ذكرت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية أن تردد المنظمات الدولية والقوى الغربية بشأن المخاطرة بمغامرة عسكرية أخرى بالمنطقة وازدياد دموية المعارك. بين قوات النظام السوري والثوار جعل التشاؤم بشأن المستقبل السوري هو سيد الموقف. وأشارت المجلة فى تعليق أوردته في نسختها الإلكترونية، الجمعة31 أغسطس، إلى أن شهر أغسطس الذي ينتهي اليوم كان الأكثر دموية بين شهور الثورة السورية حتى الآن ؛ حيث لقي حوالي أربعة آلاف شخص مصرعهم بينهم ثلاثة آلاف مدني ومقاتل ثوري ، والباقي إما جنود أو مسحلون موالون لنظام الأسد ، ليسجل معدل الوفيات في الوقت الراهن 250 قتيلا في اليوم الواحد. واعتبرت المجلة ارتفاع حدة التوترات الطائفية سببا آخر للتشاؤم بشأن المستقبل السوري، لافتة إلى عمق العداء بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية الأكثر ولاء للنظام، وقالت إن الخطوات التي اتخذها النظام مؤخرا بتسليح "اللجان الشعبية" في المناطق التي يقطنها مسيحيون موالون للنظام، بالإضافة إلى مناطق الدروز، تنذر بتصعيد حده الصراع. وفي إشارة إلى الموقف الدولي من الأزمة ، قالت المجلة البريطانية إن الدبلوماسيين في الغرب لا يزالون مترددين ، ربما بسبب تخوفهم من هوية وأيديولوجية وخطط بعض الجماعات الثورية ، ولا سيما في ظل انقسام المعارضة السورية السياسية وإخفاقها في الإتحاد وتقديم كيان قيادي متناغم أو حتى خطة متفق عليها. ورأت المجلة أن الحرب الأهلية السورية بدأت بالفعل تتخذ شكل الحرب بالوكالة ؛ فلطالما ادعت قوات المعارضة أن مساعدات إيران لحليفها الوحيد بالمنطقة تجاوزت حد الكلمات حيث تمد إيران سوريا على سبيل المثال بطائرات بدون طيار ورجال قناصة،وعلى الجانب الآخر، لا تزال قوات المعارضة تتلقى من أصدقائها بدول الخليج أو تركيا عتادا وأسلحة متطورة بما يكفي لإحداث توازن أمام قوات النظام. وأردفت المجلة بالقول إن إقامة منطقة عازلة أو ملاذ آمن يتطلب إما استسلام نظام الأسد أو ائتلاف تقوده دول غربية بالتعاون مع الجارة تركيا للدفاع عن تلك المنطقة أو ذاك الملاذ في مواجهة أي هجوم قد تشنه مقاتلات أو دبابات الجيش النظامي. واختتمت المجلة تعليقها بالقول "في غياب ما يشير إلى رغبة مجلس الأمن الدولي في فرض منطقة عازلة ، وشبه العزوف من جانب القوى الغربية عن القيام بمخاطرة عسكرية أخرى بالمنطقة ، يبقى التشاؤم بخصوص المستقبل السوري سيد الموقف".