العقل زينة.. هكذا تعاملت الكويت مع قرار مصر منع النائب الكويتي وليد الطبطبائي من دخول أراضيها في أكتوبر الماضي الطبطبائي وصل القاهرة، فأشهر ضباط الجوازات المصريون في وجهه قرار منعه من دخول مصر.. الطبطبائي نائب في البرلمان انتخبه الكويتيون ويمثل دلالة رمزية لصيقة الصلة بالوطن والكرامة الكويتية حال تعرض للإهانة في أي بلد آخر.. ومع ذلك تعاطى الكويتيون مع الحدث بمسئولية ولم يحشدوا الأقلام المأجورة وما أكثرها في الأوساط العلمانية واليسارية الكويتية التي أسسسها اليساريان المصريان المتطرفان فؤاد زكريا وجابر عصفور للهجوم على مصر والنيل منها بدعوى هدر "كرامة" الكويتيين ممثلة في إهانة نائبهم بالبرلمان على يد ضباط الجوازات المصريين.. بل كان من اللافت أن زملاء الطبطبائي من البرلمانيين هم الذين تصدوا للمحاولات التي شرعت في توظيف الحدث بغوغائية ضد مصر، وقالوا إن النائب الكويتي الممنوع من دخول مصر "فرد عادي" و"ليس إلها" ودعوا إلى ضرورة احترام النظم والقوانين المعمول بها في الدول الأخرى ولا داعي لتضخيم الموضوع ورفع سقفه إلى حدود التحرش بمصر ووضع البلدين أمام أزمة دبلوماسية. في المقابل .. في مصر هدد أبو زيد على طريقة "القمني" أنه سيخلع "بلبوصا" لفضح الكويت، واستخدم لغة مسفة ومبتذلة مثل قوله إن قرار المنع "تحت جزمتي" وشرع "عواطلية" اليسار في النفخ في النار وجعلوا منه "شهيد الحرية" ومن الكويت "الدولة الظلامية" ونسوا أن مصر قبل شهرين منعت الكويتي وليد الطبطبائي، من دخول مصر، رغم ما يمثله من دلالة سياسية رمزية ماسة بكرامة الكويت وليس مجرد مدرس في الجامعة خرج من بلده بفضيحة علمية مدوية! البكاءون على منع أبو زيد من دخول الكويت الذين طالبوا القاهرة ب"الثأر" لكرامة المصري الذي أهين في مطار الكويت، بلعوا ألسنتهم وعشرات الأحذية خلفها، وهم يرون المواطن المصري الداعية وجدي غنيم وهو "يتمرمط" في عدد من طول ومطارات العالم حيث طردته واشنطن في آوخر عام 2004 والبحرين في شتاء 2007 وبقرار من ملك البحرين نفسه الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مراعاة للكويت بعد أن اتهمه 3 نواب من التجمع السلفي بمجلس الأمة الكويتي بالإساءة للشعب الكويتي وأميره إبان حرب الخليج عام 1990 ! وأخيرا من جنوب أفريقيا في يوليو عام 2008 بعد حبسة أربعة أيام في سجونها! الحكاية ليست "حرقة" على إهانة المواطن المصري نصر حامد أبو زيد وإلا كانوا قد انتفضوا من قبل على إهانة المواطن المصري وجدي غنيم والذي "اتبهدل" بكل لغات العالم وبشكل جعل من البلد ومن مواطنيها "مسخرة" وعرضة للبهدلة في كل بلاد الدنيا.. المسألة في حقيقتها تتخفى في "انتهازية اليسار" الذي جعل من "الوطن" موضوعا للمتاجرة وللابتزاز وتصفية الخصوم بأي أسلوب حتى لو كان من الرخص والخسة ما يعفه أصحاب الفطر السليمة. [email protected]