فتحت "الجماعة الإسلامية" على موقعها الإلكتروني وللمرة الأولى ملف مشاركتها في سنوات القتال بأفغانستان أيام الاحتلال السوفيتي، "بعيدة عن التهوين والتهويل"، قائلة إنها لشهداء في كل بلدة أفغانية وإنها حققت بطولات تعد مفخرة للشعب المصري تضاف إلى سجله الناصع في نصرة قضايا الأمة الإسلامية والعربية والتي بدأها في حطين مرورًا بعين جالوت وصولاً إلى السادس من أكتوبر عام 1973. وكان ذلك من خلال شهادة تاريخية أدلى بها إسلام الغمري، أحد قيادات الجماعة الذين شاركوا بالقتال بأفغانستان والذي اتهم في ما بعد بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في إثيوبيا، أشار من خلالها إلى دور الجماعة الإسلامية في تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي وأن قادتها كانوا آنذاك في المقدمة على جبهات القتال. وأوضح الغمراوي أن مقاتلي الجماعة الإسلامية كانوا من بين الذين دخلوا ضمن فصائل المقاومة العاصمة الأفغانية كابل في أبريل 1992، إلا أنه وعندما وقع اقتتال بين بعض فصائل المجاهدين رفضوا المشاركة في قتال "الفتنة" بناء على فتوى من مفتي الجمعة الشيخ أبو الحارث عبد الآخر حماد، وقد التزموا بالفتوى ورفضوا الانخراط في القتال وقتذاك. ومن أشهر المعارك التي خاضتها الجماعة بأفغانستان معارك جاجى، وجارديز، وخوست، وجلال آباد، ولغمان، وبغمان، وكابل، ومن شهدائها: علي عبد الفتاح، وعدلي يوسف، وطارق جاد الرب، وأيمن رشاد، ودكتور خالد على حفني، وعيسى موسى جاد المولى في بغمان وكابل، والشهيد أشرف حامد الشهير بأفغانستان بحسين ابن محافظة الإسماعيلية. ومن أبرز أعضاء الجماعة الذين استشهدوا بأفغانستان، يشير الغمراوي إلى الشيخ علي عبد الفتاح أمير الجماعة بالمنيا سابقًا، والذي قال إن استشهاده كان حدثًا جللاً على الساحة الأفغانية كلها، نظرًا لأنه كان نموذجًا مميزًا في القيادة وفى الفكر أيضًا، وقد خصص له الشيخ عبد الله عزام له خطبة جمعة كاملة للحديث عن مآثره. وتحدث عن الدكتور خالد حفني الذي كان يمارس مهامه كطبيب بأفغانستان، وكان يلعب دورًا كبيرًا في تطبيب المرضى بكابل آنذاك، إضافة إلى أعبائه مع المجاهدين، وقال إنه كان يمتاز بالتواضع في علاقته بالآخرين رغم أنه كانت له مكانة قيادية كبيرة داخل الجماعة، وقد استشهد متأثرًا بإصابته بقذيفة عندما كان يجلس في خندق مكان "أبو روضة السوري" وكان قائدًا لجبهة كابل. وسلط الضوء على "عدلي يوسف" المعروف ب "صهيب"، الذي يعزو إليه الفضل ومعه ثمانية آخرين في إبقاء المجاهدين الأفغان على أرض أفغانستان بعد أن استطاع الروس أن يجبروهم على الخروج منها بعد موقعة "جاجى" وهي منطقة تابعة لولاية بكتيا وكانت تعد مركز تجمع للقادة الأفغان والعرب المتواجدين بأفغانستان. وحدث ذلك عام 1986 عندما تأهبت القوات السوفيتية لإمطار مواقع المقاومة بالقنابل لإنهاء آخر معاقلها، حين تحرك "الشيخ صهيب" ضمن تسعة من المجاهدين في جنح الظلام وشنوا هجومًا معاكسًا فقتلوا ما يزيد عن ستة وجرحوا آخرين.