إن من يتابع الحياة السياسية في مصر يرى بأم عينيه الحرب الضروس التي يشنها حزب الحرية والعدالة على حزب النور فقد توحدت ألسنتهم في شتى ربوع مصر على الاتهامات التي يشيعونها على النور آناء الليل وأطراف النهار وتعاهدوا على نشرها في المحافل الإعلامية والالكترونية والمجتمعية والمؤسساتية رجالا ونساء كبارا وصغارا حتى ولو نفوها مليون مرة على ألسنة المتحدثين الرسميين عنهم وسبب تلك الحرب هو عدم الانصياع لقرارات الحرية والعدالة وعدم موافقتهم في كثير من الأمور التي تثبت الأيام أن النور محق ومصيب فيها . وعندما تنتهي تلك الحرب ربحا وخسارة ، من العدو الجديد لتدار عليه الحرب ؟ إنه الشيخ حازم ولكن الإخوان لن يكونوا طرفا مباشرا في تلك الحرب حتى لا تزداد خسائرهم وتنمحي شعبيتهم إلى الأبد وإنما سيكون حزب النور هو الطرف الآخر ضد الشيخ حازم فقد زادت شعبيته عنهم وخذلوه أكثر من مرة عند وزارة الدفاع وعند محمد محمود وعند مدينة الإنتاج الإعلامي . فلقد استغل الإخوان كلام بكار عن الشيخ حازم وزينوه وزخرفوه بسوء الفهم وفساد النية وألفوا منه مسلسلات وأفلاما وألقوه في ملعب الراية وبدأت بشائر هذه الحرب تظهر فلقد كتب أحد الكتاب واسمه محمد جلال القصاص مقالا يقارن فيه بين الشيخ حازم وبين الشيخ الجليل العالم ياسر برهامي وكال فيه التهم للشيخ ولحزبه ولبكار ووصل به الأمر أن وصف الحزب وشيوخه وما يقومون بتدريسه وتعليمه بأنه سلف وانتهى ولم يعد صالحا لزماننا وغير ذلك من الأوصاف الباطلة جملة وتفصيلا وهذا كلام خطير ولكنه خيط من خيوط المؤامرة فالفكر الذي يدير الحرب هو نفس فكر كاتب المقال . وعندما يرى ويقرأ شباب النور الثائر تلك الأكاذيب سينهض ليدافع عن حزبه ويرد الفكر بالفكر هنا سيستغل الإخوان تلك الفرصة فيقومون بإذكاء العداوة بين التيارين اللذين يمثلان عائقا لهما وذلك ببعض القصاصات من هنا وبعض الفيديوهات والفبركات من هناك وما أكثرها اللجان الالكترونية المنتشرة على صفحات الفيس بوك وهم بارعون في استخدام الوسائل التقنية التي تزيف الحقائق فتجعل الباطل حقا والحق باطلا فتشتعل النار وتأكل الأخضر واليابس ويتبرأ كثير من الناس من مواقف الفريقين فيقررون التخلي عنهما هنا يلتقط الإخوان أنفاسهم ويخططون بهدوء حتى يقطفوا الثمار مثل أصحاب الجنة قال تعالى { ( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ( 17 ) ولا يستثنون ( 18 ) فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ( 19 ) فأصبحت كالصريم ( 20 ) فتنادوا مصبحين ( 21 ) أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين ( 22 ) فانطلقوا وهم يتخافتون ( 23 ) أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ( 24 ) وغدوا على حرد قادرين ( 25 ) فلما رأوها قالوا إنا لضالون ( 26 ) بل نحن محرومون ( 27 ) قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ( 28 ) قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين ( 29 ) فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ( 30 ) قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين ( 31 ) عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون ( 32 ) كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ( 33 ) ) سورة { القلم } فقد زال العدوّان اللدودان لهما ولكن استيقظ الإخوان فجأة فوجدوا أن الحرب طحنتهم وقضت عليهم دون أن يشعروا .وصدق عليهم قول الله تبارك وتعالى :[وكان عاقبة أمرها خسرا ] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]