محاولات لاقتحام المبنى.. وهتافات ضد المرشد.. وحرق علم "الداخلية".. والأمن يرد بالغازات والخرطوش أبو البخارى: التظاهرة القادمة ضد الرئيس.. و"إسماعيل": الإسلاميون لن يعودوا لقمة سائغة سادت حالة من الهدوء الحذر صباح الجمعة بمحيط مبنى جهاز الأمن الوطنى بعد ليلة من الاشتباكات بين قوات الأمن وعدد من من المحتجين فى التظاهرة التى دعا إليها الائتلاف الإسلامى العام للتنديد ب"عودة ممارسات جهاز أمن الدولة السابق". وتمكنت قوات الأمن من السيطرة على الأوضاع بمحيط مبنى الأمن وقامت بإخلاء جميع الشوارع المجاورة للمبنى، خاصة شارع المخيم الدائم وسط إطلاق الغازات المسيلة للدموع والخرطوش على المتظاهرين بكثافة لتفريقهم. وكانت مسيرة التى انطلقت مساء الخميس تضم الآلاف من أمام مسجد رابعة العدوية باتجاه مبنى جهاز الأمن الوطني للتنديد بما وصفته ب"الأعمال الإجرامية" التي ينتهجها الجهاز، وترويع أمن المواطنين، وإلقاء القبض على بعض منهم خلال الأيام الماضية. وردد المتظاهرون هتافات "أمن الدولة يا أمن الدولة فين الأمن وفين الدولة"، "لا إله إلا الله والطاغوت عدو الله"، و"يسقط يسقط أمن الدولة"، و"أمن الدولة يا مجنون مش هنرجع لسجون"، و"ثوار أحرار هنكمل المشوار"، رافعين لافتات مكتوب عليها: "يا شعب مصر إذا أتى إليكم زوار الفجر قاتلوهم"، و"أمن الدولة يعمل لصالح السفارة الأمريكية"، و"قرارات ثورية تطهير أمن الدولة والقصاص للشهداء"، فضلاً عن رسوم لمصابي الثورة وصور للشيخ عمر عبد الرحمن مكتوب عليها "الحرية للشيخ عمر عبد الرحمن". كما هتف عدد من المشاركين في المسيرة هتافات ضد مرشد جماعة الإخوان محمد بديع منها، "يسقط يسقط حكم المرشد"، مما أدى إلى حالة من الاستياء بين أغلب المشاركين بالمسيرة. وشارك فى المسيرة هشام العشرى رئيس ائتلاف الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأعضاء من حركة "طلاب الشريعة"، فضلاً عن عدد من الضباط الملتحين. وقام بعض المتظاهرين بإغلاق الطريق أمام المبنى من خلال حواجز حديدية، مما أسفر عن شلل مرورى تام داخل الشارع، فيما قام عدد من المتظاهرين أمام البوابة الرئيسية بتسلق أسوار الجهاز ووضع الأعلام السوداء المكتوب عليها "لا إله إلا الله"، بينما أطلق آخرون الألعاب النارية والشماريخ. ونجح عدد من المشاركين في تسلق مبنى الجهاز، وإزالة علم وزارة الداخلية، ووضع علم مصر بديلاً عنه، فيما مزق آخرون علم الجهاز وإحراقه وسط تكبيرات المتظاهرين، وسط رشق البعض لقوات الأمن بالحجارة. وحمل حسام أبو البخارى، المتحدث باسم التيار الإسلامى العام أثناء كلمته من أعلى المنصة، السلطة السياسية، مسئولية إعادة هيكلة وتطهير جهاز أمن الدولة، مهددًا بأن التحرك القادم سيكون ضد السلطة السياسية نفسها. وأكد أن الدعوة للتظاهرة لم توجه للتيارات الإسلامية فقط وإنما لعموم الشعب المصرى من إسلاميين وغير إسلاميين، لافتًا إلى أن نجاح تظاهراتهم كانت بالشباب وليس بحركات أو ائتلافات إسلامية. فيما أكد ممدوح إسماعيل البرلمانى السابق، سلمية تظاهراتهم ضد عودة نظام أمن الدولة السابق عهده، مشددًا على أن الإسلاميين لن يعودوا لقمة سائغة كما كان فى عهد النظام السابق. وقال: "إن يد الدولة متمثلة فى الرئاسة مازالت ضعيفة، ونحن لن نسكت بعد اليوم"، مطالبًا الرئيس مرسى "بثورة أخرى ضد الظلم الذى لا يزال يملأ جميع مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والمخابرات والداخلية والذي يحركهم أعوان النظام السابق". وعقب إعلان "أبو البخارى" انسحابه وانتهاء فعاليات الوقفة الاحتجاجية، تزايدت أعداد المتظاهرين أمام المبنى وسط محاولة البعض لاقتحامه، ما دفع قوات الأمن لإطلاق الغازات المسيلة للدموع والخرطوش ناحية المتظاهرين، ومطاردتهم داخل شارع جامعة الأزهر، وسط حالات من الاختناق والإغماءات دون تواجد لأى من سيارات الإسعاف. وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المتظاهرين واحتجازهم داخل المدرعات، وكثفت القوات من تواجدها بمحيط مقر الجهاز بعد تفريق المتظاهرين وقامت بتمشيط المنطقة المحيطة بالمقر تحسبا لعودة المتظاهرين مرة أخرى.