تفجرت معركة جديدة في الصراع الدائر بين شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، على إثر الانتقادات الحادة التي وجهها الأخير لأسلوب المشيخة في اختيار الدعاة المعارين للعمل في دول أفريقية وآسيوية، رغم عدم إجادتهم للغة البلد المبعوثين إليها. انتقد هاشم بشدة ما أسماه بالاختيار العشوائي للدعاة الموفدين، لأنه يجعل هؤلاء الدعاة مثار سخط وسخرية من مواطني هذه البلدان ويجعلهم يفشلون في أداء مهمتهم، مشيرًا إلى ضعف مستوى هؤلاء الدعاة وسيطرة الوساطة والمحسوبية على أساليب اختيارهم ، مما يؤثر على سمعة مصر في الخارج ويقضي على الهدف الأساسي من وراء إرسال هؤلاء المبعوثين. وطالب المؤسسة الدينية في مصر بالعمل على رفع مستوى الدعاة عبر تنظيم دورات تأهيل لهم، وضرورة إجادتهم التامة للغة البلد المبعوثين إليها، بدلاً من تحول هذه البعثات إلى أماكن للحصول على الأموال فقط من دون تحقيق الغرض منها . وكشفت مصادر موثوقة أن هجوم هاشم على الأزهر يعد أحدث جولة من فصول الصراع بينه وبين شيخ الأزهر، خصوصًا أن لدى هاشم يقينًا بأن إبعاده عن جامعة الأزهر في السابق جاء في إطار مؤامرة قادها طنطاوي ضده لإبعاده عن صورة المشهد الديني في مصر، لصالح الدكتور أحمد الطيب الذي تجمعه بطنطاوي صلات وثيقة. ورجحت المصادر أن تتكرر الانتقادات من جانب هاشم لشيخ الأزهر في المرحلة القادمة، خصوصًا أنه يعتبر رئاسته للجنة الدينية بمجلس الشعب فرصة ذهبية لتصفية الحسابات مع طنطاوي. جدير بالذكر أن هاشم قد وجه أعنف انتقاداته لطنطاوي عقب الضجة التي واكبت إثارة قضية توقيع الأزهر الشريف على وثيقة تتيح الحرية لجماعات التنصير للعمل في مصر، وهو ما اعتبره هاشم خيانة للإسلام وللأزهر كمؤسسة إسلامية رائدة .