إنس المظاهرات والمشاحنات والاضطرابات والكلاكسات والانفعالات .. وحاول ولو للحظات اقتناص البسمة بل الضحكة من فم المستحيل.. وتخلص من تليفزيونك "الممل" "القاتل" "المؤثر" على ضغطك ليصل لأعلى معدلاته في حياتك".. وجرب النظر لطفلك الصغير.. لمن لديه أطفال.. ولمن لم يتزوج.. عجل في السعي للزواج.. لتنعم بقرب هذا الكائن البريء.. الكفيل بإخراجك من هذه الشرنقة الخانقة بدنياه الصاخبة البسيطة الجميلة. تأمل كلماته الصغيرة- مثل حجمه وطوله الذين لا يتخطي عدة سنتيمترات - وهو يقول لك عايز "فراش" أي "فشار".. وعندما يطالبك ب"الموخولية" أي الملوخية، أو يردد أن معلمة الحضانة "ضبته" أي ضربته، على عينه ومخدة، أي "خده".. خذه في حضنك وضمه بشدة.. واشكر ربك أنه أعطاك هذا "الكوميدي الصغير" ليخرجك من حالة العبوس وليتسبب في إخفاء ال 111 التي تعلو جبينك. واحذر من الغضب إذا زاد عيار المزاح بينكم وبينه.. وفوجئت بقلم "يد..وجه" ينزل بكل قوة على "مخدتك" أي خدك، والذي يأتي مباغته كهجمة مرتدة.. فتحس بالدوار وتتعجب كيف أحدث هذا الكف الصغير كل هذا الألم.. ولا تحاول أن ترد القلم بالقلم.. وخليك بااااااااااارد .. ولا تخفي خجلك –الذي سوف يظهر حتما في احمرار وجهك- واضحك من قلبك.. فهذه الضربة جديرة بإطلاق صرخات الضحك.. وتعيش و"تاخد غيرها".