مما لا شك فيه أن الصراع بين الحق والباطل صراع أبدي أزلي، فهو يمتد عمقًا بعمق الزمن، ويمتد طولًا ليسع الأرض كلها، فأينما وجد الحق وجد الباطل، وإن وجود الحق في حد ذاته يقلق الباطل، حتى وإن كان مريضًا أو خاملًا أو نائمًا، أو هزيلًا حيث إنه لا يلبث أن يتعافى ويقف على قدميه من جديد، فإن الحق قد يمرض أو يضعف أو يترهل.. لكنه أبدًا لم ولن يموت. كما أن الحق والباطل يتصارعان إلى يوم القيامة، ولا يوجد حق دون أن يُحارب بالباطل.. ولا يوجد باطل دون أن يُدفع بالحق. وكما أن للحق رجال وأبطال، فإن للباطل شياطين، وأنصار.. فلا يكاد أن تُرفع للحق راية، إلا ويرفع للباطل رايات، فانظر أي الرايات في يدك، وأي الطريقين تسلك، وإلى أي الفريقين تميل؟! قديمًا وصف الأستاذ مصطفى صادق الرافعي طبيعة الصراع فقال: إنهم يحاربون المساجد بالمراقص، ويحاربون الزوجات بالمومسات، ويحاربون رجال الدين برجال حرية الفكر، وفنون القوة بفنون اللذة.. إنها كلمات تحولت إلى واقع نراه، ونعيشه. وها قد أصبح للحق راية أثمرتها ثورات الربيع العربي الإسلامي.. يحملها أصحاب المشروع الإسلامي الذين كانوا مستضعفين في الأرض.. قال تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). فأعلن الباطل حربه على الحق وأهله وتجمع له كل شياطين الإنس من الشرق والغرب، حيث توحد العلمانيون والليبراليون والناصريون الاشتراكيون والشيوعيون والنصارى.. كلهم يد واحدة لتصفية المشروع الإسلامي ولتنكيس راية الحق. وأدواتهم في ذلك الإعلام والمال ورجال الأعمال ورموز النظام القديم والمنتفعين منه والبلطجية ويعملون في محاور أربعة: 1- الإساءة إلى الرئيس رمز الدولة ورمز الشرعية.. وإظهاره بالضعف والفشل والتردد، وإهمال أي إنجاز له بل تفريغه من مضمونه. 2- تشويه مشروع النهضة، والذي هو برنامج الرئيس، ثم العمل على تفريغه من مضمونه، وتسفيهه، وإظهاره على أنه مجرد أحلام. 3- رموز وقيادات التيار الإسلامي، من حيث التركيز على الأخطاء وتكبيرها وتعظيمها، وتكرارها حتى تشويه صورتهم أمام الشعب . 4- علماء الدين وخطباء المساجد، بالتشويه والتعدي عليهم وما نداءات إنزال الخطباء من على المنابر منا ببعيد، وما حدث للشيخ أحمد المحلاوي من محاصرة المسجد ومحاولة التعدي عليه وحرق سيارته إلا أمر ممنهج، حيث لا حرمة عندهم لعالم أو مسجد.. وبالتالي يتم تشويه أركان المشروع الإسلامي كاملًا . والمشاهد لبرامج التوك شو يجد هذا جليًا، بل المشاهد لبرنامج البرنامج، يجد الشخص المقدم له يتنقل بالتشويه والإسفاف ما بين العناصر السابقة جميعها.. ويقوم باسم يوسف بدور واضح في هدم وتشويه أركان المشروع الإسلامي، وما هو إلا أداة يحركها أعداء الفكرة الإسلامية، وأعداء الثورة، وأعداء الوطن.. ويبذلون من أجل ذلك الوقت، والجهد، والأموال.. وأبشرهم بقوله تعالى (... فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون ...). أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]