لا أنسى ذلك الصحفي الوقور الذي كنا نجله وهو يرفع "جزمته" - أعزكم الله- ويخبطها على المكتب، في صورة غاضبة ضد زميله الذي يناهزه في السن، وهما في قسم واحد ومكتبين متلاصقين، وبينهما عشرة طويلة من المهنة. الطرف الثاني الذي فاجأه الموقف كان أكثر تماسكًا لأعصابه، فقال له: "البس جزمتك يا فلان، فكلنا عندنا جزم"!! لم أستطع أن أستوعب الموقف فقد كنت أخطو خطواتي الأولى في بلاط "صاحبة الجلالة"، وقد استكبرت الموقف بين الرجلين واستصغرت نفسي أن أتدخل بينهما.. لما حمي الوطيس، تدخلت لسحب أحدهما إلى خارج القسم والجريدة وتهدئة الأول ودعوته أن يضع حذاءه في رجله فهي مكانه الطبيعي وليس المكتب، واثنين من "الليموناته الباردة" هدأت الأوضاع بينهما. هذه كانت أول مشادة إعلامية واقعية رأتها عيني.. وبين هذه المشادة وبين آخر مشادة إعلامية بين الناشط السياسي أحمد أبو دومة وياسر محرز - المتحدث باسم جماعة الإخوان - على الهواء أثناء مداخلتهما الهاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "هنا العاصمة"، بسبب لغة الحوار بينهم مما جعل محرز ينسحب من المداخلة، لم تحص المشادات على مستوى العالم العربي كله.. ولعل الذي أبرز لنا هذه الأشياء قناة الجزيرة التي كانت تقدم الضيوف في صورة "صراع الديكة"، وكان فيصل القاسم يحجز بينهما ويفك التشابك. كما حدث مثلًا في إحدى الحلقات تشابكًا بالألفاظ النابية والأيدي بين المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني، والمحلل السياسي اللبناني جوزيف أبو فاض في صورة ساخنة جدًا ومهينة جدًا لصراع السياسيين إعلاميًا، وبالطبع من السهل أن تعرف من الشياطين ومن الملائكة بين المتشابكين والمتصارعين. ولعل المشادة الأكثر سخونية عبر "اليوتيوب" مناظرة بين محمود حامد -المتحدث الإعلامي باسم التيار المصري الشيعي -، ووليد إسماعيل - عضو ائتلاف التيار الإسلامي للدفاع عن الصحابة وآل البيت-.. لدرجة الاشتباك بالأيدي بين ضيفي إحدى برامج قناة الشباب الفضائية بسبب تطاول محمود حامد على وليد إسماعيل قائلًا :"زوجتك تتصل بالشيعة لسؤالهم عن زواج المتعة"، مما أثار غضب وليد إسماعيل ليشتبك معه. ولم تكن جميلة إسماعيل بأقل تشابكًا بالأيدي، وعلى الهواء مباشرة مع هاني صلاح، مما جعل المذيع أيضًا يقف بينهما حاجزًا ممسكًا بيدي كل منهما لإيقاف تلك الخناقة الفضائية.. والسبب كانت فيها ذكر الإخوان أيضًا، وبالطبع شهدت الحلقة تعليقات مثل السب تسب وتلعن الإخوان جملة وتفصيلًا.. أما التشابك الذي بلغ مداه فقد كان بين المذيعات في التلفزيون المصري- قبل ثورة يناير-، حيث تم شد شعر المذيعات في معركة شوارعية بين حريم حارة من حارات مصر، وقد نشرت الجمهورية يومها تقريرًا مفصلًا بأسماء المذيعات والإملاءات التي كانت بين إحداهن باعتبارها مساعدة المسؤولة عنهم وهي تتدخل في الشكل وتسريحة الشعر وعدم وضع عدسات لاصقة وكلام من هذا القبيل وكان الكلام بلغة الأوامر خاصة عندما قالت ستطيح بأية مذيعة لا تنصاع لكلامها وقامت المعركة وحمي وطيسها بالأيدي والأرجل وشد الشعر والقرص والعض، ولم "يلم الدور" سوى الأمن الذي فرق بينهن !.. أما الاشتباك الفضائي وبالأيدي أيضًا، والذي لا ينسى فقد كان بين بين الكاتب الصحفي والمنسق السابق لحركة كفاية الدكتور عبد الحليم قنديل، والشيخ صفوت حجازي الداعية الإسلامي، وذلك عقب انتهاء برنامج "كلم مصر" الذي يعرض على شاشة التليفزيون المصري، بسبب قرارات مرسي وتهكم قنديل عليه وعليها، مما آثار حجازي أو استفزه فحدث الاشتباك بينهما. وبالطبع لن ننسى اشتباك محمود سعد مع وزير الإعلام الساق المحبوس حاليًا أنس الفقي على الهواء في التليفزيون المصري في الأيام الأولى للثورة، ورئيس الوزراء السابق أحمد شفيق مع علاء الأسواني في "أون تي في"، وربما كثيرون يتذكرون حالات عدة في برامج بينها "القاهرة اليوم" في "أوربت" بين عمرو أديب ومرتضى منصور وطلعت السادات وآخرين.. هذه نماذج فقط من الاشتباكات الإعلامية التي