تسببت أزمة السولار القائمة في محافظات الجمهورية على زيادة حدة الاحتقان بين الأهالي خاصة في سوهاج بعد أن مست احتياجات المزارعين لتثقل كاهلهم مع حاجة المحاصيل للري في ظل عدم انتظام مواعيد وصول المياه إلى الترع، فضلا عن تزايد الاشتباكات بين المواطنين والسائقين بسبب ارتفاع تعريفة الركوب وتزايد حدة الارتباك المروري. وقال محروس قرقار، أحد أصحاب مواتير المياه بسوهاج، إنه لا يستطيع تغطية طلبات المزارعين فى تشغيل موتور المياه بسبب أزمة السولار، مما يضطره للطلب من المزارع القيام بإحضار السولار لتشغيل الموتور بعد أن كانت مشكلة الفلاح فقط فى موعد وصول المياه إلى الترعة الفرعية فزاد عليها ضرورة توفر السولار أيضًا. على الجانب الآخر، يضطر بعض أصحاب المحطات رفض استلام الحصة المقررة عقب وقوع مشاجرات داخل المحطات بين السائقين على أسبقية تموين السيارات، كما أن الأمر زاد احتقانًا عقب وقوف السيارات فى طوابير طويلة وفى النهاية لا يتم الحصول على السولار، بسبب انتهاء المعروض. كما تسببت طوابير السيارات التى تجاوزت مئات الأمتار، فى ارتباك مرورى وحدوث مشادات بين السائقين على أسبقية التموين، وأدت الأزمة إلى توقف العديد من خطوط المواصلات الداخلية. وقال بعض السائقين، إنهم ينتظرون بالساعات فى الطوابير أمام المحطات للحصول على السولار، وتساءل أصحاب السيارات والسائقون ما الذى استجد على النقص فى الوقود بعد الثورة، أم أن هناك أيادى خفية تعبث فى محطات الوقود، وطالب أصحاب السيارات والسائقون بضرورة تشديد الرقابة التموينية والأمنية لمنع استغلال تجار السوق السوداء لهذه الأزمة المؤقتة. هذا وتعدت أزمة الوقود بسوهاج إلى المواطن الذى فوجئ أن الأجرة زادت داخل المحافظة وأثناء الانتقال بين المراكز، وهو ما اضطر السائقين للإضراب عن العمل فى عدة مواقف بالمحافظة؛ بسبب أزمة الوقود وطلبوا من وحدات المرور رفع التعريفة وغلق المواقف أمام أى سيارات إضافية تنضم لنقل الركاب مما اضطر إدارة المرور للخضوع لطلباتهم. وقال أحمد مصطفى 33 سنة سائق إنه كان قبل الثورة يستطيع أن ينقل من طما إلى سوهاج ويعود أكثر من 4 مرات فى ظل توفر السولار، أما اليوم فهو يضطر أن يقف يومًا كاملاً فى طابور السولار ويقوم باستئناف العمل لليوم التالي، مما يضطرنا لرفع الأجرة على المواطن حتى نغطى تكلفة السيارة من سولار وزيت وخلافه. وفي نفس السياق، قال على الدردير، 45 سنة سائق، إن هذه الأزمة يتحملها المواطن وليس السائق فيقول من الطبيعي أن أرفع الأجرة، طالما أن الوقود مرتفع وغير متوفر، مشيرًا إلى أن الجهات التنفيذية تقف عاجزة أمام سطوة السوق السوداء في ظل النقص الحاد للكميات المعروضة من الوقود بالمحافظة. ومن جانبه، شكّل الدكتور يحيى مخيمر، محافظ سوهاج، لجنة ضمت المهندس "علاء يس" السكرتير العام وعطية الداوى وكيل وزارة التموين بمتابعة تلك الأزمة والاتصال بشركات البترول. وقال عطية الداوي، وكيل وزارة التموين بسوهاج، إنه يقوم بنفسه بمتابعة محطات البنزين ومراقبة العمل بها وتقوم المديرية باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من خلال الاتصال بالجهات المعنية لتوفير احتياجات المواطنين في حالة اشتداد الطلب, مشيرًا إلى أن محافظة سوهاج هي أقل المحافظات بها عجز في السولار يصل إلى15% تقريبًا وأن هذه الأزمة لم ولن تؤثر على العمل في المخابز على مستوى المحافظة, فهناك ما يكفي لعدة أيام مقبلة. وقال العقيد جلال أبو سحلي، مدير إدارة مباحث التموين بسوهاج، إنه تم تشكيل فصائل مكونة من عساكر وضباط من المباحث وقوات الأمن والتموين بكل محطة بنزين لمتابعة الحالة بالمحطات خوفًا من وقوع مشاكل بين المواطنين وتفادي الزحام, بالإضافة إلى تحرير المحاضر اللازمة للمخالفين للقانون واتخاذ الإجراءات اللازمة معهم.