أبرزها بورسعيد والسويس والإسماعيلية والدقهلية والغربية وأسيوط.. وسياسيون يُحذرون من وصول الموجة إلى العاصمة أصبحت بعض المحافظات مُحرَّمة على الرئيس محمد مرسى، وذلك بعد الأحداث التى اشتعلت مؤخرًا فى هذه المحافظات، مما أدى إلى انخفاض شعبية الرئيس، وطالب سياسيون وخبراء بضرورة إسراع الرئيس فى إعادة النظر وإصدار عدد من القرارات لرأب الصدع ومنع انتشار الأزمات فى محافظات أخرى قد تكون مهددةً بتصاعد الأحداث بها. وكانت أبرز المحافظات التى شهدت عددًا من الأحداث أثّرت على شعبية الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، محافظات بور سعيد والسويس والإسماعيلية والدقهلية والغربية وأسيوط، وإن كانت بورسعيد الأكثر عنفًا وعداءً لجماعة الإخوان من غيرها، حيث اشتدت المظاهرات المناهضة له ولحكمه وارتفع سقف مطالب الأهالى إلى أن وصلت لتبنى دعوات استقلال المحافظة عن مصر والعصيان المدنى ودعوة الجيش لإدارة البلاد، وخرج بعض الأهالى فى الشوارع وذلك عقب الحكم الشهير فى مجزرة بورسعيد، فى الوقت الذى بدأ الرئيس احتواء غضب الأهالى، لاسيما أهالى الشهداء منهم معلنًا إصداره عددًا من القرارات ومقابلة وفد من أهالى المحافظة واتجاهه بنوايا للذهاب فى زيارة لبورسعيد، الأمر الذى لم يتقبله البعض من الأهالى وخرجوا بمظاهرات منددة به وبتعامله معهم، وتعد زيارة مرسى لبورسعيد الزيارة الأصعب فى ظل الظروف الراهنة وفى ظل التراخى الأمنى هناك . وقال علاء الدين البهائى، عضو مجلس الشعب السابق والقيادى بحزب الوطن، إن المسئول الرئيسى عن عدم دخول الرئيس لمحافظة بورسعيد هو الأمن، وذلك لأنه لا يوجد رغبة حقيقية لديه على فرض سيطرته وبسط الأمن فى المحافظة على الرغم من تأكيده على ذلك. وكشف البهائى أن الرئيس مرسى قصّر فى حق بورسعيد، وكان من الممكن أن يحتوى أهالى الضحايا بترضية مناسبة وهى العدل، وعندئذ سيخرج أهالى بورسعيد من المشهد، وبالتالى سينكشف المندسون من البلطجية الذين يحاولون أن يدخلوا بين المتظاهرين ويشيعوا الدمار، مشيرًَا إلى أن الفلول من الممكن أن يكونوا العقل المدبر لتلك الوقيعة . فيما حاولَ مرسى كسر حالة الغضب بزيارة مؤخرة لمحافظة سوهاج إحدى محافظات الصعيد؛ لافتتاح عدد من المشروعات التنموية والاقتصادية إلا أنه فوجئ بقيام عدد من الأهالى والشباب بالتظاهر ومحاولة البعض اقتحام استاد المدينة عقب منعهم من دخول اللقاء الجماهيرى، الذى كان يعقده مرسى، مرددين عددًا من الشعارات المناهضة له, الأمر الذى نفته مؤسسة الرئاسة واعتبرته منافيًا تمامًا عن الصحة، مطالبة وسائل الإعلام بتحرى الدقة فيما يتم نشره من أخبار. فيما اعتبر محمد عدلى هيبة، القيادى بحزب الحرية والعدالة بسوهاج، أن ما حدث خلال زيارة الرئيس هو خطأ المحافظ، مؤكدًا أنه كان عليه التنسيق مع الأحزاب السياسية المختلفة فى المحافظة، ما أحدث أخطاء فى التنظيم والإعداد للزيارة، متهمًا بعض المجهولين بمحاولة إفساد الزيارة بافتعال المشكلات وتحريض المواطنين، وأشار إلى أن الحزب لديه اعتراضات كثيرة على أداء المحافظ. وحذّر الدكتور يسرى العزباوى، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مِن موجة العنف التى تنتشر فى عدد من المحافظات التى كانت مصدرًا للهدوء خاصة محافظات الصعيد التى قد يكون اشتعال الغضب بها عاملاً خطرًا على مستقبل علاقة مرسى بأهلها. وقال العزباوي إن هناك علاقة طردية مؤكدة بين قرارات الرئيس وحِدّة اشتعال الغضب فى عدد من المحافظات، مشيرًا إلى أنًّ كثيرًًا من التصريحات والقرارات المترددة والمتخبطة تزيد الأمر اشتعالاً, لافتًا إلى أن المواقف التى تخرج عن جماعة الإخوان المسلمين وقيادتها وما يثار من أحاديث تتعلق بأخونة مؤسسات الدولة والتراشق السياسى ومنظومة التخوين الحاصلة بين مختلف الأصعدة السياسية. ورأى الخبير السياسى بالأهرام أن الفترة الحالية وما تشهده عدد من المحافظات أبرزها القاهرة التى لا تهدأ نظرًا لمركزيتها، وهو ما يمكن أن تشهده محافظات أخرى، لذلك يجب على الرئيس اتخاذ عدد من القرارات السياسية الحكيمة التى تتعلق بالمواطن البسيط ورجل الشارع سواء فيما يتعلق بالأسعار أو غيرها، وكذلك تشكيل حكومة جديدة تكون برئاسته هو شخصيًا, وتأجيل الانتخابات النيابية لحين هدوء الأوضاع وتصبح البلاد مؤهلة لذلك.