تتعرض بقايا الآثار العربية بمدينة مورسيا، جنوبإسبانيا، للخطر جراء هطول الأمطار بغزارة فضلا عن عدم توافر آليات لحمايتها. وأشارت صحيفة "الباييس" في نسختها الالكترونية الصادرة يوم الاثنين أن الأمطار الغزيرة تسببت خلال الأسابيع الأخيرة في كثير من الأضرار للآثار العربية التي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر. يشار إلى أنه اكتشف مؤخرا في مدينة مورسيا بإقليم الأندلس "جنوب شرق" أطلال أكثر من 48 منزلا ترجع إلى أيام الوجود العربي في الأندلس "711م - 1492م" فضلا عن سبعة قصور ومسجد صغير لا تزال قاعدة مئذنته على حالها. وبدأ العثور على هذا الكشف الهام أسفل قصر سان استيبان الذي يعود بنائه للقرن السابع عشر، ويستخدم حاليا كمقر للحكومة المحلية، ويشغل مساحة فدان كامل. واكتشفت الآثار أسفل موقع مشروع جراج متعدد الطوابق تقدم به الحزب الشعبي المعارض. ويخشى سكان المدينة من الأضرار التي ستجعل أحجار الآثار تذوب كما يذوب السكر بالماء خاصة مع تكهنات استمرار الأمطار خلال الأيام القادمة. وأجبرت الحركة الاشتراكية السياسية قائد المدينة رامون لويس بالكارسيل علي وقف أعمال بناء الجراج. ودعت اللجنة الوطنية لحماية الآثار الحكومة في مورسيا إلى أن تعلن حماية الموروث الثقافي وستقوم وزارة الثقافة بتقديم الدعم لآثارها. وخلال الشهر الأخير أعلنت وكالة الأرصاد الجوية أن كل متر مربع بمورسيا يسقط عليه 120 لتر من مياه الأمطار. ووفقا لخبراء الآثار فإن الجزء الخارجي وسطح الجدران تعرضت لأضرار بسبب وصول المياه إليه، فضلا عن هطول الأمطار الغزيرة ووفقا للمصادر فإن المنطقة المتضررة تمثل 20% من مجمل الآثار. وذكر علماء الآثار أن السلطات لم تقم بغير وضع أكياس بلاستيكية لحماية الأحجار من الأمطار و لكن تلك الأكياس لا تتحمل قوة الرياح وشدة هطول الأمطار. وظهرت مجموعة علي موقع الفيس بوك الشهير تضم 19 ألف عضو تدين بقاء الآثار في المدينة عرضة للعوامل البيئة، كما اتهمت السلطات بالتلكؤ في تطبيق القانون حيال حماية هذه الآثار بشكل عاجل. وأشارت النائبة الاشتراكية ماريا خوسيه الاركون بأن السلطات تجاهلت متطلبات الحماية القانونية لهذه الآثار الأمر الذي يعتبر "جريمة". وأكدت نائبة حزب اليسار المتحد بالمدينة استير هرجيدس " أن قرار وقف إقامة الجراج كان سريعا لكن باقي خطوات حماية الآثار توقفت كما لو كانوا ينتظرون ليدمر الطقس الآثار".