شهدت عدة مدن ومحافظات مصرية، يوم السبت، اشتباكات وأنشطة احتجاجية شارك بها معارضون للنظام، وتحرك أغلبها على خلفية أعمال عنف شهدتها مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) منذ مساء أمس الجمعة. وكان شخص قد قتل وأصيب العشرات في اشتباكات وقعت بعد منتصف الليلة الماضية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت بين محتجين وقوات الأمن المصرية بمدينة المنصورة بحسب مصادر طبية، فيما قالت وزارة الداخلية المصرية إن هذه الأحداث أسفرت عن إصابة 21 من أفراد الشرطة، والقبض على 28 من المحتجين. وأرجعت الوزارة، في بيان لها، بداية العنف إلى "قيام ما يقرب من 400 شخص بالتظاهر أمام مقر محافظة الدقهليةبالمدينة؛ حيث قذفوا المقر بالحجارة والزجاجات الحارقة، وقطعوا أحد الطرق، مرددين هتافات معارضة للحكومة الحالية، فتصدت لهم قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع". وفي بيان حديث، مساء السبت، للداخلية المصرية، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أن محتجين اقتحموا أحد مبانيها بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية (دلتا النيل) في إطار أحداث العنف التي تشهدها المدينة. وقال مركز الإعلام الأمني بالوزارة إن "مجموعات من مثيري الشغب عاودت التجمع أمام مبنى المحافظة، وتمكنوا من اقتحام مبنى مديرية الأمن القديم الذى يضم عددا من الأجهزة الشرطية بعد تحطيم أسواره". من جانبه، قال مراسل الأناضول في المنصورة، إن المتظاهرين أحاطوا بالمبنى القديم للمديرية ولكنهم لم يقتحموه نظرا لتصدي قوات الأمن لهم بقنابل الغاز المسيل للدموع. ولفت إلى أن المحتجين قذفوا المبنى بالحجارة والزجاجات الحارقة. وفي الزقازيق بمحافظة الشرقية (دلتا النيل) التي تبعد نحو 60 كلم عن المنصورة، نظم عشرات من المعارضين اليوم مسيرة اتجهت لمنزل أسرة الرئيس المصري محمد مرسي بالمدينة، للتنديد بالأحداث التي وقعت في المنصورة. وردد المشاركون بالمسيرة هتافات مناهضة لمرسي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، فيما عززت قوات الأمن المكلفة بتأمين منزل أسرة الرئيس المصري من تواجد عناصرها في محيطه. وشهدت الإسكندرية (شمال) ثاني أكبر المدن المصرية، مساء اليوم اشتباكات بين متظاهرين معارضين، ومسلحين مجهولين بمحيط المجلس المحلي (المقر الحالي لإدارة المدينة). وكان مئات المتظاهرين المعارضين قد خرجوا في مسيرة انطلقت من ساحة مسجد القائد إبراهيم (موقع التظاهرات الرئيسي بوسط المدينة) للتنديد بما وصفوه ب"انتهاكات الشرطة ضد المتظاهرين في مدينة المنصورة"، ورددوا هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المصري محمد مرسي ووزارة الداخلية. وغير بعيد عن موقع بداية المسيرة، تعرض المتظاهرون لهجوم من مجهولين مسلحين بأسلحة بيضاء عند منطقة كوم الدكة بوسط الإسكندرية. وذكر أحد شهود العيان لمراسلة الأناضول إن المهاجمين من أهالي كوم الدكة الذين لا يرحبون بالمتظاهرين، ويرفضون تعطيل أعمالهم ووقوع أعمال عنف وتخريب في منطقة سكنهم. ومن جانبه قال اللواء ناصر العبد مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية لمراسلة الأناضول إن الشرطة لم تتدخل، ولم تكن طرفا بذلك الصراع. وفيما تحدث شهود العيان عن وقوع عدة إصابات بجروح قطعية في صفوف المتظاهرين، نفى محمد الشرقاوي وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية في حديث للأناضول قيام سيارات الاسعاف بنقل أي مصابين من موقع تلك الأحداث إلي المستشفيات. العاصمة المصرية القاهرة شهدت في ساعة متأخرة من مساء السبت تجدد اشتباكات على جسر قصر النيل الموصل لميدان التحرير بعد توقف دام شهر تقريبا بين متظاهرين، وبعض أهالي المنطقة. وبحسب مراسل "الأناضول"، فقد اشتبك العشرات