قد تكون المنتظر أو تكون المحتقر ، لكن لا شك أنك بشر قد تكون دخانا يعمى أو تكون قمر ، الطريق واحد لمن أراد الوصول ، فعدالة الله – سبحانه – أبت ان يختص واحد من البشر بالمجد و الرفعة بل أعطاها لكل من يبحث عنها و يسلك سبلها ، إما فى طريق الخير فتكون المنتظر أو فى طريق الشر فتكون المحتقر . لقد عاش النبي – صلى الله عليه و سلم – حياة عظيمة حافلة بالمجد و علو الهمة و مع ذلك لم يحرم أصحابه الأمل فى أن يقتدوا و يصنعوا شيئا فإذا به يبشرهم بفتح اليمن و الشام و مصر و الفرس و الروم حتى يحثهم على العمل و بذل الجهد و بالفعل يحققون و ينتصرون و يفتحون رضي الله عنهم جميعا . و ها هى القسطنطينية تقف شامخة تبحث عمن يفتحها و إذا بها لا تفتح فى عهد الصحابة و لا التابعين و لا الدولة الأموية و لا العباسية بالرغم مما بذلوه من الغالي و النفيس لينالوا هذا الوسام الذى بشر به النبي – صلى الله عليه و سلم – حينما قال : " (لتُفتحن القسطنطينية فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيش) و لكنها تفتح على يد امير صغير يبلغ عمره اثنان و عشرون عاما هو محمد الفاتح عام 857ه / 1453 م ،ليدل على ان باب الأمل مفتوح إلى يوم القيامة و لعل التفكير بإبداع كان من اكبر أسباب فتح القسطنطينية لسيظل الإبداع و التفكير بطريقة مختلفة بعد الاعتماد على الله هو الطريق إلى تحقيق المجد فما فعله هؤلاء العظماء هو اليقين فى الله أولا ثم صدق النية و الأخذ بالعلم و تطور الزمن و هكذا رأينا معارك اليرموك و القادسية و حطين وعين جالوت و الذلاقة وملاذكرت و حرب أكتوبر المجيدة تعطى رسائل الأمل لكل من اراد ان يكون المنتظر كما فى نص الحديث الشريف ( إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينها"، إنها رسالة خالدة مضمونها ( لا تيأس أبدا ) . و على الجانب الآخر الذين ابتعدوا عن التمسك بالله او فقدوا صدق النية أو فقدوا التمسك بالعلم لم يحققوا شيئا و جعلوا الكذب و الخداع وسيلة للرقى فكانوا كالدخان يرتفع ليراه الناس و يغطى ضوء الشمس و القمر أما السابقون و اللاحقون من العظماء فهم كالقمر ينظر إلى الناس ليضيء لهم الطريق حتى و إن رأوه صغيرا . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]