أكد وزير الخزانة الأمريكي جاك لو، أن العلاقات المصرية الأمريكية تنمو وتقوى بداية من مستوى القيادة وحتى فرق العمل .. مشيرا إلى أن هناك نوعا من التبادل والحوار المثمر بين الجانبين. وأوضح لو، أنه من المهم للولايات المتحدة أن يكون هناك استقرار في مصر لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مؤكدا أن بلاده ستواصل العمل لمساعدتها على تحقيق التغييرات التي تحتاج إليها. جاء ذلك في شهادة لو خلال جلسة استماع للجنة الفرعية للعمليات والبرامج الخارجية التابعة للجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي لمناقشة البرامج الخارجية بميزانية وزارة الخزانة الأمريكية لعام 2014 برئاسة النائبة كاي جرانجر بمقر الكونجرس الأمريكي الأربعاء. وأكد لو أنه من المهم جدا للمنطقة وللعالم أن تتوصل مصر إلى طريق نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي .. وأن وهذا الوقت يمثل لحظة سياسية صعبة جدا في مصر.. كما أن هناك بعض علامات التقدم. وأشار إلى أنه سيكون من مصلحة الولاياتالمتحدة بشدة أن تسير مصر على مسار أكثر استدامة، مؤكدا أن صندوق النقد الدولي يدفع بقوة في هذا الاتجاه. وأوضح أن مصر ما زالت بحاجة لحزمة مساعدات رغم المساعدات القطرية، مشيرا إلى أن مصر ترى أنها ما زالت بحاجة إلى صفقة صندوق النقد الدولي وأن ما قدمته قطر عبارة عن دفعات انتقالية بمثابة جسر لعبور المرحلة. وأضاف وزير الخزانة الأمريكي أن المساعدات القطرية تتيح فرصة للعمل لبعض الوقت.. ولكن مصر بحاجة إلى خطة تنقلها إلى ما بعد مرحلة العمل شهر بشهر.. ونوه بأنه من الواضح أن مصر كانت ستكون في موقف أقوى إذا كانت في مرحلة ما بعد الانتخابات، ولكن صندوق النقد الدولي يدفع بقوة للتوصل إلى اتفاق حتى في هذا الإطار الزمني. وأعرب وزير الخزانة الأمريكي عن اعتقاده بأنه لابد من إعطاء فرصة من الوقت لمصر، كما أنه من المهم أن تحرز مصر بعض التقدم على الطريق نحو بناء مستقبل أكثر استقرارا اقتصاديا وسياسيا. وقال "أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا بعض الصبر لأن التحولات المطلوبة في مصر لا تحدث في غضون أسبوع أو شهر، ولكن على مصر البدء ويجب أن تكون هناك رؤية على المدى القصير والمتوسط والطويل بشأن ما يتم تحقيقه". وأوضح أن المحادثات الجارية الآن مع صندوق النقد الدولي تمثل نقطة جوهرية لأنه إذا وافقت مصر على شروط صفقة صندوق النقد الدولي، فإن ذلك سيرسي أساسا للولايات المتحدة لإجراء المزيد من المحادثات الاقتصادية مع مصر. ونوه بأن صندوق النقد الدولي يضغط بقوة من أجل أن تقوم مصر ببعض الأمور الصعبة للغاية، على صعيد الدعم وخاصة دعم الطاقة، وعلى صعيد الإنفاق، والضرائب فيما يتعلق ببناء قاعدة الإيرادات في مصر. وقال إن هذه أمور يصعب القيام بها في الأحوال العادية المستقرة، أما في حالة مثل مصر، فإنها صعبة للغاية لأن مصر خرجت لتوها من ثورة.. