شهدت كلية الآداب بجامعة جنوبالوادي مهزلة جديدة، حيث اقتحم رئيس قسم اللغة الإنجليزية، إحدى محاضرات الدكتورة هبة القاضي، وحاول إخراجها من قاعة المحاضرة أمام الطلاب، ووقعت بينهم مشادات وخناقات استمرت أكثر من نصف ساعة. ويظهر الفيديو لحظة اقتحام الدكتور أحمد حسين رئيس قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة جنوبالوادي، في حين تمسكت الدكتورة هبة القاضي بموقفها وجلست على الكرسي، وسط ترديد الطلاب لهتافات مؤيدة لرئيس القسم. وكانت القاضي قد تقدمت قبل بداية الفصل الدراسي الحالي بشكوى إلى مجلس جامعة جنوبالوادي، لتمكينها من تدريس تخصصها وهو علم "اللغويات" بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، ولكن رفض رئيس القسم إسناد أي جدول للشاكية، رافضا الاعتراف بتخصصها الذي استحقته بناء على حصولها على درجة الدكتوراه. واتهمت عضو هيئة تدريس في آداب قنا رئيس القسم بالكلية بالتعنت معها وحجب تخصصها في مجال العلوم اللغوية (الترجمة) وقيامه شخصياً بتدريسه عنوة –على حسب اتهامها– لطلاب الفرقة الأولى بكليتي الآداب والتربية، علاوة على تدريسه أغلب المواد. مشيرة إلى أنها حصلت على قرار من مجلس جامعة جنوبالوادي في شهر فبراير الماضي حمل رقم 195 لإلزام رئيس القسم بتوزيع المواد حسب التخصص، ولكنه لم ينفذ القرار. وأوضحت القاضي أن رئيس القسم يتعنت ضدها دائما بداية من مرحلة إعداد الماجستير، ثم في مرحلة الدكتوراه، والآن يتم تصفية حساباته معها، حسب قولها، منتقدة في الوقت ذاته الكثافة الطلابية التي يعاني منها الأقسام المتخصصة داخل الكلية، مؤكدة أنها لا تتم وفق المعايير المتفق عليها لضمان جودة التعليم، مثل عمل اختبار للطلاب الملتحقين بالقسم، مشيرة إلى أن ذلك ظاهرة متكررة في الجامعة وليس في الكلية وحدها. وعبرت عضو هيئة التدريس عن استغرابها من سلوك رئيس القسم واقتحام المدرج أثناء تدريس الجدول المسند إليها بناء على تعليمات رئيس الجامعة ووفق قانون الجامعات، لمنعها من أداء عملها وتدريسها للطلاب. وعلى جانب آخر، تقدم عدد من طلاب الفرقة الأولى بمذكرة إلى الدكتور قرشي دندراوى، عميد كلية الآداب يتهمون فيها رئيس القسم، بأنه أهان "القاضي" أمام وكيل الكلية لشئون الطلاب والأمن، وأنه وصفها بأنها "لا تفهم شيئاً في اللغة". واستنكر مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، صراعات أعضاء هيئة التدريس لتدريس بعض المناهج، حتى وصل الأمر إلى إظهار صورة لا تليق بمظهر أستاذ الجامعة أمام الطلاب، منتقدا في الوقت ذاته عدم اتخاذ إدارة الجامعة إجراءات حاسمة تجاه تلك التجاوزات والانتهاكات، منددا بعدم التحقيق حتى الآن في الشكوى التي تقدمت بها الشاكية قبل 10 مارس الماضي ما تسبب في تلك المواقف. طالب بركات الضمراني مدير مركز حماية بقنا بسرعة إجراء التحقيقات ومحاسبة المسئول عن تلك التجاوزات، وتنفيذ اللوائح المنظمة للعمل داخل الجامعات على الجميع دون تمييز أو محاباة. فيما شدد وائل النجمي عضو المركز بقنا على ضرورة إبعاد الطلاب عن صراعات هيئة التدريس، واتخاذ ما يلزم من إجراءات من شأنها تحقيق العدالة بين هيئة التدريس، وتكون الجامعة مثالا للمكان الذي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والشفافية للجميع.