محمد ناجى يشبه روايات دار الهلال كما يشبهها بهاء طاهر ..! عتيقة .. ضاربة بعمق فى الزمن القديم .. روايات دار الهلال – زمان – هى الكتابة الحقيقية . هكذا رحت أردد مع نفسى حين عرفت بسرطان الكبد الذى ينخر فى كبد الراوئى الكبير محمد ناجى دون أن تنظر له عين الرحمة من قبل مؤسسة الرئاسة أو مجلس الوزراء أو أى فرد فى الحكومة المصرية . فى الوقت الذى يسافر فيه الوزراء والمسئولون ليتفرجوا على الدنيا ويرفلون فى حلة جديدة ويأكلون أشاهى الطعام ويحصلون بعد كل ذلك على بدل سفر، يواجه رجل مثل محمد ناجى الموت وحيداً لأنه لم يحترف شيئاً سوى الكتابة ..!! الكتابة مهنة بلا سند ولا معين، المهنة الحقيقية الآن هى " التهليب "، تستطيع أن تهلب لك كم مليوناً ثم تهرب إلى خارج مصر لتعيش فى منتجع مثل المنتجع الذى يعيش فيه هانى سرور، وهو ليس هروباً خارج مصر بالمناسبة، فمثل هؤلاء لا يرون فى مصر وطناً حقيقياً نظيفاً، سويسرا أو باريس أو لندن كذلك، وهم محقون طبعاً، فمصر هى التى يأخذون منها الملايين ليعيشوا حياة آدمية فى بلادٍ أخرى ..!! أترانى ذكرت هانى سرور ؟! نعم .. إذن أليس هذا الرجل هو الذى لوث دماء المصريين فما علاقته بمحمد ناجى ؟! وهل محمد ناجى إلا مواطن مصرى يشرب الماء الملوث الذى نشرب، ويسير دمه مثل دمنا فى شرايين لا نعرف كم الملوث من النقى فيها ؟ محمد ناجى الأديب الذى شارك فى حرب الاستنزاف وفى حرب أكتوبر 1973 والذى كتب مجموعة من الروايات المتميزة " مقامات عربية "، " لحن الصباح "، " العايقة بنت الزين "، " خافية قمر "، " الافندى "، وعمله الطويل فى صحيفة " العالم اليوم " التى لا أدرى لماذا لا تتحرك الآن هى ونقابة الصحفيين واتحاد الكتاب الجهات المسئولة لإنقاذ هذا الكبد الذى يصارع الموت، ألا يستحق كاتب فيك يا بلد أن يزرع له كبد على نفقتك فى الخارج ؟! لقد لخص محمد ناجى عبر رواياته علاقة المثقف بالسلطة، والمحاولات المستميتة من قبل نظام فاسد لإفراغ المواطن من قيمة المواطنة داخله ( ارجع إلى بطل روايته " الافندى " حبيب الله الافندى وكذلك روايته " لحن الصباح ")، كما رصد محمد ناجى انهيار الطبقة الوسطى فى المجتمع، ولعل محمد ناجى الآن مثل بطل روايته " لحن الصباح " ينتظر التكريم الحقيقى ككاتب مرموق بأن يتلقى أبسط حقوق الإنسان وهو العلاج على نفقة الدولة التى ينتمى إليها ولا يحصل عليه، ولعلى أكشف سراً للمرة الأولى فقد اتصلت بالدكتور عبد الوهاب المسيرى – رحمه الله – وأخبرته أننى تحدثت مع شخصية ما فى إحدى دول الخليج فى أمر علاجه فأخبرنى أن الحمد لله الأمير فلان من السعودية تكفل بعلاجه .. هذا مافعلته مصر بمفكر فى قامة عبد الوهاب المسيرى ..!! أما الأديب والمترجم خليل كلفت فقد عولج على نفقة حكومة إيطاليا، ومحمد السيد سعيد على نفقة حكومة فرنسا، ويوسف أبورية لاقى قدره بعد أن حاولت وزارة المالية لهف 40 مليون جنيها تبرع بها حاكم الشارقة لاتحاد الكتاب المصرى لعلاج الكتاب المصريين ..!! لكم الله يا كتاب مصر ..!! لكم الله ..!! [email protected]