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه ليست مجرد اشياء يتطلع العالم إلى مصر للقيام بها.. بل إنها أشياء مصر بحاجة إلى القيام بها لبناء قدراتها الخاصة من أجل تحقيق مستقبل مستقر.. وأوضح أن هذه المحادثات تحرز تقدما ولكنها لم تكتمل بعد. وأعربت النائبة نيتا لوي، خلال جلسة استماع الجنة الفرعية للعمليات والبرامج الخارجية التابعة للجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي، عن اهتمامها بسماع فكرة عن مناقشات صندوق النقد الدولي مع مصر، بما في ذلك ما إذا كان الصندوق سيتوصل إلى اتفاق مع مصر، وكم من الوقت يمكن أن يتحمل الاقتصاد المصري الاستمرار بدون القرض.. كما سألت رئيسة اللجنة عما إذا كانت هناك قيود تحول دون التوصل إلى الاتفاق. وقال وزير الخزانة الأمريكي إن "مصر تجري مفاوضات صعبة للغاية، وأعتقد أنه من المهم جدا لمصر وللمنطقة وللعالم أن تتوصل مصر إلى طريق نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي.. ما يسعى صندوق النقد الدولي بالنسبة لمصر هو نوع من الالتزامات الموثوقة، بما يمكن الصندوق من معرفة كيفية تسديد القروض.. ولذلك فإن هناك مناقشات صعبة جدا حول قواعد إيراداتها، وهذا الوقت يمثل لحظة سياسية صعبة جدا في مصر". وأضاف لو: "اقدر صعوبة قيام أي مجتمع بزيادة إيراداته.. ولكن على مصر أن تقوم بعمل شيء ما ازاء الدعم، والإيرادات إذا أرادت تحقيق اقتصاد مستدام اقتصاديا، وصندوق النقد الدولي يدفع بقوة في هذا الاتجاه.. وهناك بعض علامات التقدم.. ومن وجهة نظري، فإنه سيكون من مصلحة الولاياتالمتحدة بشدة أن تسير مصر على مسار أكثر استدامة، وأعتقد أن صندوق النقد الدولي يدفع بقوة في هذا الاتجاه". وسألت النائبة لوي عن تأثير تقديم قطر مؤخرا لمبلغ ملياري دولار لمصر على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وما إذا كانت مصر لم تعد ترغب في القرض، ورد وزير الخزانة الأمريكي: "أعتقد أن مصر ما زالت بحاجة لحزمة مساعدات.. ومصر ترى أنها ما زالت بحاجة إلى صفقة صندوق النقد الدولي.. وما قدمته قطر عبارة عن دفعات انتقالية بمثابة جسر لعبور المرحلة.. مشيرا إلى أن شباب مصر الشجعان من الرجال والنساء في مصر خاطروا بحياتهم للكفاح من أجل مستقبل أفضل وهذه المرحلة الانتقالية ستحدد ما إذا كانوا سيحصلون على ما يريدون أم لا". وأبدت النائبة نيتا لوي تعاطفها مع مصر، مشيرة إلى أن الكثيرين من الأمريكيين قد زاروا مصر عدة مرات وزاروا الأقصر الرائعة والأهرامات، معربة عن أملها في إمكانية تحقيق قدر من الاستقرار نتيجة للانتخابات، وأن تساعد مصر نفسها بأقل مساعدة من المؤسسات الدولية. من جانبه، أوضح النائب تشارلز دينت أن الرئيس باراك أوباما كان قد أعلن في مايو 2011 أن الولاياتالمتحدة ستبادل مليار دولار من ديون مصر لصالح مبادرات للتنمية الاقتصادية بتكلفة قدرها 960 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، وتساءل النائب حول أحدث المعلومات عن خطط الإدارة لإعفاء أو مبادلة الديون الثنائية المستحقة على مصر إلى الولاياتالمتحدة، وما الذي تقوم به وزارة الخزانة في هذا الصدد، وماذا بشأن ضمانات القروض التي أعلنت عنها الولاياتالمتحدة لمصر. ورد وزير الخزانة الأمريكية