انتقد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق، بيان الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية القاضي بسحب كتاب "تقرير علمي" للمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، الذي وُزِع كملحق في العدد الأخير لمجلة "الأزهر" ردًا على إساءات تناولت العقيدة الإسلامية، قائلا إن القرار يشكل إساءة للمجمع وعلمائه. وأكد واصل وهو عضو بمجمع البحوث الإسلامية ما سبق وأن نشرته "المصريون" حول اتخاذ القرار دون الرجوع لعلماء المجمع، موضحا أن محضر الاجتماع الشهري الأخير لم يتضمن أي مناقشة أو دراسة احتمالات سحب التقرير. وأضاف في تصريحات ل "المصريون" أن المجمع كان قد اتفق على إصدار بيان ردا على بعض التساؤلات التي طرحها بعض المسيحيين حول تقرير الدكتور عمارة، دون العزم على إصدار قرار بسحب التقرير أو تقديم أي اعتذار عما تضمنه. ونفى واصل أن يكون التقرير قد حمل قدحا أو إساءة للعقيدة المسيحية، كما زعمت صحف ممولة من رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، حيث قال إنه لم يتجاوز الرد على مزاعم تناولها أحد الكتب الخاصة بالتنصير، وأنه تضمن توضيحات ووضعا للأمور في مسارها الصحيح دون أي إساءة للمسيحية أو المسيحيين في مصر. وكان كتاب "تقرير علمي" الذي أصدره الدكتور عمارة جاء بناء على تكليف من مجمع البحوث الإسلامية- أعلى هيئة فقهية بالأزهر- ردًا على كتاب تنصيري بعنوان "مستعدون للإجابة" ورد إلى مجمع البحوث بعد شكاوى عديدة من أجل الرد على ما ورد فيه من إساءات إلى العقيدة الإسلامية. وعلى غير ما يؤكد الأقباط الذين يقودون حملة هجوم على الكتاب بدعوى أنه يسيء إلى المسيحية كعقيدة، أكد مفتي مصر السابق أن التقرير الذي أعده الدكتور عمارة لم يتعمد كما زعم البعض مهاجمة العقيدة المسيحية، واعتبره جهدا علميا رصينا بناء على تكليف من مجمع البحوث الإسلامي ردا على الشبهات المثارة. وشدد على أن الإسلام يحترم المسيحية كما ذُكرت في القرآن الكريم وليس بوضعها الحالي، مؤكدا أن إقرار الإسلام بما يتعبد به المسيحيون الآن يعد جزءا من الحرية الدينية التي كفلها الإسلام لأصحاب الملل الأخرى والعهود التي قطعها لأهل الذمة، دون أن يتطرق لمدى سلامة هذه العقيدة من عدمه.