تساؤلات كثيرة دارت وتكورت ثم انحشرت في مخيلتي لا تجد لها إجابة... قررت أن أطرحها عليكم لعلني أجد عندكم إجابتها ولكن… لا جوائز لأصحاب الحلول الصحيحة فالهدف هو مصلحة مصر العليا وليس شيء آخر. إن ما حدث في الخصوص قد هز مشاعر كل مصري يحب بلده مصر بصورة أو بأخرى ولقد وجدت أن تفاعلي مع هذه الواقعة جاء في صورة تساؤلات قد تبدو "خبيثة" عند البعض ولكن دعونا نبدأ. المشهد الأول إن ما حدث فجر السبت 6 إبريل 2013 في مدينة الخصوص بالقليوبية وأسفر عن وفاة 5 أشخاص وإصابة 3 وحرق 3 منازل لهو شيء محزن تمامًا فهؤلاء فقدوا حياتهم للدفاع عن الكنيسة (كما يدّعون) أو ليفتدوا الصليب (بالروح بالدم نفديك يا صليب) أو لأية أسباب أخرى لا يهمني معرفتها… ولكن ما يهمني هنا هو من وراء ذلك؟ وهنا استعملت القليل من الخباثة وسألت نفسي أليس من الأولى والمنطق أن يُصلي عليهم في نفس المكان الذي "افتدوه" بحياتهم؟ أليس ذلك من الحكمة والبداهة؟ ولكن حددت المدعوة جنازة الشهداء الأربعة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في تمام الساعة الواحدة في اليوم التالي… معلنة وفاة البديهيات وفاتحة جميع أبواب التساؤلات؟… وهنا أتساءل لماذا مشقة وعناء السفر من الخصوص إلى العباسية والعكس في شوارع مصر "الخالية" للصلاة عليهم؟ بل ودفنهم تحت مذبح الملاك بجانب "شهداء ماسبيرو" بمنطقة السادس من أكتوبر؟ لماذا كل هذا الاستعراض الجنائزي "الخبيث" وغير المبرر؟ ولماذا أعطتهم المدعوة صكوك الشهادة قبل نطق القضاء المصري بالحكم بإدانتهم أو ببراءتهم؟ لماذا نصبت المدعوة بالكنيسة نفسها فوق أحكام القضاء المصري أليست هذه جريمة في حد ذاتها؟؟ المشهد الثاني في لفتة متوقعة من تواضروس نشر الخبر التالي: (مصادر كنسية: البابا تواضروس يرأس القداس الجنائزي لقتلى أحداث الخصوص اليوم http://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=72368 وأضافت المصادر أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية سيرأس قداس الجنازة بعد أن قطع زيارته للإسكندرية وعاد للقاهرة) وفجأة تقهقر تواضروس وآثر سلامته وضاعت منه الشجاعة ولم يحضر قداس القتلى كما وعد شعبه... وكما جاء في الأهرام اليومي (الأساقفة الذين حضروا للصلاة على الجثامين يتقدمهم الأنبا بطرس أسقف شبين القناطر التابعة له كنيسة الخصوص) (http://www.ahram.org.eg/News/783/38/203295/حوادث/خلال-تشييع -جثامين- ضحايا- الخصوص- بالكاتدرائية مقتل-.aspx). هل كان يعلم تواضروس مدى الخطورة على حياته؟ أم جاءته نصيحة في اللحظات الأخيرة من "صباعٍ ما" بألا يحضر الجنازة حرصًا على حياته؟ أم جاءته رؤيا في ليل السبت؟ لا أعلم ولكن دعوني أتذكر وبكل الاحترام والتقدير قبطان التيتانك (Titanic) أكبر سفينة ركاب "رعية" في العالم "حينئذٍ" حين آثر أن يغرق مع سفينته ومع ما تبقي من الرعية… طواعية. المشهد الثالث في خبرٍ كان مستترًا ثم ظهر الآن إلى السطح: (إن الجهاز المركزي للمحاسبات بصدد تنفيذ عملية الرقابة على أموال وتبرعات الكنيسة، شأنها شأن باقي مؤسسات الدولة، دون النظر إلى ضغوط تُمارس للحيلولة دون ذلك) والسؤال هل تعلم المدعوة بالكنيسة أن هذا القرار سيأخذ حيز التنفيذ قريبًا فحاولت لفت أنظار العالم إلى مأساة قد تُدر العطف وتساعد على المساومة؟. لقد ناديت مرارًا وتكرارًا أن تراقب الدولة أموال المدعوة بالكنيسة وذلك لأن وضع أموالها تحت رقابة الدولة سوف يكشف فضائح الماضي ويسلط الضوء على انحرافات ليس لها أول من آخر كاشفة عورات وعلاقات وأسرار مهينة وذلك بالطبع يقُضَ مضاجع العديدين من داخلها ومن خارجها وربما قد يكشف على سبيل المثال أسباب تدهور العلاقات بين ثروت باسيلي (ملياردير قبطي وصاحب عدة شركات للأدوية) وشنودة وأرميا ومشروع المركز الثقافي القبطي.! إنني أطالب بأكثر من ذلك الآن وهو أن تراقب الدولة الهيكل الكنسي برُمته بما فيه من فساد إداري وديني وأخلاقي وحينها سيدخل هذا العصر التاريخ من أرقي وأوسع أبوابه شامخًا ورافضًا المساومة على قتلى الخصوص. القصاص يطالعنا تواضروس بعد خروجه من عزلته بالتصريحات التالية (عودة حقوق الضحايا مسئولية المجتمع والدولة وإن ما حدث يدخل في دائرة التقصير ودائرة سوء التقدير للأحداث تمامًا - الإهمال والتقصير في حماية الكاتدرائية تعدى كل الخطوط الحمراء وصورة مصر في الغرب الآن في "التراب"!!). ثم هرع تواضروس إلي الاعتكاف كسابقه شنودة. إن نفس المشهد يتكرر ويتكرر ودماء الرعية المغيبة تسيل من إمبابة للكشح ومن القديسين للخصوص وهلم جرا، ولكن ذلك لن ينطلي على الشعب المصري بكل طوائفه إلى الأبد فاعتكافك أو عدمه ما هو إلا تشبه بالنعام الذي يخشى الصياد وقد ذهب زمن الطبطبة إلى غير رجعة فالرعية ومعها الشعب المصري ستشكر لك شكرة من بعد شكرة ومن فمهم أُدينهم… وكما قال الكتاب في لوقا 19: 22 (فقال له من فمك أدينك أيها العبد الشرير). وأريد أن أذكر الجميع أن السي إن إن CNN طالعتنا في يوم 30 إبريل 2012 (مصر: وفاة 5 في تدافع عند قبر البابا شنودة والذي يقع تحت إدارة دير الأنبا بيشوي بصحراء وادي النطرون). http://arabic.cnn.com/2012/middle_east/3/31/Egypt.stampede-deaths/ لقد توفي خمسة أشخاص من نفس الرعية في يوم دفن شنودة ولم نسمع عن أسمائهم ولا أعمارهم وهل دفنوا مع شهدائكم المزعومين أم لا؟؟ ولماذا؟؟ ولم نشاهد أو نشهد علي تقديم المهملين إلى العدالة إلى يومنا هذا؟ لماذا تطالبون بالعدالة يا رهبان وأنتم من يدوسها بالأحذية..؟؟ أناشدكم وأرجوكم يا قضاة مصر بأن تكيلوا لهم من نفس مكيالهم حتى تهدأ صدور من ماتوا في الزحام ومن غرقن من بناتنا في نيل المعادي والمكرسة التي أُحرقت في مطبخ الأسقف ومن كسر بلطجي الأسقف عنقها… الخ. أرجو ومن أجل مصر أن تبدأ التحقيقات في هذا الملف وبهذا العمق حتى نصل إلى الحقيقة ونجنب حبيبتنا ما يفعله سفهاؤنا بها غير عابئين بهدر دماء هذا الشعب النبيل. م. هاني سوريال - سدني