السلام عليكم أستاذة/ أميمة, يارب أجد عندك حل .... أخي عمره 17 سنة طبعا النشأة كانت طيبة حتى إعدادي بيسمع الكلام بيصلى فى المسجد و أحيانا بيقرأ قرآن , وكان كويس وبدأ يحب الشارع والبلاى استيشن و الكورة دخل ثانوي وبدأ الإنحدار.. طول غياب في الشارع , يصلى متأخر من الوقت وهكذا دخل 2ثانوي الكل توقع أنه يتغير ولكن الأمر أصبح أسوأ ,, يذاكر يوم ويبطل خمسة وأصبح لا يحب المذاكرة ثم أصبح لا يفتح كتاب حتى وصل الأمر أنه لم يدخل الإمتحان لأنه لم يكن جاهزاً لحل الإمتحانات ومع ذلك لم يتوقف أبى و أمى عن النصح له تارة والشدة عليه تارة وتلبية رغباته تارة . حدث حادث له وحدث له نزيف في المخ والحمد لله رجع إلي الدنيا سليماً معافى وللأسف رجع بعدها أسوأ من الأول يقول: "أنا فاشل أنا مش هتعلم أنا هأموت" السنة إللى بعدها نشط شوية فى أول السنة ثم بدأ يتراخى تدريجيا حتى دخل التيرم الأول ورسب فى مادة الفيزياء (الثانوية العامة الجديدة) وفى التيرم الثانى الذى نحن فيه الآن لا يذكر نهائيا و لا يذهب للمدرسة اليوم كله فى الشارع يرجع البيت للغذاء والحمام فقط , أبى وأمى لا يتوقفان عن الدعاء له بالهداية والرجوع (مع العلم أن بيتنا بيت ملتزم ومحافظ) أخى الأن همه الوحيد أي يشتغل علشان يجيب فلوس ويلبس أحلى لبس ويعيش حياته طبعاً ده همه كل ده تقليد للصحبة السيئة, وحالتنا المادية وسط, ولكى يعجز أبي يقول له علشان أذاكر عاوز محمول بكذا ولبس بكذا, بعد عن ربنا همه كله فلوس فلوس لا يفتح كتاب خالص لا يفتح المصحف يقول:" أبي وأمي سبب شقائى" مع العلم أبي فوق الستين وأصبح لا يقدرعليه أحد ,كلمه أحب الناس إليه ولكن بلا تقدم ,, أرجوكِ دلينى على حلول عملية فعالة للوضع الحالى . (الحل) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أخيتى الحبيبة صاحبة الرسالة الرقيقة والقلب الكبير التى تخشى على أخيها الدنيا,أهلاً بكِ,وإعذرينى وسامحينى على التأخير فى الرد, فبلإضافة إلى أن المشكلات التى ترد لباب "إفتح قلبك" كثيرة,وتحتاج أمانة فى الرد عليها,فإن مشكلة أخاكِ كثرت فى البيوت المصرية للأسف,وهى حساسة وتحتاج إلى معالجة نفسية وتربوية خاصة ولذلك,وعلى الرغم من تخصصى فى المشكلات الأسرية والإجتماعية, إلا أننى فضلت التعاون مع أهل الإختصاص وإشراك أحد التربويين المتخصصين فى الإسلوب التربوى وخاصةً فيما يتعلق بالنواحى الدراسية وكيفية التعامل مع الأبناء. وآثرت أن يكون معى تربوية من أفضل المتخصصين فى التربية وهى : أ/ سمية رمضان عبد الفتاح ... المدرب الدولى المحترف فى الشئون التربوية والدراسية حيث تفضلت مشكورة بنصائحها الغالية وتوجهت إليكِ غاليتى بالحديث قائلة: "أختى..أشكر لكِ إهتمامكِ بأخيكِ، وحرصكِ عليه، وهذا يدل على روح معطاءة محبة لغيرها ولأهلها، وأشكر لكِ أيضا إيجابيتك ومبادرتك في إرسال المشكلة، ذكرتِ في رسالتكِ أن أخوكِ كان سلوكه متميزا وملتزما حتى بداية المرحلة الإعدادية، فبدأ بعض الخلل الطفيف على سلوكه وشخصيته، مثل تأخير الصلوات، واللعب في الشارع وتضيع الوقت في لعب البلاستيشن، وقضاء وقت كبير في الشارع، ولهذا كان يجب ألا نهمل هذا التغيير الطارئ على شخصيته وسلوكه، ونقومه،ولا نترك المشكلة تتفاقم وتزيد، فحل المشكلة في بدايتها أسهل بكثير لقد تركتم الأمر يتفاقم، ووجد أخوكِ الشارع بديلا عن البيت، وما أدراكِ ما الشارع! وفي الشارع لا قيود، ولا تقويم للسلوك، وبدأ الأمر يزداد سوءً، وأصبح أخوكِ يحاكي أصدقاءه -المختلفين عنكم في التربية والسلوك- وبدأ يحاكيهم ويأخد عنهم، وبالطبع الصحبة السيئة في هذه المرحلة أمر خطير، ولهذا كان يجب أن نتعرف على أصدقائه، وأن نجنبه أصدقاء السوء، ونختار له صحبة طيبة تأخذ بيديه وتعينه على النهوض من جديد، مثل صحبة المسجد، وأن يوطد علاقته بأشخاص يدامون على ارتياد المسجد، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)، والفارق كبير بين من يعتاد الكافيهات