منذ ما يقرب من 8 سنوات ,همستِ يوماً ما فى أذنى بكل لطف وأدب ووجهتِ لى نصيحة على استحياء وحاولتِ من خلالها لفت إنتباهى أننى على طريق الخطأ وحافة الهاوية,وليتك تتذكرينى أختى أميمة ,واسمحى لى أن أناديكِ "بإختى" فأنا لاأستحقها ...فكنا قد تقابلنا فى حفل خيرى,كان يضم مجموعة من الإعلاميين والفنانيين,وقتها كنت ألبس ملابس خليعة وأضع مساحيق التجميل على وجهى بشكل فظ,وكنت أجدك تنظرين لى دون أن تبدو على وجهك أى ملامح تدل على إنطباعك عنى, وأنا أمزح بدون حياء مع كثير من الرجال ,ولقد إستفزنى أدبك وقتها وإندماجك مع الأطفال الأيتام بحجابك الجميل ,ولا أنكر أن ما إستفزنى أكثر هو عدم مصافحتك للرجال باليد,فذهبت وجلست بجوارك وتحدثت معكِ لأقنعك بأنك "مزوداها شوية",إلا أننى فوجئت بإسلوبك المحترم تحاولين لفت إنتباهى إلى أن ما أقوم به أنا هو الغير عادى وليس ماتفعلينه أنتِ,ورغم أن كلامك كان معى رقيق جداً,إلا أننى اشتط غيظاً منك وقلت لك: "أنا مذيعة كبيرة وعارفة قدر نفسى, ومش انتِ اللى هتعلمينى الأخلاق يا ست الشيخة", ورغم أنى أحرجتك إلا أن ردك وقتها لن أنساه حين قلتِ لى بكل هدوء وثقة:"عموماً براحتك لكن لازم تعرفى إن الإعلام رسالة وقدوة وأمانة مش إستعراض وتطاول,وربنا يهديكِ" وقتها لم تردين على كلماتى الساقطة ,وانسحبتِ بهدوء من جوارى,ورغم موقفك ,إلا أننى إزددت غيظاً من سكوتك عن رد الإساءة ,الغريب أننى كل هذه السنوات لم أنساكِ ولم أنسى كلمة من كل ماحدث,ورغم كل ما كنت أفعله من فواحش ,إلا أننى كنت أخجل من نفسى كلما تذكرت هذا الموقف بالتحديد... ...وليتنى وقتها سمعت لنصيحتك أختى أميمة ,ونصيحة الكثير فى الحقيقة,,وليتكم كنتم ضربتونى لأفوق من غفلتى الطويلة,فظللت على حالى هكذا إلى أن تزوجت من رجل ثرى عربى,وتخيلت أننى ملكت الدنيا,وإذا بى أفاجأ به يأمرنى بممارسة الرذيلة مع العديد من الجنسيات من الرجال , رجل باعنى لمن يدفع أكثر,ثم توفى.. وحتى لاأطيل عليكِ ...بعد أن توفى وتعودت أن ما أفعله شيئاً عادياً ,قام أهله بطردى من بلدهم,وجئت لمصر وتطور بى الموضوع إلى أن أصبحت قوادة ,لمن تقع فى شبكتى من الفتيات المتطلعات للفن والإعلانات ,إلى أن قبض علىّ أنا ومن معى جميعاً,وحكم على بالسجن المشدد ولكنى خرجت إفراج صحى بعد 3 سنوات لإصابتى بمرض خبيث شوه جسدى وتآكلت بعض أطرافى بسببه,ومنذ خروجى منذ عام ونصف وأنا أعيش مع أختى الوحيدة,وتذكرتك أميمة عندما رأيتك بجريدة المصريون,وما علمته من خير تفعلينه للناس,وبكيت كثيراً ندماً على رفضى لنصيحتك الكبيرة التى لم أفهم معناها إلا بعد ما حدث لى, وبعد علمى من كثير من الزملاء رفضك بشدة للعمل فى عدة قنوات وصحف كبيرة مضلله ,وخصوصاً بعد الثورة,وثباتك على مبدئك ودينك ,ربنا يثبتك ويكرمك ,,فقررت أن أرسل لكِ لأستحلفك بالله بنشر قصتى ...حتى يتعظ كل الإعلاميون المضللون بأن الدنيا فانية ومهما كانت الدنيا فى أيدينا بمباهجها وأموالها إلا أن الباقى لكل إنسان, هو عمله وسمعته وصحته,وأرجو أن تسامحينى على كل كلمة تهكمت بها عليكِ أو جهتها إليكِ أمامك أو فى غيابك وأن تدعين لى أنت وكل من يقرأها بالشفاء السريع وأن يرضى عنى الله ويغفرلى ويرحمنى,,وأسفة على الإطالة,وأتمنى لكِ مزيداً من النجاح فأنتِ تستحقين كل خير حبيبتى أميمة. (الرد) لاحول ولا قوة إلا بالله... يعلم الله أننى لم أستطيع الرد على رسالتك بالتحديد منذ أن وصلتنى ,دوناً عن كل الرسائل التى تصلنى,ولم أتمالك نفسى من البكاء,وبالطبع تذكرتك وهذا هو السبب الأكبر لبكائى ,وبالطبع أنتِ أختى فى الله,ومهما حدث منكِ فأنا أشهد الله أننى سامحتك,ومهما حدث منكِ من أخطاء وكبائر,إلا أن الله تعالى غفور رحيم,فلا تفقدين الثقة بالله أبداً ولا تيأسين من شفائك مهما طالت مدة مرضك,فطالما تأخذين بالأسباب,وتمضين فى طريق العلاج مع التوبة النصوحة ,ولا تيأسين من عفو الله ورحمته بك فكما قال عز وجل:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " " ثم اتركِ الأمر كله بعد ذلك لله وكونى على ثقة,أن الله سيشفيكِ وسيقبل توبتك بإذن الله,,وأنه قد إبتلاكِ بهذا المرض حتى يطهرك من ذنوبك فى الدنيا ,ويختبر صبرك على هذا الابتلاء,فالتصبرى وتحتسبى وكونى دائما فى معيته عز وجل,ولاتقصرين فى صلاتك قدر إستطاعتك وأكثرى من الإستغفار ومن "لاحول ولا قوة إلا بالله",أنت وأختك,ولعل رسالتك تصل أختاه لكل من لايتقِ الله فى رسالته التى يبثها فى كل عقل,وتصل إلى كل من لازالت فى قلبه نبتة من خير لهذا البلد. واللهم كل من أراد مصرنا ووطننا العربى ومصرنا الحبيبة بسوء فرد كيده فى نحره وأجعل تدميره فى تدبيره. ................................... تذكرة للقراء: غداً الخميس وكل خميس إن شاء الله موعدكم مع عدد جديد من صفحة "إفتح قلبك" ص 7 بجريدة المصريون الورقية... تسعدنا متابعتكم. ........................................................................ تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الخميس من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة أو أبياتاً زجلية أو شعرية,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected] وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .