ما هي الشفافيه ؟؟ .. سؤال محدد .. لابد وأن يحمل إجابة محدده بدورها ، خاصة أن الكلمة تعبر عن نفسها بوضوح مطلق ، ولا تحتاج إلي تأويل أو تفسير ، ولا هي في حاجة إلي لجنة الدكتورة فوزية عبد الستار الشهيره.. هذا إذا كان السؤال عن المعني الحرفي للكلمة ، أما إذا كان الغرض منه توضيح سياسة عامة ، فالإجابة لابد وأن تختلف ، لا لطبيعة الكلمة أو اللفظ نفس ، وإنما لإختلاف المناخ السائد .. ففي مناخنا المصري ، الحار جاف صيفا ، الدفيئ الممطر شتاء ، تجد الشفافية عبارة عن لفظ مطاط ، مجوف ، أصم ، قد تسمع صداه يتردد ، لكنك حتما لا تشعر بوجوده .. كلمة حق يراد بها باطل ، نختبئ خلفها ، ونتخذ من أسوارها العاليه سدا منيعا ، وقد يتلحف بها البعض إتقاءا لبرد المساءلة القارص شتاءا ، أو يتعري من كافة ما يستره ماعدا تلك الكلمة هروبا من قيظ ولهيب الحساب صيفا ، إن جاء يومه الأغبر ، الذي في الغالب الأعم يتأخر كثيرا ، هذا إذا جاء من الأساس .. ولأن البعض منا _ لا يقصد بالبعض هنا أنا أو أنت _ يعلم تماما أن يومه عزيز ، فهو نادرا ما يستعد له ، إكتفاءا بتلك النوعية من الألفاظ ، المنتقاه بعنايه ، لدغدغة مشاعر البعض ، أو التلاعب بها ، نظرا لما تحدثه من أثر فعال في قلوب ومشاعر أصحاب النوايا الطيبة ، والقلوب الرحيمه ، والحقوق المهضومه _ المقصود هنا أنا وأنت _ .. تلك الكلمة تحديدا ، تجدها تجري علي لسان كافة المسئولين ، كما يجري ماء النيل مندفعا دون توقف ، من منابعه بالأعلي حتي مصبه بالأسفل .. الكابتن مجدي عبد الغني من رافعي راية تلك الكلمة ، وغالبا هو لا يفهم معناها ، ولكنه معذور مسكين ، فلا وقت لدية للقراءة والإطلاع ، والسبب نحن بكل تأكيد ، فهو من وهب نفسه وروحه لإسعاد الملايين من أمثالنا .. تراه يسارع بتقديم إستقالته ، من إتحاد الكرة ، بداعي عدم رضاءه عن ساسية الجبلاية ، الذي هو أحد واضعيها ، بما يعني مسئوليته المباشرة ، ثم يتراجع عنها قبل مررو عشر ساعات من تقديمها ، بداعي صالح الكرة المصرية ، والسلاح المشهر في وجه الجميع هو الشفافية .. ورغم أنه من صالح الكرة المصرية الحقيقي ، أن يعتزل مجدي عبد الغني العمل الرياضي العام والخاص أيضا ، ومعه أقرانه القاطنين خلف أسوار الجبلايه ، لو كان حقا مؤمنا بتلك الكلمة ، إلا أنك لا تدري ما علاقة الشفافيه بالإستقالة أو الرجوع عنها ..!! .. سوي مفعولها السحري الذي يساوي مفعول الحصانة البرلمانيه .. الكابتن أحمد شوبير من نفس النوعية ، لا يكل ولا يمل هو الآخر من ترديد تلك الكلمة ، بل ويأتي بأصدقائه من الكورال الإعلامي ذي الحناجر الجهوريه الحنجورية ، ليتغنوا سويا بمعزوفة الشفافية الشوبيريه ، التي نافس بها ( موتسارت ) و ( شوبنهاور ) ، علي طريقة ( موافقون ) الشهيره ، لتأييد كل ما ينطق به شوبير ، مهما كان حجم المغالطات أو عددها .. فهو والحق يقال ، أول من خرج بالموافقة ورفع الأيدي بل والأرجل ، من تحت قبة البرلمان صاحب الإحتكار الوحيد ، إلي قبة الفضائيات ، في سابقة تحسب له ولجيله من الموافقين الجدد .. اللواء مدحت شلبي ، غير بعيد عن الصورة ، ولكنه حدوته بمفرده تجسد الإستخفاف بكل معانيه ، خاصة عندما تجده يناقض نفسه بصورة شبه يوميه ، ليصبح قانونه الوحيد ، مرة مع ومرة أخري ضد ، وفي الحالتين الشفافية هي السبب ، ولا أحد آخر ، بما يعني أنه ليس الأخ وليد دعبس ، صاحب المحل المودرن ، ولا أكل العيش اللذيذ ، الذي يحرص عليه البعض ، حرص البخيل علي حياته ، مهما كانت درجة المهانه أو المذله التي يتعرض لها .. وعندما تشاهد الدكتور مصطفي عبده ، وهو يهدد ويتوعد والزبي يسيل علي شفتيه ، ليغرق صدره ، تخاله مثلا المأسوف علي شبابه ( تشرشل ) في عز مجده الذي ولي ، وعندما تبحث وتتلفت حواليك باحثا عمن يوجه له الدكتور هذا التهديد أو الوعيد ، فلن تجد سوي الطيب المهاود المغلوب علي أمره ، الذي هو أنا وأنت ، أما من دون ذلك ، فيندرجون تحت مبدأ الشفافية ، الذي لا يسمح بالتصوير أو الإقتراب ، كالمناطق العسكرية المحظورة .. تلك هي النوعيه الإعلامية التي تسن لنا دستورنا الرياضي ، وترسم لنا ملامح خارطة الطريق الكروي الأسود تبعنا .. وإذا كنا قديما ، قد تعرضنا لأقصي عمليات الغسيل الفكري ، إبان عهد الإعلام الريادي ( المطبوخ ) ، وصاحبه السيد صفوت الشريف _ مبتكر الجملة التاريخية _ فالواقع أننا كنا مجبرين علي ذلك ، فلم نكن نملك ( الخيار ) لتغيير القناة .. وعندما من الله علينا ، وإنتقتلنا إلي مرحلة الأبهه والفخفخه وتساوت ( الروس ) ، وأضحينا علي نقف علي خط المواجهه الإعلامية مع الدول المتقدمة ، راود البعض منا الظن _ ليس كل الظن إثم _ بأننا إنتقلنا إلي مرحلة أخري ، قد ننعم فيها بفكر سليم ، و روئ صحية منتقاه .. لكن لأن الأماني ليست بالفضائيات ، أصبحنا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، وترحمنا علي أيام إعلام الإعلام الريادي ، لتجد كل منا يرفع يديه إلي السماء ، مبتهلا أن تعود تلك الأيام الريادية ، فعلي الأقل لم يكن هناك شفافية من تلك التي تشرح لك عمليا وبهدوء ، أساليب النفاق والتملق وتلبس الباطل رداء الحق ، بأحدث ما توصلت إليه قريحة علمائنا ( الشفافيون ) ، لتتغير الساسية بالمره معها ، فبدلا من الريادة ووجع الدماغ الذي لا طائل منه ، تفتق ذهن البعض عن سياسة جديدة ، هي السياسة ( الشيكية ) ورسالتها التي تتحدث عن كيفية تملك دفتر شيكات ، أطول من الشريط الحدودي بين الهند وباكستان ، والبركة في الشفافية ..