انتصار السيسي تهنئ الشعب المصرى والأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد    تنسيق الجامعات 2025، شروط قبول طلاب الدبلومات الفنية بالجامعات الحكومية 2025    ترامب يدرس تعيين رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي وهذه أبرز الأسماء المرشحة    عقاريون يرسمون خارطة طريق للنهوض بالسوق العقاري    مسئولون إسرائيليون ل "ترامب": لا ينبغى لك التدخل فى محاكمة نتنياهو    طقس ديني تحول إلى مأساة، مقتل وإصابة 32 شخصا في هجوم مسلح على حفل موسيقي بالمكسيك (فيديو)    جرائم الاحتلال تعود بعد توقف ضربات إيران: اعتقال 20 فلسطينيا من قرية العروج ببيت لحم    رئيسة حكومة إيطاليا تحتفل ب"وحدة الناتو" وتسخر من إسبانيا    خلال 11 عامًا .. مصر تعيد كتابة دورها في إفريقيا تحت قيادة الرئيس السيسي    أندية البرازيل مفاجأة مونديال 2025    موعد مباراة مانشستر سيتي ضد يوفنتوس في مونديال الأندية والقناة الناقلة    جوارديولا يكشف تفاصيل إصابة لاعب مانشستر سيتي قبل مواجهة يوفنتوس في مونديال الأندية    عُقدة الثانوية العامة.. 813 ألف طالب يؤدون امتحان مادتي الفيزياء والتاريخ    امتحانات الثانوية العامة، 41 لجنة تسلمت بوكليت الفيزياء والتاريخ دون مخالفات بالفيوم    درجات الحرارة اليوم الخميس في مصر    فريق بحث لكشف غموض مقتل طفلين مكبلين بشقتهما والبحث عن والدتهما في العمرانية    ب 4 ملايين دولار، محمد رمضان يكشف عن سبب رفضه عرضا خياليا للعودة إلى الدراما (فيديو)    هيفاء وبوسي يتصدران تريند اليوتيوب بعد أغنية فيلم "أحمد وأحمد"    بأيدي 154 صانعا ماهرا، تثبيت كسوة الكعبة الجديدة على الجهات الأربع بمطلع العام الهجري (صور)    وفاة والدة الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة وتشييع الجنازة في كفر الشيخ    صورة لبلبة مع عادل إمام في سهرة خاصة «ليست حقيقية»    من الطلاق إلى أقسام الشرطة| مها الصغير تتهم أحمد السقا بالاعتداء الجسدي واللفظي    الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "التخدير والرعاية المركزة الخضراء": منصة علمية ورسالة مجتمعية    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة في منطقة زنين ببولاق الدكرور    طريقة عمل خلية النحل، وجبة خفيفة لأطفالك وسريعة التحضير    محافظ مطروح: العلمين الجديدة تحولت لمقصد سياحي متميز على ساحل البحر المتوسط    محافظ الفيوم يبحث آليات إنشاء مجمع متكامل لإنتاج مستلزمات الري الحديث    ضبط 354 قضية مخدرات و229 قطعة سلاح خلال 24 ساعة    سحب 897 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    محافظ دمياط يعتمد تنسيق المرحلة الأولى من الثانوية العامة بدمياط| التفاصيل    ننشر أسعار البيض اليوم الخميس 26 يونيو    بعد رحيله عن الزمالك.. حمزة المثلوثي يحسم وجهته المقبلة    مدرب باتشوكا المكسيكي: الهلال فريق منظم ولديه لاعبون رائعون    بنتايج خارج القائمة الأولى للزمالك بسبب العقود الجديدة    رسميًا.. موعد صرف المعاشات بالزيادة الجديدة 2025 بعد قرار السيسي    نور عمرو دياب لوالدها بعد جدل العرض الخاص ل"فى عز الضهر": بحبك    الجوزاء يفتعل الجدل للتسلية.. 