ما نراه في سيناء بين حين والأخر يدعونا إلي أن نتوقف قليلا أمامه ونقترب من بعض أحداثه بشيء من الروية حتى نستطيع أن نرفع أو نستجلي عنه الغموض والطلاسم علنا نصل إلي ما يجعلنا نضع كل الحقائق في نصابها الصحيح فالمتابع للقضية الفلسطينية منذ أن رُفع العلم الإسرائيلي علي ترابها في خمسينيات القرن الماضي سيجد إن مصر تحملت الكثير والكثير في سبيلها تارة لأنها جزء أصيل من الوطن العربي وامتنا الإسلامية وتارة ثانية لمكانة القدس الشريف وتارة ثالثة لأنها البوابة الشرقية للأمن القومى المصري . والتابع للشأن الفلسطيني منذ فترة ليست بالقصيرة سيجده أنه في أزمة حقيقية نتيجة الاختلاف في التوجهات والمبادئ ؛ مما ترتب عليه ظهور شروخ عميقة في الجسد الفلسطيني افقده الكثير من التعاطف الدولي وابعد عنه الكثير من الأصدقاء . ففريق يقبع في غزة بحكومة مقالة وأخر يتمسك بتلابيب السلطة في الضفة الغربية ؛ فالأول يرفض التطبيع والثاني يجلس من اجل التطبيع ؛ الأول يرفع راية المقاومة والثاني يلوح براية المهادنة الأول . لذلك كان من الضروري علي أهل الحكمة التدخل لراب الصدع فتدخل الوسيط المصري الغير نزيه متطوعاً ليقرب أجزاء الصورة المبعثرة ويعيد اللحمة إلي الشعب الفلسطيني ؛ لكننا شاهدنا بأم أعيننا مدي الفجاجة حينما جاء اللواء عمر سليمان ليفصل بينهما كانت قسمته جورا فهي القسمة الضيزي بعينها . و حينما أغمض عينيه علي مجازر إسرائيل في عدوانها الأخير علي القطاع لغرض في نفس يعقوب حتى أصبح الجمع بينما درباً من الخيال . وبعد قيام الثورة تبدل الحال وتولي الإخوان السلطة في مصر فتنفس أهل غزة الصعداء فهم والإخوان ولدوا من رحماً واحد . ففتحت الأبواب المغلقة وتحركت المياه الراكدة في مستنقع المصالحة . والآن تطالعنا بعض القنوات المشهود عنا بعدم حياديتها من فصيل بعينه . وتقارير صحفية غير دقيقة تنسب إلي حماس ما حدث ويحدث في سيناء . فهل من المنطق والمقبول إن ترد حماس علي اليد التي امتدت لها بالمعروف فتقطعها ؟! هل يريدوننا إن نؤمن بان السماء صافية ونحن نراها ملبدة بالغيوم هل يريدوننا إن نؤمن بلا بالمنطق ؟! فإذا كنا نرفض مثل هذا السيناريو المشوه فمن المحرك والفاعل لما جري ويجري علي ارض سيناء إذن ؟! للرد علي هذا الطرح يجب إن نُعمل عقولنا و ندقق في الأمر بعض الشيء خاصة وأن هناك بعض المعطيات التي قد تجيب علي نفس السؤال . دحلان خرج مطروداً من القطاع والآن أصبح مطلوباً للعدالة الفلسطينية في عدة قضايا . شفيق خرج في ظلمة الليل هارباً مع أسرته والآن أصبح مطلوباً في عدة قضايا للقضاء المصري دحلان له أذناب وأزلام في القطاع مازالوا ينتظرون الفرصة للانقضاض علي السلطة . شفيق له أذناب وأزلام في مصر ( وما أكثرهم ) مازالوا ينتظرون الفرصة للانقضاض علي السلطة أو تخريبها وإفشالها . دحلان أليس من مصلحته قلب و إثارة الفتنة في القطاع أو إحراج حلفائهم من الإخوان شفيق أليس من مصلحته قلب وإثارة المشكلات في سيناء والصاق التهمة بحماس اقرب الأصدقاء للإخوان وارباك الشأن الداخلي . دبي تحتضن الاثنان معاً . قناة العربية لسانهما الخبيث . أذن لماذا نستبعد أن يكون بينهما تنسيق طالما الأهداف متقاربة والإصابة واحدة ؟!. قبل أن نتهم حماس بالقتل أو تهريب ملابس خاصة بالجيش أو الشرطة فتشوا عن الوكر ( دبي) و ما يحوي من أفاعي . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]