والسايبر ومن يعتاد بيوت الله. وبالطبع هذا التغيُّر الطارئ والتدريجي في شخصية أخيكِ هو تغير طبيعي في هذه المرحلة، فهوفي طور المراهقة، وهذه الفترة لها سماتها وطبيعتها، ويجب التعامل معها بذكاء حتى نستطيع أن نتخطى مخاطرها، وأن تكون فرصة للنهوض بالمراهق، وليس الانحدار به. وفترة المراهقة هي فترة طاقة كبيرة ونشاط كبير، ولهذا يجب على الأهل توجيه تلك الطاقة في عمل إيجابي مفيد، حتى لا تكون هذه الطاقة طاقة هدامة, حبيبتي.. إذا فات أحدنا موعد القطار، فسيضطر إلى استخدام أكثر من مواصلة أكثر مشقة وأحيانا أكثر تكلفة,,وهكذا بعض المشكلات التي نتأخر في حلها، قد تكلفنا كثيراً، وقد تأخذ منا بعض الوقت، ولهذا فحل مشكلة أخيكِ قد تكلفكم بعض الشيء، وستحتاج إلى بعض الوقت، وأقترح عليكِ أن يلتحق ببعض دورات التنمية البشرية، مثل تطوير الذات، أو فن إدارة الوقت، أو تنمية المهارات، وهذه الدورات ستجعل أخاكِ يفكر بشكل مختلف، وسيكون أكثر إيجابية، وبالتدريج ستتغير شخصيته وسلوكه، وسينظر إلى حياته وتطويرها بشكل مختلف، وأرجو توصية فريق العمل القائم على هذه الدورات بعمل مقياس للذكاء، وذلك للإطمئنان أن الحادث الذي وقع لأخيكِ لم يؤثر على مستوياته الذهنية, حاولي أن تصطحبي أخاكِ إلى إحدى دور الأيتام، أو ذوي الإحتياجات الخاصة، وذكريه أنكم في نعم لا تعد ولا تُحصَ، وذكريه أن الله أكرمه بأبوين كريمين ضحيا من أجله كثيراً، فاعتيادنا على النعم يجعلنا لا نستشعرها، ولهذا فذكريه بها, إقتربي من أخيكِ وحاولي أن تفتحي معه بابا للحوار، أخبريه أنكم جميعا تحبونه وتحرصون عليه، ويجب أن يحرص هو على مستقبله، ويمكن أن تشتركي في بعض الأنشطة المجتمعية وتشركيه معكِ، حتى يبتعد تدريجيا عن صحبة السوء، ويوجه طاقته في عمل إيجابي, حبيبتي/ تقولين أن والديك لا يكفَّان عن الدعاء له، والدعاء سلاح المؤمن، ولكن مع الدعاء نحتاج إلى شيء من الحزم في التعامل مع المشكلة، أقول الحزم، وليس الشدة أو العنف، فتهاوننا في التعامل مع أبنائنا في تلك السن له أضرار ومخاطر، ويجب أن يفتح والداك بابا للحوار مع أخيكِ، ولو إحتاج الأمر إلى مستشار نفسي، فلا تترددوا، فقد يكون هذا حلاً، فشعور أخيكِ بالفشل أكثر مرة، وخوفه من مواجهة مشاكله ومخاوفه قد يحتاج إلى تدخل مستشار يساعده على النهوض من جديد، وتجاوز مخاوفه وهمومه، وبخاصة خوفه المتكرر من الموت، وأن الموت يلاحقه، فقد تكون تلك الأعراض نوع من أنواع الفوبيا(الخوف المرضي)، وهذا الخوف بالطبع يبدد طاقته ويجعله لا يتقدم إلى الأمام. حبيتي، ما زال عمر أخيك 17 سنة، وهو ما زال في مرحلة التشكيل الوجداني والسلوكي، ومازال الأمل في الإصلاح كبيراً، ويمكن أن نعتبر ما مر من عمره في فترة إنحدار أو تأخر أو المعصية أو عدم التفوق، وكأنه كان في غيبوبة، مثلما وقع له ذلك الحادث، فلا تحزنوا على ما فات، وانظروا إلى ما هو آت بعين ملؤها التفاؤل والأمل, ولكن الأمر سيحتاج كما قلتُ لكِ لوقتٍ وجهدٍ وتكلفة، ولهذا يجب عليكم جميعا التحلي بالصبر والثبات, حبيبتي.. أشكر لكِ مرة أخرى اهتمامك، وأدعو الله أن يرزق أخاكِ الهداية والرشاد والتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. *أخيتى الجميلة...هذا كان رد الأستاذة / سمية على رسالتك,والتى لا أرى أننى سأضيف لكِ أكثر مما نصحتك هى به, حيث طرحت عليكِ الحلول المناسبة,بارك الله فيها ومشكورة على تعاونها معنا وجعل الله فى نصائحها الغالية العلاج لأخيكِ والتوجيه السليم لكم, *وأخيراً..همسة منى فى أذنيك....بكثير من الحب والثقة دائماً ,تستطيعين إحتواء أخاكِ لأقصى درجة,وبهذا الإحتواء سيجد لديك الألفة والصدر الحنون الذى يفتقده كثيراً,ويضطره للجوء إلى أصدقاء السوء,إكسبى ثقته حتى تنتصرى على كل السلبيات التى يمكن أن تجعل منه شخصاً فاشلاً لا قدر الله.... واللهم إهده واهدى شباب المسلمين أجمعين. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]