4 أبراج تُحب إثارة المشاكل    تهنئة السنة الهجرية 1447.. أجمل العبارات للأهل والأصدقاء والزملاء (ارسلها الآن)    وزير الإسكان يُعلن تسليم مركز شباب نموذجي بمنطقة النوادى بمدينة بدر    الناطق باسم الأمن الفلسطيني: جرائم الاحتلال لن تثنينا عن أداء دورنا الوطني    «مستقبل وطن»: ندعم خطط الدولة ونولى ملف الاستثمار أولوية كبيرة    الصحة: تقديم أكثر من 200 ألف خدمة طبية وعلاجية بمستشفيات الأمراض الصدرية خلال مايو الماضي    ماذا قال مينا مسعود بعد زيارته لمستشفى 57357؟    26 يونيو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    تشديدات أمنية مكثفة بلجان الدقي لمنع الغش وتأمين سير امتحاني الفيزياء والتاريخ للثانوية العامة    مواعيد مباريات دور ال16 فى كأس العالم للأندية.. الإنتر يواجه فلومينينسى    مصير وسام أبوعلي في الأهلي.. موقف اللاعب و4 بدلاء ينتظرون    الهجرة النبوية.. مشروع حضاري متكامل    عشائر غزة تؤمن مساعدات وصلت لبرنامج الأغذية العالمي خشية نهبها    رسميًا.. اليوم إجازة رأس السنة الهجرية 2025 للموظفين بالحكومة والقطاع الخاص    هل الزواج العرفي حلال.. أمين الفتوى يوضح    محافظ المنيا يشهد احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد - صور    تشريع جديد يُنصف العامل.. كيف يؤمن القانون الجديد حقوق العمال؟    بمناسبة العام الهجري الجديد.. دروس وعبر من الهجرة النبوية    صوت بلغاريا مع أنطاكية.. البطريرك دانيال يندد بالعنف ويدعو إلى حماية المسيحيين    وزير الرياضة يهنئ أبطال السلاح بعد التتويج ب 6 ميداليات أفريقية    دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447    أستاذ علم نفس تربوي: شكل امتحانات الثانوية العامة لم يتغير.. المشكلة في المواد خارج المجموع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما لم أدرك قوله في قناة الجزيرة !
نشر في المصريون يوم 02 - 12 - 2009


من الصعب في وقت قصير يقترب من النصف ساعة أن تتحدث باستفاضة عن مشكلة طويلة عريضة مثل مشكلة الثقافة والمثقفين والنخبة في العالم العربي ، هذا ما استشعرته حينما استضافتني قناة الجزيرة صباح أمس لأجيب عن هذه التساؤلات ، ولكني وجدتها فرصة مناسبة من خلال منبر إعلامي له حضوره المؤثر في أوساط النخبة العربية لكي أدافع عن الجمهور العربي والمجتمع المستباح من السلطة السياسية ومن النخب الثقافية على حد سواء وهي تلك النخب التي تمارس سلطة كهنوتية أخرى بدعوى احتكار التنوير ووعي الحداثة ، فلطالما تعالت النخب الثقافية على مجتمعاتها واتهمتها بكل نقيصة مقابل تبرئة المثقفين لأنفسهم من الكثير من الممارسات التي تعتبر في بعض جوانبها خيانة لرسالة الثقافة وخيانة للأمانة التي يفترض أن يحملوها تجاه مستقبل أمتهم ومجتمعاتهم ، جوهر المشكلة في تقديري ينبع من تصور النخبة العربية أن دور المثقف هو التمرد على واقعه بكل