السيد رفعت السعيد – صاحب ومدير حزب التجمع التقدمي سابقًا- يخرج على القرّاء يومًا بعد يوم بمقال لا تقرأ فيما يكتب إلا حالة من (القرف) و(الاشمئزاز) و(الكراهية) والسخط للحياة والأحياء.. فكل ما حوله لا يرضيه!! والرئيس المنتخب الأستاذ الدكتور محمد مرسي (لا ينزل له من زور) كما يقول المثل الشعبي، وهو أي رفعت السعيد يتجمع في شخصه كل مرارات عواجيز الفرح في قريتنا وفي كل قرى مصر.. إذ لا يعجبهم العجب أو الصيام في رجب.. كل شيء في نظره أسود، وكل خطوة نخطوها هي انكسار وتقهقر وتخلف.. وكل قرار يصدره الرئيس المنتخب وأنا أكرر المنتخب (عمدًا) - حتى أغيظه هو ومن على شاكلته- لأن لها مغزى مهما لم يستطع رفعت السعيد أن يقتنع به أو يسلم بوقوعه فعلًا.. كل قرار يصدره الرئيس المنتخب في نظر (صاحبنا) رفعت السعيد هو القرار الخاطئ الذي سيعيق تقدم الشعب المصري إلى الأمام!! هكذا أحس مع غيري حين أقرأ لهذا الكاتب التقدمي التجمعي الذي يرفض من حيث المبدأ الإسلاميين؛ لأنهم في نظره (الكليل) ليسوا أهلًا للحكم، ولا يستحقون ما حباهم الله من فضله، وما أتيح لهم من ثقة الناخبين بالملايين ومثله كثيرون يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله.. كيف يمكن أن يكون الكاتب بمثل هذه النظارة السوداء التي تحجب عنه رؤية الواقع بشكل أفضل وتقدير الأمور بموضوعية وحسن تفهم ويصر على ألا يخلصها أبدًا.. ارفق بنفسك يا سيد رفعت حتى تعيش سعيدًا بالفعل اسمًا على مسمى.. السعادة يا أستاذ هي التفاعل مع الواقع لتحسينه لا لتحصيله وليس السخط الدائم.. التفاعل من أجل تفهم الظروف الموضوعية واحترام إرادة الجماهير التي اختارت رئيسها.. وتقدير الرئيس المنتخب وتفهم قراراته واستيعابها وإتاحة الفرصة للقيادة المنتخبة لتدبر أمور الدولة التي تفيض بمشكلات جمة ليس من السهل التعامل معها دفعة واحدة وبجرة قلم، بل تحتاج إلى المشورة الصائبة الصادقة الخالصة من قلوب تحب مصر.. ما تحتاجه القيادة المنتخبة الجديدة ليس (الترصد) ومحاولة الصيد في الماء العكر.. والماء فعلًا عكر منذ سنوات!! وإنما تحتاج إلى المشاركة بالقول الحسن والرأي السديد.. الهجوم المتواصل على القيادة الجديدة لا يبني مصر التي من المفترض أننا جميعًا نتفاعل معها ندعمها نضع أيدينا في أيديها نقدم لها الفكرة والمشورة والرأي والنصيحة.. مصر ليست للدكتور مرسي وحده بل هو رئيس انتخبناه ليدير الدولة.. ونحن معه.. بالرأي والمشورة والنصيحة.. بفهم وتدبر الأمور باحترام وتقدير.. وإذا كان حزب رفعت السعيد لم يحقق نجاحًا في أي شيء رغم سنوات عمره المديد، بينما حقق غيره هذه النتيجة الساحقة الماحقة كما يقول الرياضيون.. فعلى الدكتور رفعت أن يستوعب هذه الحقائق ويحترم ثقة الجماهير وأن يحاول تحسين موقف حزبه، وتعديل مساره، وتصويب أخطائه.. لعل وعسى.. ويعمل على التجمع لا التشتت، والسير للأمام للتقدم، وياليتكم تخلعون نظارتكم السوداء وتضيئون شمعة بدلًا من إدمان لعن الظلام الذي تتوهمونه دائمًا عمال على بطال فالفرصة قادمة والانتخابات على الأبواب... "وورينا شاطرتك"..