الحمودات تتبع جغرافيا قرية الحجر، إطسا، الفيوم، متاخمة للطريق الصحراوي الذي يربط مدينة الفيوم بوادي الريان من جهة بني سويف، ويقطنها أكثر من 10000آلاف نسمة من القبائل العربية. يحدها من الجنوب للشمال مصرف للصرف الزراعي، ومن الشرق والشمال بحر لمياه الري وبركة تتجمع فيها مياه الصرف الزراعي، ومن الجنوب أراض زراعية. أسوأ ما في هذه البقعة من الأرض أنها منخفضة جدا بالمقارنة بالأراضي الزراعية التي تلفها والبلاد المجاورة حولها. إذا ما قدمت إليها من الطريق العام، لا تكاد ترى سوى الدور العلوي من مدارسها ذات الطوابق الخمسة ، فما بالك بالبيوت الريفية التي لا تتجاوز الطابق الواحد في أكثر من 90% من منازل البلدة. لم تلق الحمودات أي اهتمام من المسئولين السابقين في العهد البائد، بل كان هناك نوع من التعنت غير المبرر مع أبنائها. حيث لا زالت تفتقد لكل المرافق الحيوية من مياه الشرب النقية، والصرف الصحي، والطرق غيرمعبدة ولا زالت ترابية. زاد من تفاقم مشكلاتها أن الصرف الزراعي لا يجد سبيلا إلا إلى بيوت فقراءها، فتضاعفت هموم أهلها وسكانها. في غياب خدمة الصرف الصحي اعتمد الأهالي على الأساليب البدائية للتكيف مع تلك المشكلة الخطرة، حيث بناء ما يشبه الغرف تحت الأرض بجوار كل بيت واستخدامها للصرف. جاءت الأزمة التي هزت البلدة بأكملها، وهددت ساكنيها بشتى أنواع المرض مع قدوم الشتاء وفيضان المياه. في الشتاء تتجه مياه الصرف الزراعي إلى البلدة مباشرة بسبب انخفاضها، وتملأ تلك الغرف عن أخرها لترتد إلى بيوت الأهالي وتغمرها. صارت معها البيوت تضرب بالماء القذر ما كان له أبلغ الأثر في تهديد حياة المواطنين من تلوث وروائح كريهة مسبباً أمراض فتاكة كالفشل الكلوي الذي بات خطرا محدقا بأطفال القرية، إذا ما علمنا أن تجمع مياه الصرف الصحي والزراعي في القرية تسرب إلى داخل شبكة مياه الشرب المتهالكة، وضاعف من حجم المخاطر الصحية. تحرك الأهالي في كل الاتجاهات، وسلكوا كل السبل المتاحة، ووقفوا بباب كل المسئولين، بداية من الوحدة المحلية وصولا لباب المحافظ لكن دون جدوى. لم يتوقف سعيهم بعد الثورة والنتيجة واحدة، لا أحد يتحرك لإنقاذهم من ذلك المستنقع الذي يلاحق عاره الآن كل مسئول في مصر بعد الثورة. فلم يعد أمامهم سوى باب صحيفة المصريون يطرقونه، ليسمع السيد رئيس الوزراء وكل من وزير الصحة ووزير البيئة بالكارثة البيئية التي تفتك بهذه القرية وساكنيها، فهل من مستجيب أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]