هو واحد من أعظم الحكام العرب الذين ظهروا خلال القرن العشرين، وعقب حرب أكتوبر 1973 علا نجم الملك فيصل فى سماء الأمة العربية والإسلامية، وقال عنه الرئيس أنور السادات: "إن فيصلًا هو بطل معركة العبور، وسيحتل الصفحات الأولى من تاريخ جهاد العرب، وتحولهم من الجمود إلى الحركة، ومن الانتظار إلى الهجوم، وهو صاحب الفضل الأول في معركة الزيت، فهو الذي تقدم الصفوف، وأصر على استعمال هذا السلاح الخطير، والعالم ونحن معه مندهشون لجسارته، وفتح خزائن بلاده للدول المحاربة، تأخذ منها ما تشاء لمعركة العبور والكرامة، بل لقد أصدر أوامره إلى ثلاثة من أكبر بنوك العالم، أن من حق مصر أن تسحب ما تشاء وبلا حدود من أموال للمعركة" . بعد انتهاء معركة العبور وقبل اغتيال الملك فيصل ببضعة أيام، كان وزير خارجية أمريكا وقتها هنري كيسنجر في زيارة للمملكة، وقبل وصول الوزير الأمريكي، أمر الملك فيصل بإقامة مخيم في الصحراء لاستقباله، وأمر بوضع مجموعة من الغنم وزرع نخلة بالقرب من المخيم، لكي يبين للوزير الأمريكي وللعالم أن السعودية ليست في حاجة إلى الموارد المالية العائدة من تصدير النفط، وإنها قادرة على وقف تصدير النفط أو حرق آبارها إن لزم الأمر، وأن السعوديين من الممكن أن يتكيفوا مرة أخرى مع حياة البادية، يرعون الغنم ويزرعون النخل. في صباح يوم الثلاثاء الموافق لمثل هذا اليوم عام 1975، كان الملك فيصل يستقبل زواره بمقر رئاسة الوزراء بالرياض، وكان في غرفة الانتظار وزير النفط الكويتي الكاظمي، ومعه وزير البترول السعودي أحمد زكي يماني، ووصل في هذه الأثناء الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز (ابن شقيق الملك فيصل)، طالبًا الدخول للسلام على عمه، وعندما هم الوزيران بالدخول على الملك فيصل دخل معهما ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد، وعندما هم الملك فيصل بالوقوف له لاستقباله، كعادته مع الداخلين عليه للسلام، أخرج الأمير مسدسًا كان يخفيه في ثيابه، وأطلق منه ثلاث رصاصات على رأسه أصابت الملك في مقتل، ونقل الملك فيصل على وجه السرعة إلى المستشفى المركزي بالرياض، لكن إرادة الله كانت أسبق، ومات الفيصل. أما القاتل فقد قبض عليه، وأودع السجن، وبعد التحقيق معه نفذ فيه حكم القصاص قتلًا بالسيف في مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يومًا في يوم الأربعاء الموافق 18 يونيو 1975. اختلفت وجهات نظر المحللين والكتاب وأفراد الأسرة الحاكمة حيال اغتيال الملك فيصل، فمنهم من قال إن الأمير فيصل بن مساعد قتل الملك فيصل ثأرًا لمقتل أخيه الأمير خالد بن مساعد الذى قتل قبل نحو عشر سنوات على يد الأمن السعودي، ومنهم من قال إن مقتل الملك مؤامرة، وأن فيصل بن مساعد جزء من هذه المؤامرة، ومنهم من قال إن الأمير الذي قتل الملك فيصل كان يعاني من أمراض نفسية.