تفرض هيئة كبار العلماء بالأزهر، سرية تامة على الأسماء الثلاثة المرشحة، التي ستقوم باختيار أحدها خلال اجتماعها المقرر غدًا بمشيخة الأزهر، لشغل منصب مفتي الديار المصرية، خلفًا للدكتور على جمعة، الذى يبلغ السن القانونية للتقاعد في مارس المقبل. وانتهت اللجنة المشكلة من أعضاء هيئة كبار العلماء من دراسة السير الذاتية ل25 مرشحًا لشغل منصب المفتى، وسيتم تصفيتهم إلى ثلاثة فقط سيتم اختيار أحدهم عن طريق الاقتراع السري، تمهيدًا لرفعه إلى الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لاعتماده. وكانت هيئة كبار العلماء بالأزهر قد شكلت لجنة من بعض أعضائها، هم الدكتور نصر فريد واصل المفتي الأسبق، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف السابق، والدكتور محمد رأفت عثمان، والدكتور أحمد طه ريان، والمستشار القانوني لشيخ الأزهر محمد عبد السلام، لدراسة الأسماء المرشحة. واستبعدت مصادر مقربة من مشيخة الأزهر، أن يتم التجديد للدكتور علي جمعة لولاية ثانية، بعد أن رفضت الرئاسة توصية لأعضاء هيئة كبار العلماء خلال اجتماع لها قبل شهرين بالتجديد له لمدة عام بعد بلوغه سن التقاعد، وطلبت ترشيح اسم بديل لجمعة والذي تم التجديد له من قبل المجلس العسكري الحاكم سابقًا في فبراير 2012 لمدة عام، بعد أن بلغ سن 60 عامًا. وأثار هذا الرفض تكهنات حول أسباب عدم التمديد، خاصة وأن العادة جرت على التمديد لكل الذين تعاقبوا على شغل المنصب، باستثناء الدكتور نصر فريد واصل، (۱۹۹6م ۲۰۰۲م)، الذي رفض النظام السابق التجديد له خلفية رفضه إصدار فتاوى بإجازة تصدير الغاز لإسرائيل وتوريث الحكم. وربطت المصادر بين موقف الرئاسة الرافض للتمديد للمفتي الحالي، وموقفه إبان حملة الانتخابات الرئاسية في العام الماضي عندما هاجم الدكتور محمد مرسى مرشح حزب "الحرية والعدالة"، عندما سئل: ماذا سوف تفعل إذا فاز الفريق أحمد شفيق فرد قائلاً: لن يكون، وهو ما اعتبره جمعه تألي على الله. وعند توجيه نفس السؤال إلى شفيق قال: سوف أذهب إلى بيتي وأهنئ المرشح الفائز، فعلق المفتي قائلاً إن "هذا يعني شفيق أقرب إلى الله من هذا يعني مرسي". يذكر أن بنود اللائحة الداخلية لهيئة كبار العلماء تنص على أن يدعو شيخ الأزهر الهيئة للانعقاد قبل موعد انتهاء مدة تولى مفتى الجمهورية بشهرين على الأقل، لاختيار المفتى الجديد، على أن يتم إرسال اسمه إلى رئيس الجمهورية للتصديق على قرار تعيينه. ومن ضمن الشروط التى يجب توافرها لدى اختيار مفتى الجمهورية أن يكون عالمًا بأصول الفقه وأصول الشريعة الإسلامية وقواعد اللغة العربية، وأن يكون مشهوراً بالتقوى والورع، وأن يتقن لغة أجنبية. وتنص اللائحة على أن يكون المفتى أزهرياً تدرج أثناء دراسته في المعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر حتى حصوله على درجة الدكتوراه، وأن تكون له بحوث ومؤلفات رصينة في العلوم الفقهية والشرعية. ويشترط في المفتى الجديد ألا يكون قد وُقعت عليه عقوبة جنائية أو عقوبة تأديبية، أو ارتكب جريمة مخلة بالشرف أو النزاهة، وأن يكون ملتزمًا بمنهج الأزهر الوسطى المعتدل ومناهج أهل السنة والجماعة. يشار إلى أن الدكتور علي جمعة يشغل منذ 28 سبتمبر 2003 منصب مفتي الديار المصرية، وهو حاصل على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس، لكنه التحق بكلية أصول الدين جامعة الأزهر وحصل على الماجستير في أصول الفقه، ثم الدكتوراه، وعين مدرسًا في كلية الدراسات الإسلامية.