وهل فيها تطرف حقًّا؟ هل الشعب المصري علماني كاره للدين، و(عايز يعيش على حل شعره) كما يصوره الإعلام والمستغربون والمستهبلون؟ وهل الذين (لا يركعونها) أفهم بالدين ممن يسمونهم تجار الدين والمتأسلمين؟ هل يشكل الدين والمتدينون خطرًا على مصر وحاضرها ومستقبلها؟ ولماذا؟ ولماذا حارب الموساد المحلي الإسلام أشد مما حارب السرطان والفشل الكلوي والمخدرات وأنفلونزا الوطني (آسف: الخنازير)!؟ ما حجم جناية عصابات (خُط) الثقافة وألاديشه، على الثقافة والفكر، والفن، والأدب، والجامعة، والإدارة، والأمن، والحريات، والبناء الحضاري لمصر؟ وما دور (فناني الضرار) من الكتاب والمغنين والممثلين وشعراء البلاط ومنظري العلمنة، وما علاقتهم بالحكومات الفاسدة المتتابعة وتلميعها، وتنفيذ أجندتها الإرهابية الموسادية، وإبراز مصر على أنها تعيش أزهى عصور الديمقراطية حين كانت تلتقط أنفاس المحتضَر؟ وما رأي وحيد حامد، وعلاء حامد، وسلماوي، وعكاشة، وبقية البرتيتة المحاربة للإسلام بالدراما التليفزيونية والسينمائية، في أفلام ركيكة تافهة تثير الغثيان، ومسلسلات بذيئة رخيصة؟ وما هذه الصفاقة والكلاحة التي يمتلكها أمثال هؤلاء المتغربون الموالين للخارج، (والكسعريات) أو الكاسيات العاريات على حد تعليق أخ كريم على مقال سابق، من صاحبات العصمة الممثلاث، الهوانم، المتحسرات على العهد الذهبي بتاع مبارك، ومعهم –ولا كرامة– شيوخ الضرار: علي جمعة، وسيد طنطاوي، وزقزوق، وكريمة، وميزو، ومظهر، وأضرابهم، ممن تضمهم (قوائم) العار والشنار!؟ هذه أسئلة تحتاج إجابات واضحة وفاصلة، لأن مصر لن تترك دينها أبدًا، ولن تكفر أبدًا، ولن تتطرف، ولن تنغلق، ولن تتخلف؛ إلا بتلفيقات مفضوحة، وأسبابٍ من الكذبة المزورين لإرادة الأمة.. وإلا فأجيبوني: هل تذكرون شكل ميدان التحرير الذي كان ممتلئًا على آخره بالساجدين أوقات الصلوات، وأيقنتم أن منظر الناس كان أشبه بالمصلين بالحرم الشريف؟ أتذكرون عدد المصلين وعدد المكبرين؟ أتذكرون شكل الناس وهتافاتهم؟ أتذكرون شعار: الله وحده أسقط النظام؟ هل هؤلاء جميعًا إخوان أو سلفيون أو (عفاريت زرق حتى) أم كانوا مصريين تلقائيين، غاضبين لحريتهم، ثائرين على الظلمة، مقبلين على ربهم؟ هل أجبرهم أحد على الصلاة، وعلى الانضباط، وعلى الالتزام، وعلى المحافظة على من حولهم مهما كان شكلهم وأيديولوجيتهم؟ إلا ما كان من البلطجية والقناصين وأولاد الإرهاب الرسمي؟ ألم تُغيب مصر -منذ هَجرت (سياسيًّا) ربها- عن التاريخ والجغرافيا، كما غابت عن التأثير والعمران، وانسحبت من دورها التاريخي الحضاري؛ لتفسح المجال لدول أصغر حجمًا، وأقل عددًا، لتكون لاعبًا رئيسًا وناجحًا وفعالًا في المحافل الدولية؟ أكان ذلك بسبب الإسلام؟ ألم ينهر اقتصادنا، ونغرق في الديون، ونرتكس في كل الآثام الحضارية، بسبب انسحاب دور المساجد لصالح البارات، وغفوة الجامعة أمام الاستاد الرياضي، وغيبوبة مراكز البحث أمام مغالطات الحكومة، والتوسع في القرى السياحية، والإقطاعات الشخصية، وبزنس رجال الأعمال، وأفلام غارة عبد الرازئ، وتفاهات عادل إمام!؟ أكان ذلك بسبب الإسلام؟ ألم يُدسِ القانون ويخالّف مليار مرة، وينتعش في ظله الفاسدون، ويتهرب من التزاماته الكبار والمرتشون، وتُعانِ من ويلاته بائعة الفجل، ومُسلِّك المجاري، ومصلح البوابير؟! أكان ذلك بسبب الإسلام؟ ألم تتحول مراكز الشرطة والأقبية السرية إلى مسالخ لذبح الآدمية، بمباركة الجاثمين على صدور الأمة عاملهم الله بما يستحقون؟ أكان ذلك بسبب الإسلام؟ ألم تستهن بمصر الصومال ورواندا وبوروندي وإثيوبيا وجزيرة حتاباتا؛ منذ هجرت دينها، وأعرضت عن ربها تبارك وتعالى، واستسلمت لأكاذيب (ضباع أمن الدولة) حتى أصابها الله بالضنك، وصارت عمياء القلب، فقيرة، مدينة، مأزومة، مشلولة الفاعلية.. فلا شرطة، ولا أمن، ولا إدارة، ولا اقتصاد، ولا تعليم، ولا صحة، ولا جامعات، ولا تأثير خارجيًّا، ولا .. ولا .. أكان ذلك بسبب الإسلام؟ ألم يتحول بالون الإرهاب الوهمي إلى فزاعة ووسيلة لقمع الشعب، وإعداد ملفات ل85 مليون مصري، مقهورين مقموعين مستلبين؛ لصالح نخبة جشعة عميلة، يديرها الموساد الذي أعلن هذا صراحة قبل الثورة بشهور! أكان ذلك بسبب الإسلام؟ ألم تروا كيف استخدم ورقةَ الإرهاب العقيرُ القذافي، وزين المارقين، وعلي سالح، ومبارك، والعادلي، وعمر سليمان، ووزراء الإرهاب السابقين كلهم (أقصد وزراء الداخلية) كما استخدمها بوش وبلير وأوباما في العراق، وفلسطين، وأفغانستان، وباكستان؛ لتدمير أمم بكاملها، وتطبيق سياسة الأرض المحروقة فيها؛ حتى صارت قاعًا صفصفًا، وخرابًا يبابًا، ورجعت للوراء مليون سنة!؟ يا أيها المصري الرشيد، وفقك الله للخير، ونور بصيرتك، ووقاك شر الأفاعي المتربصة بك، وجنبك تضليل الأمة، وترويع الخلق، والدوس على القوانين.. اسمعيني أرجوك، واسمحي لي أن أكلمك على بلاطة: = = كل ذي عينين يدرك ويوقن أن الأمن صنع الصورة السلبية، بتنسيق مع (أجندات) خارجية، من الموساد والسي آي إيه وغيرها، لصناعة غول اسمه الإسلام/ الإرهاب/ الإرهاب الإسلامي/ التطرف الإسلامي.. وصرح بعض مساعيرهم أنه ينبغي أن يُستأصل عبر حرب صليبية.. وهي والله قائمة.. أحلف موقنًا غير حانث! = = وكل ذي عينين يدرك ويوقن أن الأحداث التي وصفت بالمتطرفة غير ثابتة بشهادات محايدة، ولا تشكل ظاهرة.. وأنا ممن لا يثقون باعترافات المعترفين، فكم مرة اعترف متهم بريء، ثم اعترف غيره وغيره وغيره... تحت طائلة تعذيب حيواني مسعور! وأنتم خير من يعرف هذا ويثبته! = = وكل ذي عينين يدرك ويوقن أن وجود بعض الأغبياء والعنيفين من المتدينين (وهم ندرة نادرة) أمر مسبَّب، وثأري، ومحدوووود جدًّا، ولا يشكل ظاهرة بسببها تُسجن مصر كلها، وتهان، وتصادر حريتها، وتشل حياتها، وتتأخر عن ركب الأمم عقودًا! = = وكل ذي عينين يدرك ويوقن أن هناك متطرفين في الدنيا كلها، ولا تفرض بسببهم طوارئ، ولا تنشأ زنازين سرية، وسجون تحت الأرض! = = وكل ذي عينين يدرك ويوقن أن كل مواطن عنيف أو متآمر يجب أن يحاسب، في محاكمة عادلة، وينال جزاءه الوفاق، لكن الأمر لا يستوجب قمع امرأته ووالديه وأبنائه وأصدقائه وجيرانه ومعارفه، ولا يستدعي مرمطتهم، وحرمانهم العمل والحركة والتعبير والحياة.. = = وكل ذي عينين يدرك ويوقن أن كل متهم يبقى بريئًا حتى تثبت إدانته، وليس متهمًا ولو ثبتت براءته، وتصدر أحكام الإفراج عنه ثم تداس بحذاء مخبر همجي أمي ابن (.....)! = = وكل ذي عينين يدرك ويوقن أن المحاكم العسكرية وصمة عار في جبين الأمة، وأنها أفرزت قضاة فاسدين، ونواب أحكام مرتشين، وضباطًا جلادين، وأساتذة تعذيب متوحشين! وأن الذين فعلوا هذا يجب أن يحاسبوا وينالوا جزاءهم، وخصوصًا وأن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم كما تنص على ذلك المواثيق الدولية، والعهد الدولي لحقوق الإنسان الذي وقّعت عليه مصر أم الدنيا! يا سادتي: الدستور يقول إن دين الدولة الرسمي هو الإسلام، والناس يقولون ذلك، وميدان التحرير قالها واضحة.. لكن عصابة الخط تقول لا.. وتبذل وسعها، وتنفق خير البلد لمحاربته.. يا سادتي الأمة تريد الإسلام، فلا تحاربوه، ولا تقزِّموه، وتضغطوا على أنفاسه كما فعل من كانوا قبلكم ممن قصمهم الله، وفضحهم. يا سادتي: لقد جربتم الاشتراكية وخربت بيتكم، وجربتم الليبرالية وفجرت البلد، وارتميتم في أحضان إسرائيل فتحولت مصرنا إلى حطام، ولم تجربوا الإسلام ولا تريدون حتى أن تنصفوه.. اصحوا يرحمكم الله! [email protected]