الكتدرائية وأحداث 7 أبريل أحداث دامية حزينة على الصعيد المصري ككل ، نحن بالطبع نسيج واحد وكلنا مصريون والأرض لنا جميعاً "كاملة" ، وأن ما رأيناه في ذاك اليوم هو بالطبع أحزن الجميع وأقتص من جميع دماء المصريين ، ولعل ما حدث كشف لنا الكثير داخل أنفسنا وداخل نسيج المجتمع الذي يتظاهر بالوحدة ومن داخله الكثير من العيوب تجعل تلك الوحدة لا تظهر إعلامياً ولا في أي شئ سوى بعد الأحداث .. نعم نحن مختلفين ، مختلفين في التفكير وليس في العقيدة فقط ، فهناك من زج بأسم فتنة طائفية بالرغم من كونها صراع بين النصارى متمثلين في مظاهرة أمام الكتدرائية بالعباسية ويقولون فيها ما ينغص النفس على الكثير من نيتهم لاستخدام السلاح ضد السلطة وعلى مرأى ومسمع من الجميع وأن الأرض هي أرضهم ويحدثونك المصريون عن الوحدة ! ، وغيرَ الإعلام تلك الاحداث من مجرد أحداث بين فئة من الشعب المصري إلى فتنة طائفية بين أبناء وطن واحد مسلمين ونصارى لمجرد أن الحاكم الآن منسوب للتيار الأسلامي ، ومن الإعلاميين من يقول أن السلفيين والأخوان هم من قاموا بالأعتداء وهذا بالنسبة لي بمثابة كذبة أبريل. وهناك من يحاول أن يصعد ما بداخله من غباء أو يحاول ممارسة الأستغباء على الآخرين وأيهامهم بأمور لم ولن تكن بالصحيحة وبالكاد هو لا يصدق ذلك ، عاش ويعيش وسيعيش لا يرى سوى ما تمليه عليه عاطفته لا عقله ، فلديه مقياس يقيس عليه كافة أمور حياته ، وهي عاطفته وفقاً لقناعات أما ساذجة أو غبية. فلابد أن نفكر قليلاً وندرك أن هذا الحدث ليس عقائيداً فالبرغم من كون النصراني بالنسبة للمسلم كافر قال تعالى : " قد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " سورة المائدة 72 والمسلم بالنسبة للنصراني كافر ففي الأنجيل: "منْ يُؤمِنُ بالابنِ، فَلهُ الحياةُ الأبديَّةُ. ومَنْ لا يُؤمنُ بِالابنِ، فلا يرى الحياةَ بل يَحِلُّ علَيهِ غَضَبُ الله " (أنجيل يوحنا 3:36 ) ، ولكن هل يعقل أن نسير في الطرقات ونقول لبعضنا ذاك كافر وذاك كافر ، أن الثوابت لا تتغير ولابد من الجميع أن يعمل لرقي فكره وخدمة من حوله ونقل صورة حسنة جيدة عن نفسه وعن عقيدته لأنه يمثلها. إن الأمن والجهات الأمنية دائماً ما تكون على خطأ في وجهة نظر الكثير ، وأن ما يعيد العقل إلى صوابه هو أستدراك أن هناك فئة أخطأت ولابد من تقديم المخطئ إلى العدالة ، إن ما يقوم به البعض من نشر صور مغلوطة ومكذوبة عن التيار الأسلامي في ذاك الوقت تحديداً لموازنة المعادلة بين الكفتين بعد ظهور أسلحة من داخل جدران الكتدرائية هو بالطبع غير عادل ، إن القاضي ينظر إلى الحدث ككل ، ولن يقول كلمة "أشمعنى" لأنها إن دلت فأنما تدل على رخص التبرير ونقص في العقل وأن أسلوب الحكم والتفكير أصبح وضيعاً ، أن القانون هو الحل ، يطبق على البابا وعلى النصارى ويطبق على شيخ الأزهر وعلماء الدين والمسلمين كافة بالمثل ، الحسنة لفاعلها والسيئة لمرتكبها، قلتها قبل ذلك وأكررها : إن حَضارة دولة العَدل باقية وأن فنا أهلُها وأن دولة الظُلم تَفنىَ وإن عاشت أجيالُها ،وأن القانونَ العَادل هو أساسُ قيام كلِ شئ وأن القانون الفاسد هو أساس هدم كل شئ ، كفانا مسكنات من تلك المدعوة الفتنة الطائفية ودعونا نمضي لمعالجة فكر الأمة وثقافتها ، دعونا نملأ الحياة فكراً وثقافة وعلماً وأيماناً وسلاماً لننعم ، أيها الناس : أن مصر واحدة إن عاشت سنسعد وأن غرقت سنكون أول من يلعنهم التاريخ ! أستقيموا يرحمني ويرحمكم الله. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]