إننا لا نجيد العمل على التوازى، كما تستغرقنا الأمانى المستحيلة، ولا نستطيع العمل تحت ضغط، رغم أننا لا نقيس أداء العاملين فى المؤسسات الراقية إلا تحت الضغوط. نحلم بالكبير المستحيل، ونظل مستغرقين فى الحلم الفاشل، فلا نحقق الكبير الممكن، بل ولا حتى الصغير المفيد. تستغرقك مشاكلك الكبرى، فتتعطل عن حل الصغرى منها. هذا هو حالنا الذى توارثناه عبر عقود، والعجيب أنه متجسد وبوضوح وبشدة بعد الثورة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نحن لا نفكر، وإن فكرنا فأفكارنا صغرى، ليس بالضرورة عندما تكون أفكارك كبرى أن تحقق مشروعاً كبيراً، ولكن لأن أفكارك كبرى، فربما تسعى لتحقيق مشروعات كثيرة صغرى، فتحقق أضخم مما كنت تأمل من حيث العوائد، المباشرة وغير المباشرة كذلك. تعالوا نوضح أكثر، فمثلاً اعمل للمشروع الكبير «شرق پورسعيد»، بلور رؤيتك له، ترجمها إلى سياسات عامة وأخرى نوعية، ترجم سياساتك هذه وتلك إلى برامج تنفيذية، كل ذلك على الورق وهو رائع صدقنى لأنه الواجب الابتدائى الذى بدونه العشوائية، ابحث أيضاً عن مصادر تمويلك، تخير منها الأفيد، وابحث عن أدوات الجذب الاستثمارى ومحفزات التوسع النوعى كذلك، كل ذلك على الورق كما أسلفنا، خطط عمرانياً مستشرفاً الآفاق العريضة والامتدادية والمستقبلية، وهكذا.... وكله على الورق، ثم لا تركن ولا تنتظر، ولك ابدأ على الفور، بالجاذب لغيره. وعلى التوازى اشتغل فى كل ربوع مصر وعلى المستويات كافة، بالممكن، ولا تسمح لزيف الأمانى أن يستغرقك فيعطلك. اعمل بنفسك، ولكن أيضاً وظف الجموع واجعلها أياديك التى تحقق رؤاك، كما لا تغفل لا أقول قبل أن تصوغ رؤاك بل عند الفكرة الأولى، أن تستشير وأن تأتنس بل ووسع دائرة الائتناس، بالحوار حول الفكرة بل وتطويرها عبر غيرك كذلك. المدير الناجح لا يستعين إلا بالمساعدين الأقوياء، بل ويقدمهم، فهو الحاصد الأكبر فى النهاية لنتاجهم، ومن ثم للنجاح والشهرة. * أيها المصريون، أقصى طموحات الرئيس لابنه أو أقصى طموحات ابنه، أن يحصل على وظيفة عادية فى شركة قطاع عام، لو دخل ابن الرئيس مرسى على أى مؤسسة كبرى قطاع خاص، لحصل على الوظيفة قبل أن يجلس فى ضيافة صاحبها، وربما وقتها ستسبب هذه الوظيفة مشكلة أكبر. بالتأكيد أنا مع المعايير التى تفصل فى أحقية المواطن المصرى فى الوظيفة، وهو ما لم يضمنه فى تعليقه كل من نقد هذا الأمر، أى هل اتفقت معايير الوظيفة مع مؤهلات ابن الرئيس؟ وخاصة أن الإعلان عن الوظيفة كان إعلاناً داخلياً أى محصوراً فى نطاق الشركة، وهو مطبق فى كثير من المؤسسات العالمية. والعبد لله شخصياً، خضع لاختبار ضمه واثنين آخرين من أقارب العاملين بمصرف أمريكى كبير عام 1978، كى يفوز أحدنا فقط بالوظيفة، وكانت بإدارة المراجعة وهى إدارة بالغة الأهمية فى أى مؤسسة. وبالمناسبة كانت تزاملنا بالبنك، امرأة مصرية شابة فى نهايات العشرينيات من عمرها، خريجة كلية العلوم، تشغل وظيفة مدير إدارة أخرى، ورغم ذلك عملت فى النطاق المصرفى، ومن هنا فعلى الدكتور ياسر على أن يثبت جدارته بإدارته لمركز دعم واتخاذ القرار، فإن فشل لا قدر الله، استحق من عينه النقد، واستحق ياسر اللوم الأدبى، ولعل حديثى هذا يمثل دافعاً له وتحديًا. * يا سيادة الرئيس، إن رضخت للمعارضة فى تشكيل حكومة جديدة، فشكلها من التكنوقراط وحاذر أن تشرك بها حزبياً واحداً، ولا تنسى أنك فى النهاية رئيس الجمهورية القادم من «الحرية والعدالة» الذى يرأس هؤلاء جميعاً، قبل الانتخابات وأثنائها وبعدها بإذن الله، ونجاحك مثلما هو نجاح لمصر فأثره سيمتد لفصيلك السياسى، وأكرر حذارى من الموافقة على تشكيل حكومة ائتلافية، ومن يردد ذلك من الإسلاميين، فهو «بعافية» فى السياسة، ولا يستشرف حصاد ذلك. أما وزراء الإخوان الذين أنجزوا، فيمكنهم أن يقدموا جهداً استشارياً تطوعياً للوزراء الجدد، فما يعنينا جميعاً كمصريين، هو خدمة مصر وأهلها، هكذا المفترض عند الجميع بمن فيهم المعارضة، وإلا سيفضحون أنفسهم أمام الشعب، بكونهم يريدون تعطيل خدمة الشعب إلى حين إجراء الانتخابات، أتعجب من هؤلاء المفلسين العجزة، الذين يريدون توقف الإخوان عن القضاء على السوق السوداء فى توزيع أنابيب البوتاجاز وخدمة الناس، هههههه!.. هؤلاء العجزة، عندما أدركوا متأخرين أن الناس تدعى عليهم وأن المفتاح فى الاقتصاد، يسعون الآن إلى مظاهرة جديدة ههههه، أما الأعجب فهو تخيرهم للعنوان الفاضح لهم «عايز اشتغل وأنا واقف حالك» لأ وابتكروا كمان «الأقلية عصيانها المدنى .. بالعافية» هههههه، حتى يحصلوا على مزيد من دعاء الناس عليهم، الذى نسمعه فى الشوارع والأسواق «ربنا يوقف حالكم زى ما انتم واقفين حالنا». هؤلاء تستغرقهم أحلامهم الزائفة، ويتاجرون فى الخسارة، ألم أقل لكم أنهم مفلسون وعجزة، وسُذج كذلك؟ صدقونى أنا «هرشتهم من زمان»، ولم يكن ينقص إعلام الإسلاميين إلا ما كنت دائماً أنصحهم به، من تفنيدٍ لأكاذيب هؤلاء. برنامج يومى مدته لا تزيد عن خمس دقائق ويتكرر إذاعته، نعم مدته خمس دقائق فقط حتى يجذب المشاهد ولا يمله، عنوانه «قالوا ونعقب»، تفضحون عبره عجز هؤلاء وأكاذيبهم اليومية. [email protected]