أثار الهجوم اللاذع الذي شنه أحمد عز أمين التنظيم بالحزب "الوطني" على جماعة "الإخوان المسلمين"، في اليوم الافتتاحي للمؤتمر العام للحزب الحاكم، ردود فعل مستنكرة في أوساط الجماعة، إذ اعتبرها الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة أن اقل ما توصف به أنها "إسفاف لا يستحق التعليق عليه". وقال الكتاتني في تعليقه ل "المصريون" إن هذه التصريحات تخفي عجز الحزب "الوطني" وحكومته عن تحقيق أدنى مستوى معيشي للمواطن المصري وإخفاء فشلهم في معالجة الكثير من المشاكل كالبطالة والعنوسة والمياه الملوثة والمحاصيل المزروعة بماء المجارى وإزهاق دماء المصريين على قضبان السكة الحديدية والمناطق العشوائية التي وصلت إلى 1600 منطقة عشوائية إلى غير ذلك. وفي كلمته التي حملت هجوما قاسيا على "الإخوان"، وصف عز المرشد العام لجماعة "الإخوان" محمد مهدي عاكف ب "كبيرهم"، وقال إن "كبيرهم هدد وشجع على رفع الحذاء"، وفي إشارة إلي نواب "الإخوان"، قال "إنهم لا يمارسون سياسة، وإن التسامح لا يشمل رفع الحذاء في البرلمان"، قاصدا بذلك واقعة النائب الإخواني التي عوقب عليها بالحرمان من حضور الجلسات حتى نهاية الدورة البرلمانية الماضية. وعقب الكتاتني بقوله: من الطبيعي أن يصب عز هجومه على الإخوان والمعارضة وعلى أدائهما، والتحدث عن الإنجازات الوهمية التي حققها الحزب الوطني، وزيادة معدل النمو الاقتصادي الذي لم يشعر به إلا شريحة تكاد تعد على الأصبع من الشعب المصري، وتسال أين المواطن المصري من كل هذا؟. وحول تصريح عز بأن الحزب "الوطني" سيخوض الانتخابات القادمة بقوة، بعدما عالج أخطاءه في الانتخابات البرلمانية عام 2005، التي شهدت تحقيق "الإخوان" 88 مقعدا برلمانيا للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات البرلمانية، اعتبر الكتاتني أن هذا التصريح "يعد تحديا ونحن نقبل التحدي بشرط أن تكون انتخابات حرة ونزيهة فإذا تحقق هذا سوف يرى الحزب الوطني من سيختاره الناخب المصري وسيعرف شعبيته الحقيقية بالشارع المصري". وأضاف: الإخوان سيعلنون في الوقت المناسب الاستراتيجية التي ستتبع في الانتخابات البرلمانية القادمة، فهناك أمور لم تناقش ولم يتم اتخاذ قرارات نهائية بشأنها بعد، لكننا سنشارك في كافة الانتخابات بكل ما نملك من كوادر بشرية. من جانبه، اعتبر الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان أن أحمد عز ليس له برنامج إلا الهجوم على الإخوان، ورأى أن تخصيصه 45 دقيقة من كلمته للهجوم على الجماعة ونوابها "أمرا نتشرف به، ونحن نرحب بالهجوم أو النقد إذا كان موضوعيا، لكنه كان غير ذلك". وتساءل: ألم يكن أولى بالسيد عز أن يفسر لنا لماذا سمحت الحكومة بدخول آلاف الأطنان من القمح الغير صالح للاستخدام الآدمي؟ وألم يكن الأولى أن يفسر لنا موافقة لجنة الخطة والموازنة علي إنشاء خط سكة حديد السادات - الدخيلة وهو الخط الذي سيخدم ويربط مصانعه بالمنوفية والإسكندرية من أموال الشعب، وتابع: كان الأولى مراعاة خط الصعيد وحوادثه المتكررة التي لا تخفي على أحد. وأضاف: لم يفسر لنا عز عدم احترام حكومته للقضاء واستمرار إهدار أحكامه بالنسبة لكلا المؤيدين والمعارضين؛ فالمؤيدون يهربونهم للخارج للإفلات بجرائمهم مخافة من أحكام القضاء، بينما المعارضون يعتقلونهم بالمخالفة لأحكام القضاء أيضا، وكأنهم يقولون لهؤلاء وأولئك "من أجلك أنت" والأمثلة كثيرة ومعروفة، على حد قوله. وقال إنه يلتمس لأحمد عز كل العذر في هجومه على المعارضة الشريفة التي تحارب الفساد والظلم والتزوير والاستبداد والمديح في أولياء نعمته الذين سمحوا له ولزملائه باحتكار قوت الشعب المصري وإذلاله. من جهة أخرى، قلل حسن من واقعة قيام النائب الإخواني أشرف بدر الدين برفع حذائه تحت قبة مجلس الشعب في يناير الماضي، عندما اتهم نائب من الحزب "الوطني" المعارضة بأنها تعمل لصالح أعداء مصر، وهي الواقعة التي أشار إليها عز مستنكرا في سياق هجومه ضد نواب "الإخوان". وقال الناطق باسم كتلة نواب "الإخوان": هذا الموقف كان ردا طبيعيا على ما أثير من أحد نواب الحزب "الوطني"- نشأت القصاص- باتهامه المعارضة أنها خائنة وتعمل لصالح أعداء مصر، فالاحتجاج والانسحاب والاعتصام صورة من صور العمل السياسي، ونحن نمارس حقنا وهذا لم يتعود عليه الحزب الوطني، فالحزب تعود من نوابه على السمع والطاعة ورفع الأيدي دون أدنى فهم.