جاك لو بالقول: "لقد أعلنا مؤخرا عن حزمة بمبلغ 250 مليون دولار من الدعم لمصر.. وأعتقد أنه لابد من إعطاء فرصة ومن المهم أن نرى مصر تحرز بعض التقدم على الطريق نحو بناء مستقبل أكثر استقرارا اقتصاديا وسياسيا". وأضاف: "المحادثات الجارية الآن مع صندوق النقد الدولي تمثل نقطة جوهرية لأنه إذا وافقت مصر على شروط صفقة صندوق النقد الدولي، فإن ذلك سيرسي أساسا لنا لإجراء المزيد من المحادثات مع مصر". وسأل النائب دينت عن سير المفاوضات بين صندوق النقد ومصر ومدى التقدم فيما يتعلق بإصلاحات السياسات الاقتصادية، وقال لو: "صندوق النقد الدولي يضغط بقوة من أجل أن تقوم مصر ببعض الأمور الصعبة للغاية، على صعيد الدعم وخاصة دعم الطاقة، وعلى صعيد الإنفاق، والضرائب فيما يتعلق ببناء قاعدة الإيرادات في مصر". وأضاف: "هذه أمور يصعب القيام بها في الأحوال المستقرة، أما في حالة مثل مصر، فإنها صعبة للغاية لأنها خرجت لتوها من ثورة.. وأعتقد أنها ليست مجرد اشياء يتطلع العالم إلى مصر للقيام بها.. هذه اشياء مصر بحاجة إلى القيام بها لبناء قدراتها الخاصة من أجل تحقيق مستقبل مستقر.. وأعتقد أن هذه المحادثات تحرز تقدما ولكنها لم تكتمل وسأل النائب تشارلز دينت عن توقعات الإدارة الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بمصر قبل تقديم أي مساعدات إضافية وما هي السياسة الأمريكية في هذا الصدد.. مشيرا إلى أن هناك العديد من الموضوعات المتعلقة بمصر وأن اللجنة الفرعية كانت بصفة عامة داعمة للمعونة لمصر، لافتا إلى أن هناك تطورات تتشكل في مصر. وقال وزير الخزانة الأمريكية جاك لو: "أعتقد أن العلاقة مع مصر، بداية من مستوى القيادة وحتى فرق العمل، تنمو وتقوى.. وهناك نوعا من التبادل والحوار الذي يكون مثمرا في غالبه". وأضاف: "عندما كنت أتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض، كنت مع الرئيس عندما كان يتحدث مع الرئيس محمد مرسى في العديد من المناسبات.. وكانوا يجرون محادثات مباشرة، وتحدثوا بوضوح بشأن أنواع التغيير التي المطلوبة". وقال الوزير "أعتقد أننا نفهم أن تحقيق التغيير أمر صعب، وخاصة في حالة بلد مر بمرحلة اضطراب سياسي، والخروج من عهد دولة شمولية وفي ظل اقتصاد هش للغاية". وتابع "على مصر البدء في بناء هذا النوع من الأساس لمستقبل أكثر استقرارا اقتصاديا وسياسيا على حد سواء.. وأعتقد أن علينا أن يكون لدينا بعض الصبر في هذه العملية لأنه هذه التحولات لا تحدث في غضون أسبوع أو شهر، ولكن على مصر البدء ويجب أن تكون هناك رؤية على المدى القصير والمتوسط والطويل بشأن ما يتم تحقيقه". وقال لو: "مصر أمامها انتخابات قادمة.. وهي يتعين أن توضح الموقف إلى حد ما.. ولكننا لا نستطيع الانتظار حتى إجراء الانتخابات.. ولهذا السبب فإن محادثات صندوق النقد الدولي لا تزال جارية في الوقت الحالي". وأضاف "لذلك فإننا ندرك تماما مدى أهمية مصر للمنطقة من حيث الاستقرار.. من المهم للولايات المتحدة أن يكون هناك استقرار في المنطقة.. وسنواصل العمل لمساعدة مصر على تحقيق التغييرات التي تحتاج إليها".