أعلنت منظمة اليونسكو عن أن المجتمع الدولي اعتمد الإثنين بباريس خطة عمل تبلغ قيمتها أكثر من عشرة ملايين دولار (نحو 5ر7 مليون يورو) لترميم التراث الثقافي للشمال مالي وحفظ المخطوطات القديمة الاسلامية بتمبكتو والتى تضررت بشمال البلاد. ورحب وزير الثقافة المالي برونو مايجا خلال الاجتماع الدولي الذي نظمته اليونسكو اليوم بباريس لدعم مالي بخطة العمل ذات الصلة. وتتضمن خطة العمل - وفقا للوثيقة التى أعلنتها اليونسكو - إعادة تأهيل التراث الثقافي الذى تضرر خلال النزاع بما فى ذلك المقابر والأضرحة فى تمكبتو و جاو وأسيكا بالاضافة إلى ارسال بعثة تقييم من من المنظمة وهو ما سيتكلف ما يقرب من 1ر5 مليون دولار. وأضافت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) أن الخطة تشمل عدة معايير بهدف الحفاظ على المخطوطات بتمبكتو من خلال إعادة بناء مبنى لمعهد الدراسات والأبحاث الاسلامية بمنطقة أحمد بابا الذي تم تدميره من قبل الإسلاميين وهو ما يبلغ تكلفته 9ر3 مليون دولار. وأكدت الخطة على ضرورة العمل على "الحفاظ على التراث " بشكل مستدام عبر تدريب المهنيين والمجتمعات المحلية، ومكافحة الاتجار غير المشروع وهو ما سيتكلف ما يقرب من 7ر1 مليون دولار. وأعلنت العديد من البلدان بما في ذلك جنوب أفريقيا وفرنسا والنرويج ولوكسمبورج بالفعل دعمهم لبعض جوانب خطة العمل..كما أعلنت المكتبة الوطنية فى فرنسا المساهمة في الحفاظ على المخطوطات فى تمبكتو والمعهد الفرنسي للتدريب تعهد بتدريب المهنيين. وقالت وزيرة الفرانكفونية الفرنسية يمينة بنجيجى خلال اجتماع اليونسكو أن الأضرحة والمخطوطات التى دمرت هى ملكية عامة وتقع على مسؤوليتها على عاتق الجميع. من جانبه، أكد صامويل سيديبى مدير المتحف الوطنى فى باماكو انه بمجرد عودة الأمن في شمال مالي، فإن اليونسكو ستقوم بإرسال بعثة تقييم إلى مالى..مشيرا إلى أن سلطات مالى ليس لديها "تقدير دقيق"للأضرار التي لحقت بالمخطوطات. كانت اليونسكو قد نظمت على مدار اليوم يوما للتضامن مع مالى وذلك بمقر المنظمة بباريس حيث افتتحته إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو بمشاركة أوريلي فيليبيتي وزيرة الثقافة الفرنسية وبرونو مايجا وزير الثقافة المالى وسولومون جازون مبوزي، رئيس المجموعة الأفريقية في اليونسكو والسفير والمندوب الدائم لزامبيا لدى اليونسكو. وشارك فى يوم التضامن مع مالى عدد من أصحاب القرار والخبراء من مالي وفرنسا واليونسكو حيث قاموا بإعداد خطة عمل لإصلاح تراث مالي الثقافي وصون المخطوطات الثمينة للبلاد. وتضمن هذا الحدث سلسلة من العروض والمناقشات بمشاركة وزير الثقافة في مالي، ووزيرة الثقافة في فرنسا، ومديري التراث الثقافي في مالي والمتاحف والمكتبات. ويأتي يوم التضامن مع مالى عقب الزيارة التي قامت بها إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، بصحبة الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلى مالي مؤخرا، وبعد النداءات المتكررة لليونسكو الداعية إلى صون التراث الثقافي للبلاد.