نفى الدكتور أيمن على مرارًا وتكرارًا صحة وجود قائمة لأخونة وظائف الدولة العليا كما نفى بكل وضوح وصرامة أن تكون مؤسسة الرئاسة قد تسلمت أى أوراق من حزب النور السلفى بهذا الخصوص، وناشد القيادى الإخوانى ومستشار الرئيس لشؤون المصريين بالخارج، رغم أنه أكثر شخص يتحدث فى شؤون المصريين بالداخل، ناشد حزب النور أن يقدم ما لديه لرئاسة الجمهورية إن كان هناك ما يملكه فى هذا الصدد، حزب النور من جانبه رد باستغراب على أيمن على، مؤكدًا أن كلامه مهين لرئاسة الجمهورية، ومؤكدين أن الدكتور يونس مخيون سلم ملف الأخونة لرئيس الجمهورية يدًا بيد، وأن تنكر رئاسة الجمهورية هذا الأمر يضع علامات استفهام كبيرة، أكد ذلك الدكتور يونس مخيون نفسه، كما أكده الدكتور خالد علم الدين وقيادات أخرى بالنور، وبعد يومين خرج الدكتور أيمن على يعترف بأن حزب النور قدم لرئيس الجمهورية ملفًا عن الأخونة، ولكنه كان ملفًا من مائة وتسعين اسمًا فقط حسب قوله وفى خمس صفحات، وكان حريًا بمستشار الرئيس أن يقدم اعتذاره للرأى العام عن إخفائه للحقائق ونفيه لوجود وثائق تسلمها رئيس الجمهورية من رئيس حزب سياسى كبير، لأن هذا السلوك البغيض لو حدث بين طلاب مدارس وليس بين مسؤولين فى رئاسة الجمهورية لكان معيبًا وله وصف يعرف الكافة، وأعتقد أننا سنحتاج إلى أسبوع إضافى لكى يعترف مستشار الرئيس بأن الملف كان به عدة آلاف موقع وظيفى بالأسماء كما أكد حزب النور الذى ثبت صدق روايته، ولكن المؤكد أننا سنحتاج إلى خمس سنوات لكى يقول لنا أيمن على وعشيرته كم هى بالضبط عدد الوظائف التى اقتنصوها لأنفسهم من كوادر الدولة العليا، هم حتى الآن يتحدثون عن تهويل وتضخيم ومبالغات، حسنا، قولوا لنا أنتم الحقيقة بالأرقام والكوادر إن كنتم أمناء وصادقين مع الوطن والآخرين. وبمناسبة مؤسسة الرئاسة والمتحدثين باسمها، فأنا أستغرب جدًا من تهميش الشخصيات وافرة الاحترام والقبول الشعبى والقبول أيضًا لدى القوى السياسية المختلفة، فى حين هناك إصرار على تصدير الشخصيات والوجوه الإخوانية أو الموالية للإخوان، لعل الناس نسيت من فرط الإخفاء وجود رئيس لديوان رئيس الجمهورية، وهو المنصب الذى كان يشغله زكريا عزمى أيام المخلوع، هل سمع أحد من عدة أسابيع أو أشهر عن شخص اسمه "محمد رفاعة الطهطاوي"، وهو رئيس ديوان رئيس الجمهورية، هل حدث صدفة أن رآه أحدكم فى اجتماع مهم للرئيس، وهل هناك عاقل فى بر مصر يمكن أن يستوعب تخلى رئيس الجمهورية عن أهم شخصية كانت بجواره منذ إعلان فوزه برئاسة الجمهورية وكان لها حضورها وبريقها وكانت تمثل على نطاق واسع إضافة أكثر من رائعة لرئاسة الجمهورية، هل يسمع أحد الآن عن المستشار محمود مكى، نائب رئيس الجمهورية، الذى قرر إبعاده إلى نفس المنفى الذى اختاره للمستشار عبد المجيد محمود سابقًا فتأفف من أن يقبله، محمود مكى الذى كان يمثل مانعة صواعق حول الرئيس، وكان يدير له الحوار الوطنى ويتواصل مع القوى السياسية، ويخفف كثيرًا من الضغوط على الرئيس، حتى أتى مَن يهمس له بأن الرجل يخطف الأضواء منك والناس تقول ليت هذا كان رئيس الجمهورية وأنه من الضرورى إبعاده من رئاسة الجمهورية، وما أقوله هنا معلومات وليس اجتهادات، فقرر نفيه خارج مصر كلها، بعد الدستور الجديد، وكان بمقدوره لو أراد أن يبقيه بجواره كمساعد لرئيس الجمهورية أو فى أى منصب رفيع آخر من عشرات المناصب التى وزعها على شباب وكهول الإخوان المسلمين فى مؤسسة الرئاسة، إنها نفس الروح الإقصائية التى تتوتر من وجود أى "مختلف" فى الدولة، والعقليات المغلقة ذاتها التى تتشكك فى كل مخلوق لا ينتمى إلى شعب الله المختار.