فرق كبير بين أن أختلف معك فهذا أمر طبيعي والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .. وبين أن أخاصمك فهو محرم شرعاً ولا يجوز لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ... وخيرهم من يبدأ بالسلام . فرق كبير بين وجهه النظر والرأي الأخر .. وبين محاولة البعض فرض وصايته عليك فهذا أمر لا يقره الشرع أو العقل ... لغة الوصاية انسلخ عنها الاستعمار إلا أننا توارثناها فمن معي فهو المقرب إلي قلبي ومن خالفني الرأي فهو عدوي وجزاءه جهنم وبئس المصير . فرق كبير بين النصيحة وبين السب والشتم فالمسلم ليس بسباب ولا بشتام ومن فعل ذلك فهو ممقوت في الدنيا والأخره .. فرق كبير بين الكذب الذي هو طريق مباشر إلي النار وبين الصدق الذي هو منجاة لنا جميعاً ... ليس في الآخرة وحدها ولكن في الدنيا أيضاً . فرق كبير بين الأمانة التي نحن مأمورون بها ... بمعناها الأشمل والأعم ... وبين الخيانة التي لايمكن أن تكون أحد صفات المؤمن .. فرق كبير بين الإيثار وتقديم الآخرين وبين البخل والشح الذي يهلك صاحبه ( ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) . فرق كبير بين النفاق الذي لايتفق أبداً مع الفطرة السليمة وبين التقدير والاحترام للآخرين وان اختلفنا معهم وإنزالهم مايستحقون من مكانة . فرق كبير بين رأي الدين في كل القضايا وبين أطروحات السياسيين ... فالأولي فيها الحرام والحلال والجائز والمندوب .. أما الأخرى فهي تدخل في دائرة ( أنتم أعلم بأحوال دنياكم ). فرق كبير بين تأييدي لمشروع الإسلام وفيه حل لكل مشاكلنا ... وبين سلوكيات من يرفعون شعاره .. أرائهم ليست مقدسة .. وأشخاصهم أيضاً ليسوا فوق المساءلة ... فالذي لايسئل وحده هو الله ( لايسئل عما يفعل وهم يسئلون ). فرق كبير بين كل مايقال ألان علي الساحة وما يحدث من مهاترات ونزاعات وبين حال الأمة المرجوه ... التي يريدها الله لنا .. فالمفترض أن نكون جميعاً أمه واحدة . فرق كبير بين مايقوله الساسة في الغرف المغلقة ومن وراء الحجب .. وما يقال في العلن هذا حالهم في الماضي والحاضر وفي المستقبل . فرق كبير بين الدين كرسالة وبين السياسية صاحبة المواجع ... فالدين هو الأخلاق .. أما السياسة فلا مرجع لها .. ففي الدين الناس كأسنان المشط لافرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح .. وأن الكفاءة هي الأصل .. أما في السياسة ... فأعداء الأمس أصدقاء اليوم .. وأصدقاء الأمس أعداء اليوم . .. والذي يقدم هم أهل الثقة وان كانوا من النطيحة والمتردية وماأكل السبع . فرق كبير بين مايفعله حكام المسلمين هذه الأيام .. باسم الإسلام وماكان يفعله الأوائل ... فقد كان الإسلام حاكمهم .. في سرهم وعلانيتهم .. أما الآن فلا تعجب فينا ومنا من يتشدق بالإسلام ولا أثر لأفعاله علي أرض الواقع فهنا مسلمين بلا إسلام ... وهناك في بلاد الكفر كما يحلو للبعض تسميتهم إسلام بلا مسلمين ؟؟ فرق كبير بين إنسان ينصحك علي الدوام .. الي الأفضل والارقي .. وبين أخر هو الشيطان بعينه . والله من وراء القصد ... [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]