شهت القمة الفرنسية- المصرية بين الرئيسين نيكولا ساركوزي وحسني مبارك بباريس تباينات وخلافات شديدة حول مصير القمة الأفريقية الفرنسية التي كان مقررا أن تستضيفها مدينة شرم الشيخ في مايو القادم. وكان مصر تحفظت في البداية على طلب فرنسا عدم توجيه الدعوة للرئيس السوداني عمر البشير لحضور القمة وهو ما أثار غضب الرئيس الفرنسي، إلا أنها وافقت على مضض على نقل القمة إلى باريس تجنبا للدخول في أزمة سياسية جديدة مع باريس، لاسيما أن علاقات البلدين قد خرجت لتوها من أزمة دبلوماسية بعد معارضة فرنسا لانتخاب وزير الثقافة المصري فاروق حسني مديرا عاما لمنظمة اليونسكو. وحاولت مصر إقناع فرنسا بأهمية عدم إغلاق النوافذ مع الرئيس السوداني إلا أن هذه الجهود قد تحطمت على صخرة رفض ساركوزي فتح أي حوار مع البشير قبل تسوية المواجهة بين محكمة الجنايات الدولية وإقدام السودان على خطوات حسن نية تجاه جرائم الحرب في دارفور، وعلى رأسها تسليم الوزير أحمد هارون وزعيم الجنجويد محمد على كوشيب المتهمين في ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وأكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق أن مصر سعت من موافقتها على نقل القمة إلى باريس تجنب حدوث أزمة تعكر صفو القمة أو يسفر عن أزمة مع السودان، لافتا إلى أنه من غير اللائق عقد القمة في شرم لعدم دعوة الرئيس البشير بشكل قد يؤثر على العلاقات المصرية السودانية في وقت تحتاج فيه البلدين للتنسيق فيما يخص الخلافات بينها وبين دول حوض النيل، واعتبر أن نقل القمة إلى باريس جاء كحل وسط لتجنب توتر العلاقات بين القاهرة وبين باريس والخرطوم كل على حدة. وأكدت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء عقد القمة في فرنسا، دون مزيد من التوضيح وقال وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون الان جوانديه لوكالة "فرانس برس" ردا على سؤال حول تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بهذا الشأن "في الوقت الحالي احتفظنا بموعد القمة في شهر مايو، أما بشأن مكان انعقادها فسيقرر لاحقا". وأقر بأنه "كانت هناك صعوبات دبلوماسية لكن عدا عن ذلك، فهناك مناسبة تنظيم سنة إفريقيا في فرنسا" وتغيير البرنامج "يتم بالاتفاق الكامل" مع المصريين. وبمناسبة الذكرى الخمسين لأعياد الاستقلال، قال الوزير الفرنسي "ستكون سنة 2010 في فرنسا سنة إفريقيا في عرض 14 يوليو الذي سيحضره 14 رئيسا إفريقيا من المستعمرات الفرنسية السابقة وسيشارك فيه عدد من الأفواج العسكرية الإفريقية". وتابع "ستكون طريقة ننظر بها إلى علاقتنا مع إفريقيا ليس إلى الماضي وإنما عبر التطلع إلى المستقبل"، وأضاف أن "الأمر سيتعلق أيضا بإعادة تعريف هذه العلاقة الجديدة التي نريدها مع إفريقيا".