نستنتج منها أن الرسالة الإعلامية أصبحت تساهم بقصد أو بدون قصد في إهدار بعض القيم التي نتمسك بها والمتمثلة في الاحترام المتبادل بين المتحاورين وإن كانوا في صورة البعض ملائكة وفي نظر البعض الآخر شياطين. القضاء على المبدأ الجميل" اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية" بل ساهمت هذه الفضائيات في إفساد كل الود وقتل القضية برمتها بعد أن تعدت أخلاقيات مختلفي الرأي إلى التلاسن ثم التشابك بالأيدي ثم استعراض العضلات .. أثبت الإعلام الفضائي أنه يساهم مباشرة في قلب الحقائق رأسًا على عقب وصب الزيت على النار وتشويهها لصالح صاحب القناة وتوجهه ومقدم البرامج يسير على مبدأ من يدفع لي راتبي فهو عمي وأدافع عنه بصوتي وأفديه بدمي.. والأهم هو ما ذنب الجمهور الكريم الذي تغثه هذه المناظر وتهدر قيمه بين أناس يجلس إليهم وينصت ويشاهد ليتعلم منهم ويزيد من ثقافته ويوسع مداركه وإلمامه بالأمور؟؟ السؤال أتركه لكم أيها السادة المشاهدون والمبتلون بمثل هذه المعارك. ************************************* ◄◄كبسولات منوعة: ◄ابن خلدون: 82% يؤيدون عودة الجيش للحكم فترة مؤقتة = وقبل مرسي كانت النسبة أيضًا تعادل هذه أو تزيد بأن يرحل الجيش عن الحكم؟ شعب عجيب "لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب" ◄نور الشريف: الحكومة والمعارضة سبب أزمة مصر = اقتراح أن يرحل الشعب ونخلي الجو للحكومة والمعارضة وبهذا ترتاح مصر من كل أزماتها ◄أبو حامد يخطط لحصار "مكتب الإرشاد" الجمعة. = هذه هي المعارضة التي يسعى إليها أمثال هؤلاء يريدونها حربًا استفزازية لتنقلب بعد ذلك حربًا أهلية ◄لقاء بين رموز "الجماعة الإسلامية" ووزير الداخلية لتقنين اللجان الشعبية = التنسيق بين الشرطة والشعب مهم حتى لا يفتئت أحد على الآخر ◄وقفة احتجاجية للصحفيين تنديدًا باعتداء الإخوان على صحفي بالمقطم " = الحرب الرشوانية" بدأت.. والدليل أن النقابة ترفض اعتذار مكتب الإرشاد ◄ رئيس الاتحاد الأوروبى يعلن اعتزامه اعتزال السياسة نهاية العام المقبل = أراح واستراح السياسة مش جايبة همها لا محليًا ولا عالميًا. ◄بلطجية يسرقون أجزاء نحاسية من كوبري قصر النيل = قلة أدب متناهية يخربون مصر بأيديهم. أبو العز الحريري: استمرار الاشتباكات بمصر تنتهي بنزول الجيش = مستعجل جدًا على نزول الجيش ما هو كان نازل واستعجلنا على رحيله "وكسرنا وراه قله" ◄◄كبسولات حكيمة ◄يبدو أن القمة ليست مكانًا فسيحًا ومريحًا، فإن الكثيرين ممن يبلغونها يستسلمون للنوم ويهوون إلى القاع... ( أندريه موروا( ◄شكرًا للأشواك.. علمتني الكثير ... ) طاغور( ◄لو ظل التخلف في مجتمعاتنا فسيأتي السياح ليتفرجوا علينا بدلًا من الآثار ... ( نجيب محفوظ) ◄ليس في العالم وسادة أنعم من حضن أمي ...(شكسبير) ◄◄كاتبة حرامية توسم فيها رئيس التحرير الخير.. بعد أن قرأ سيرتها وتخصصها المناسب لموقع صحيفته.. راسلها للكتابة.. فرحت شكرت.. قبل أن ترسل المقال الأول سألت عن المردود المادي.. وكيف يصلها ؟ ومتى يصل؟ كان هذا أول علامة استفهام جعلته يجفل منها.. ثم قال: لي كتابتها ولها طمعها. أول مقال أرسلته قرأه بتأن اكتشف أنه مسروق نصًا من موقع قديم على" النت".. خاطبها بأدب جم: أن ترسل غيره.. وبأدب خاطبها :هذا منشور باسم شخص آخر في موقع كذا.. بعد أسبوع أرسلت المقال الثاني ..راجعه اكتشف أنه أيضا "مسروق" كسابقه.. بكل أدب خاطبها وهذا أيضًا منشور لفلان في المجلة الفلانية.. سيدتي الفاضلة: فضلًا نريد مقالات خاصة منك.. وهناك فرق بين الاقتباس والنقل الحرفي، وذكرها بسؤال مؤدب: ماذا يقول عليها صاحبه لو نشرناه كما هو باسمك؟ بعد أسبوع آخر اعتذرت بأن الغلطة غلطة سكرتارية التي أرسلت المقال المدخر إليها.. كاذبة.. لأنها قدمت للمقال بمقدمة أنه جزء من ثلاثة أجزاء تتوالى بعد ذلك.. ثم عقبت بقولها: وسنقطع التعامل معكم بسبب أسلوبكم غير المهذب معنا.. فعلًا كاتبة حرامية وكاذبة و"عينها مقشرة"!! ◄ دمتم بحب [email protected]