حذرت وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية من أن تعرض أي شخصية معارضة بارزة للاغتيال في مصر، كما حدث مع السياسي التونسي شكري بلعيد، في ظل الأجواء المشحونة التي تعيشها البلاد قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع. وأشارت الوكالة في تقرير لها إلى وجود مخاوف حقيقية في صفوف المعارضين المصريين من الاعتداء عليهم، خاصة بعد فتوى من أحد الشيوخ تحل دماءهم، معتبرة أن وجود مثل هذه المخاوف حتى وإن كانت تفتقر للأدلة هو مؤشر على مدى التهييج الذي تشهده الأجواء السياسية في مصر. وقالت إنه مع ارتفاع حدة الخطاب من كلا الطرفين وتبادل الاتهامات، إذ تتهم المعارضة الليبرالية والعلمانية الرئيس محمد مرسي باستخدام قوات الأمن لسحق مظاهراتهم المناهضة له، فيما يتهم الإسلاميون ومؤيدو الرئيس المعارضة بالتخطيط لإسقاط الرئيس المنتخب ديمقراطيًا بالعنف، فإن تعرض أي شخصية قيادية بالمعارضة في مثل هذه الأجواء قد يؤدي لإنفجار الوضع بأكمله. وأوضح أن السلطات على ما يبدو تدرك الخطر المحتمل، وهو ما دفع الحكومة إلى وضع حراسة أمنية حول منازل الشخصيات المعارضة البارزة بمن فيهم الدكتور محمد البرادعي. وذكرت أنه في إحدى المرات عندما كان البرادعي يهم بركوب سيارته محاطاً بإحكام من قبل الحراس الشخصيين فوجئ برجل في منتصف العمر يندفع باتجاهه وهو يصيح بصورة هيستيرية "سوف تدمر مصر، سوف تدمر مصر"، قبل أن يسحبه الحراس جانبًا. وأضاف الوكالة أن العديد من الإسلاميين أيضًا يخشون أن العنف سيضر بمشروع إقامة دولة إسلامية في مصر، وهو ما دفعهم إلى تأجيل المسيرات المؤيدة للرئيس والتي كانت من المفترض أن تتجه لقصر الرئاسة يوم الجمعة الماضي، خوفًا من الاصطدام مع المحتجين المعارضين، في إشارة إلى مليونية "لا للعنف" التي أجلتها "الجماعة الإسلامية" إلى الجمعة القادم. وأوضحت أن البعض في المعارضة يتهم جماعة "الإخوان المسلمين" وبعض المسئولين في الرئاسة بتغذية مثل هذه التهديدات من خلال خطابهم السياسي الذي يصور المتظاهرين المعارضين بأنهم مجموعة من البلطجية والمخربين، ويتهم قادة المعارضة باستخدام عنف الشوارع للإطاحة بالرئيس مرسي. وحذرت الوكالة من أن حدوث عملية اغتيال صريحة ستشكل منعطفًا خطيرًا في المرحلة الانتقالية المضطربة التي تعيشها مصر منذ الإطاحة بالرئيس المستبد حسني مبارك قبل نحو عامين.