانت تعلم مسبقا أن مصر حبلى بالثورة و انها يمكن أن تنفجر فى أى وقت لذلك كانت حريصة أن يكون لها دور فيها حتى يمكن توجيهها و التحكم فيها ؟ فهل نجحت أمريكا فيما تريد ؟ و هل استطاعت أن توجه الأمور ليأتى الحاكم الضعيف الذى تستطيع السيطرة عليه ؟ أم تراها استطاعت أن تأتى بحاكم إخوانى لدولة سنية تقاوم المد الشيعى فى العراق ؟ أم تراها نجحت فى الإثنين معا ؟ نجيب إن شاء الله فى مرة قادمة. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]