من المحتجين مع مجهولين في الوقت الذي امتنعت فيه قوات الأمن المكلفة بتأمين السفارتين البريطانية والأمريكية، التي وقعت الأحداث بمحيطهما، عن الاشتراك بهذه الاشتباكات. وتسببت الاشتباكات في إغلاق طريق كورنيش النيل بمحيطها في الاتجاهين القادم إلى ميدان التحرير والخارج منه. أما في مدينة بورسعيد الاستراتيجية الواقعة على المدخل الشمالي لقناة السويس، فأضرم محتجون النار في مبنى أمني بالمدينة، عقب إصابة محتجين دهستهم سيارة شرطة. وتضاربت رواية شهود العيان مع بيان وزارة الداخلية المصرية حول ملابسات الواقعة. وقال الشهود لمراسل الأناضول إن حافلة شرطة كانت تقل جنودًا صدمت أثناء هروبها محتجين تابعين لرابطة ألتراس "جرين ايجلز" المشجعة للنادي "المصري" البورسعيدي، كانوا يتظاهرون بشارع رئيسي بالمدينة. وأضاف الشهود أن قوات الشرطة أطلقت النار بشكل كثيف في الهواء للهروب من المحتجين، لكن الحافلة ارتطمت بسيارة خاصة وعامود إنارة، قبل أن تصطدم بعدد من المحتجين. وقال حلمي العفني وكيل وزارة الصحة المصرية في بورسعيد إن 5 أشخاص أصيبوا بكسور في مختلف أنحاء الجسم جراء الحادث. وجرى نقل المصابين إلى المستشفى قبل أن يقدم المحتجون على إضرام النار في مبنى لشرطة النجدة يقع في مكان مجاور للمستشفى الذي يرقد فيه الجرحى. في المقابل، أوردت وزارة الداخلية المصرية رواية مغايرة للحادث. وقالت في بيان وصل مراسل الأناضول نسخة منه إن حافلة الشرطة كانت تنقل بعض المتهمين من أجل عرضهم على الجهات المختصة، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص رشقوا السيارة بالحجارة ما أدى إلى تحطم أجزاء منها. وأضاف البيان أن السيارة اصطدمت باثنين من المهاجمين وتم نقلهما للمستشفى لتلقى العلاج. كما أوضح البيان أن 6 من أفراد الأمن أصيبوا خلال الواقعة، أحدهما إصابته "جسيمة" بالعين نتيجة تطاير شظايا الزجاج الأمامي لسيارة الشرطة. واتهمت وزارة الداخلية المحتجين بمنع سيارات الإطفاء من الوصول إلى مقر شرطة النجدة للتعامل مع الحريق. وتشهد مدينة بورسعيد تحركات من بعض أطراف المعارضة لفرض حالة من العصيان المدني في المدينة التي تشهد حالة من السخط جراء مقتل 40 من سكانها في أحداث عنف احتجاجي شهدتها يومي 26 و27 يناير/ كانون الثاني الماضي. وجاءت أحداث العنف هذه على خلفية حكم قضائي بإحالة أوراق 21 متهما إلى مفتي البلاد في رأي استشاري يمهد للحكم عليهم بالإعدام في واقعة مقتل 74 من مشجعي النادي الأهلي في أحداث اقتحام ملعب بورسعيد التي وقعت مطلع فبراير/ شباط 2012. وفي محافظة الفيوم (جنوب غرب القاهرة) نظم العشرات من شباب وممثلي القوى والتيارات السياسية المعارضة بالمحافظة وقفه احتجاجية مسائية أمام مبنى ديوان العام المحافظة بوسط مدينة الفيوم. وجاءت الوقفة ردآ على الاعتداءات التي وقعت على المعتصمين السلميين من القوى السياسية بالمحافظة الاثنين الماضي من بعض موظفي الديوان العام ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، بحسب وصف منظميها. وحمل المتظاهرون لافتات طالبوا فيها بإقالة المحافظ "أحمد علي أحمد"، والتحقيق مع مرتكبي واقعه التعدي على المتظاهرين الاثنين الماضي. كما هتف المتظاهرون ضد جماعه الإخوان المسلمين ومرشدها العام محمد بديع وأكدوا على الاعتصام لحين تنفيذ مطالبهم التي وصفوها بالمشروعة. ومن أبرز القوى والأحزاب المعارضة التي شاركت بمظاهرة اليوم حركة كفاية والجبهة الحرة للتغيير السلمى، وأحزاب المصريين الأحرار، والكرامة، وغد الثورة، والوفد، والتجمع. وتشهد القاهرة وعدة مدن ومحافظات مصرية موجة من أعمال العنف والاحتجاجات ضد النظام انطلقت عشية الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم بمدن قناة السويس الثلاثة (من الشمال للجنوب بورسعيد، الإسماعيلية، السويس).