هذه الحادثة المروعة مشهورة باسم "طائرة سلوى حجازى" مذيعة التليفزيون المصرى التى كانت بين ركاب طائرة الخطوط العربية الليبية، رحلة رقم 114، حين اعترضتها المقاتلات الإسرائيلية وأسقطتها فوق سيناء، لكن حقيقة الموضوع مازالت غائبة عن كثيرين، لأن الطائرة التى كانت تقصدها المقاتلات الإسرائيلية ليست هى التى سقطت، بل كان الهدف هو الطائرة التى تقل "هبة سليم" الجاسوسة المصرية التى قدمت السينما قصتها فى فيلم السقوط إلى الهاوية. فلقد تمكنت المخابرات المصرية من القبض على هبة بعد استقدامها إلى ليبيا، وفشلت أجهزة الموساد فى إنقاذها منهم أو قتلها، وتلقت الموساد الخبر بأنها ركبت طائرة بوينج مصرية بصحبة ضباط مخابرات مصريين، فصدرت فورا أوامر من رئاسة أركان الجيش الإسرائيلى بانطلاق سرب طائرات مقاتلة لتعقب الطائرة البوينج التى تقل هبة سليم، فالجاسوسة التى كانت تستقبلها جولد مائير استقبال رؤساء الجمهورية، ويصطف جنرالات الجيش الإسرائيلى حين استقبالها، كانت كنزًا لا يعوض، وكان سقوطها يعنى كشف أعضاء كل شبكتها، فكان لابد أن تقتل قبل وصولها إلى مصر. كانت طائرة هبة قد انطلقت من مطار بنى غازى فى مثل هذا اليوم عام 1973، وكانت هناك طائرة من نفس الطراز فى طريقها من طرابلس للقاهرة، وكان المفترض أن تقوم الطائرات الحربية الإسرائيلية باعتراض طائرة هبة وإجبارها على الهبوط فى أحد المطارات العسكرية بسيناء التى كانت وقتها محتلة وتخضع لهم، لكن الذى حدث هو أن المقاتلات الإسرائيلية وقعت فى خطأ جسيم، فقامت باعتراض الطائرة الأخرى، وبثت موجات تشويش على أجهزتها، فضل الطيار طريقه ووجد نفسه فوق سيناء، وطلبت المقاتلات الإسرائيلية من طيار البوينج الهبوط فى سيناء، فلم يستجب فكان أن أطلقت المقاتلات الإسرائيلية صواريخ جو / جو، لتنفجر الطائرة فى السماء، ظنا منهم أنهم قتلوا هبة سليم قبل أن تعترف على أعضاء شبكتها، لكن الطائرة التى وقعت واهتز لها العالم وقتها كانت طائرة مدنية ليبية، تقل 116 شخصا بينهم وزير الخارجية الليبى وقتها صالح بوصير، ومذيعة التليفزيون المصرى الشهيرة سلوى حجازى، أما طائرة هبة فقد وصلت بها للقاهرة فى أمان الله، حيث تم تقديمها لمحاكمة منصفة، اعترفت صراحة أمامها بجريمتها، وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها، وحكمت عليها المحكمة بالإعدام شنقا فى مايو عام 1973، ثم تقدم محاميها بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة ولكن التماسها رفض، وتم تنفيذ حكم الإعدام فيها. وهذه صفحة من سجل بطولات جهاز المخابرات المصرية الحافل بالصفحات المشرقة.