رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن تغيير الوضع الكارثي في سوريا رهن بتحول دراماتيكي في السياسة الغربية فيما يتعلق بتسليح المعارضة. ورصدت المجلة -في تعليق عبر موقعها الإلكتروني الخميس- ازدياد حدة الصراع السوري على نحو تضيق معه حلقة العنف المفرغة يوما بعد يوم، مشيرة إلى المجزرة الأخيرة بسقوط نحو 250 قتيلا معظمهم من المدنيين في الضواحي الواقعة جنوبي غرب العاصمة دمشق منتصف الشهر الجاري، إثر هجمات شنتها قوات الجيش النظامي، حسبما زعمت مصادر بالمعارضة . وفي هذا الصدد، تقول المجلة إنه لا يوجد مكان في سوريا بمأمن من نشوب القتال، حتى مدينة "قرداحة"، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد ومثوى أبيه حافظ الأسد ومعقل العلويين، والتي كانت حتى وقت قريب رمزا للهدوء الساحلي الوادع، تعرضت أمس الأربعاء لقصف صاروخي. ونوهت "الإيكونوميست" عن استمرار تلقي كل من النظام والمعارضة للمساعدات الأجنبية، قائلة إن المساعدات التي تتلقاها قوات المعارضة لا تزال غير كافية لتغليب جانبها على نحو حاسم في مواجهة قوات النظام. وأومأت المجلة البريطانية في هذا الصدد إلى تعهد الإدارة الأمريكية بمضاعفة دعمها "غير القاتل" للمعارضة ليصل إلى 250 مليون دولار، لكنها لا تزال عازفة عن تقديم مساعدة عسكرية مباشرة . وعلى صعيد المعارضة السورية ، رصدت المجلة إعلان جماعة "جبهة النصرة" الأكثر فاعلية على الساحة القتالية انتماءها إلى القاعدة، قائلة إن هذا الإعلان من شأنه إحراج جماعات المعارضة ذات الأيديولوجيات الأكثر ليبرالية في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على الدول الغربية لدعم المعارضة السورية. واختتمت "الإيكونوميست" تعليقها بقول أنطونيو جوتيريس، مفوض الأممالمتحدة لشئون اللاجئين "إن الأزمة الإنسانية التي تعانيها سوريا هي الأسوأ عالميا، منذ انتهاء الحرب الباردة، والأخطر بالنظر لبعدها الإقليمي".