ما فيه ، على قيمه وعلى أفكاره وعلى تراثه وعلى دينه ، ونبع عن ذلك تصور أن الفعل الثقافي الجاد هو الفعل الذي يمارس قطيعة مع المجتمع وجذوره ومرجعيته ونسقه القيمي والسلوكي والفكري ، وقد نشأ عن هذه القطيعة أن قابل المجتمع قطيعة النخبة له بقطيعة مقابلة ، فتجاهل نتاجهم الفكري وقاطع كتاباتهم ومجلاتهم وندواتهم وأنديتهم ، فعاش المثقفون حالا من العزلة عن واقعهم وجماهير الناس ، وعجزوا بالتالي عن ممارسة أي قيادة فكرية أو روحية أو أخلاقية ، كما هو جوهر دور المثقفين ، فتعززت القطيعة بين الجانبين ، النخبة المثقفة والمجتمع ، فتحولت النخبة إلى ممارسة دور الجلاد للمجتمع يتلذذ بإيلامه والتنكيل به والسخرية من كل ما يعتز به ويعتصم به ، بما في ذلك سب دينه أو الاستهزاء بمقدساته ، وأصبحت لا تكاد تجد قضية ثقافية الآن إلا وفيها قسوة جارحة ومهينة لدين المجتمع أو تراثه أو تاريخه أو ثقافته أو قيمه أو رموزه التاريخية ، دون أن يشغل أحدهم باله بتقديم أي رؤية إيجابية بناءة لصياغة مستقبل أفضل ، على الإطلاق لم يفعلوا ، وإذ انتقدت مثل هذا "القمع" الفج للمجتمع وثقافته وصفت بأنك ضد التنوير وضد الثقافة وضد حرية الإبداع ، فضموا إلى تقمصهم دور الجلاد دور المستبد الذي لا يطيق وجود رأي آخر مغاير لرأيه ، بل نشأت رؤية ثقافية عجيبة تستبعد من دائرة الثقافة والمثقفين أي مفكر أو شخصية تنطلق من رؤية حضارية إسلامية ، فالمثقف لا بد أن يكون يساريا أو ليبراليا أو وجوديا أو ملحدا أما أن يكون إسلاميا فهذا غير متصور عندهم !، وتحولت قصة التنوير والثقافة إلى ما يشبه الكهنوت الديني الذي شاع في القرون الوسطى الأوربية ، لا يملك مفاتيح فهمه ومعرفته إلا الكهنة "المثقفون" وعلى المجتمع أن يسمع لهم ويطيع ويقبل أياديهم ويفيض عليهم المال والحصانة لا أكثر ، فعاشت المجتمعات العربية تئن تحت صنفين من القمع ، السلطة تمارس القمع الأمني والسياسي ، والنخبة المثقفة تمارس القمع الفكري ، بل إن القطاع الأوسع من المثقفين عندما عاش وضع المنبوذ جماهيريا واجتماعيا ، ارتضى أن يحتمي بحضن السلطة هروبا من انتباذ المجتمع له ، ليكون سدنا لها وكاهنا في محاريبها ومرتزقا في مؤسساتها ، بدعوى التضامن مع الدولة المدنية لمواجهة الظلامية والفكر الغيبي ، وبالمقابل أغدقت عليهم الدولة الجوائز والنياشين والهبات والمال "السايب" ، مما أصاب حركة الثقافة بالشلل والعجز والبلادة ، وتلاشى دور المثقف إلى حد كبير ، وعندما تذهب إلى معارض الكتب لن يكون مفاجئا لك أن تجد كتابا تم تأليفه قبل ألف عام أكثر مبيعا من مئات الكتب التي تم تأليفها العام الماضي ، رغم الأسماء الضخمة الفخمة التي توضع عليه كمؤلفين ، لم تعد هناك ثقة في أن يكون هناك تأليف جاد أو ثقافة رصينة بين مثقفي هذا الزمان ، ثم تتوالى الأصوات والكتابات والندوات التي تتساءل في براءة عن سبب زهد الناس في الكتاب ، أو اتهام المجتمع بأنه "غير مثقف" أو جاهل بقيمة الثقافة ، أو أنه من فرط تخلفه لم يعد يدرك قيمة الثقافة .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.