في اليوم الثالث من زيارتها المثيرة الجدل إلى مصر، في إطار جولتها لإعداد تقريرها السنوي عن أوضاع الحريات الدينية بالعالم، التقى وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكية الاثنين كلاً من الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا انطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك، ورمسيس النجار محامي البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس. وأجرى الوفد المؤلف من تسعة أعضاء برئاسة اليهودية المتطرفة فليس جاير، عضو اللجنة اليهودية – الأمريكية، مباحثات منفصلة مع زعيمي الطائفتين الإنجيلية والكاثوليكية لم تستغرق أكثر من ساعة لكل منهما، وكانت على هيئة تساؤلات بشأن أوضاع الأقباط في مصر، والحوادث الطائفية وآخرها الهجوم على مسيحيين بنجع حمادي عشية عيد الميلاد. وتطرقت المباحثات إلى العلاقات المسيحية- المسيحية والنزاعات التي برزت على السطح مؤخرًا، ودارت أيضًا حول بناء الكنائس ومشروع قانون دور العبادة الموحد، وهامش الحريات الدينية الممنوح للأقليات بمصر. كما أجرى الوفد مباحثات مع رمسيس النجار محامي البابا شنودة بعد رفض الأخير استقبال أعضاء اللجنة بالرغم من وساطة السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي، واستمر اللقاء قرابة الساعة ونصف تناول بحث قضية المرتدين "العائدين إلى المسيحية" والحريات الدينية، سلم خلاله محامي البابا اللجنة نسخة من الأحكام التي حصل عليها من القضاء المصري. واللجنة وهي ذات صفة استشارية تصدر توصيات إلى الكونجرس والإدارة الأمريكية أجرت منذ وصولها إلى مصر سلسلة من المحادثات مع مسئولين رسميين وحقوقيين وزعماء دينيين، وسط موجة من الجدل الشعبي اعتراضًا على السماح لها بزيارة مصر. والتقت اللجنة أمس الأول شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في جلسة استغرقت أكثر من ساعتين طالب خلالها الوفد الأمريكي بإعادة النظر في المناهج الدراسية بالأزهر والتي يعتبرها سببًا للاحتقان الطائفي بمصر.