الأستاذ أسامة سرايا له فضل علىّ لا أنساه، فقد خرجت من مؤسستى ذات يوم مشرداً بلا راتب ولا وظيفة ولا كيان حين قام أحد زملائى بتسجيل كلام ما من لسانى الطويل على أحد رؤسائى، واختار وقت التجديد لى ليقدم هذا التسجيل، حيث من حق رئيس التحرير رفض التجديد لك فى أول عام من تعينك فى المؤسسات القومية ..! فقد التقى الأستاذ أسامة سرايا الأستاذ ابراهيم نافع مقدماً سيرة ذاتية حسنة عن شخصى قائلاً له أننى أستحق رتبة رئيس قسم وليس رتبة محرر عادى، ومن يومها أحاول البعد عن أى طريق يأخذنى لنقد الأستاذ سرايا، فنحن لا ننكر الجميل، لكنه أيضاً يعرف أن النقد للنقد وفتح النقاش لا يعتبر نكراناً للجميل، لذا أهدى له عنوان مقالى هو والأستاذ محمد على ابراهيم، فهما يبعثان للصحفيين فى الصحف القومية رسالة إطمئنان بأنهم فى المقدمة، وأن الصحافة القومية تتصدر كل أنواع الصحافة الأخرى، بل ويرى الأستاذ سرايا أن الصحافة القومية حققت المعادلة الصعبة فى الزمن الأصعب، وكلامه صحيح إذا كان يقصد نجاح الصحفيين القوميين فى صناعة صحف أخرى خاصة أفضل من الصحافة القومية ..!! يؤكد أيضاً أنهم – أى القوميون - " حافظوا على الولاء والحب والانتماء للوطن، واحترموا عقل القارئ ولم تجرفهم سفاسف الأمور وشهواتها وسطحيتها وغوغائيتها، وخاضوا معارك مصر بالانتماء الواجب، وخلقوا مناخاً وتياراً يحمى مصالحنا .. واحتفظوا بحب واحترام قارئهم " ..!! بالطبع الأستاذ سرايا صادق فيما كتب إذا عرفنا أن القارئ المقصود هو الرئيس مبارك وليس سواه، وأن صحافتنا القومية كانت أكثر أنواع الصحافة مساندة للاحتلال الأمريكى إلى دولة مثل العراق على سبيل المثال وليس الحصر ..!! الحق أقول لكم أننى أحب صحافتنا القومية وأفضلها وأبدأ بها يومى لمطالعة الأخبار التى تهم الوطن، واحرص على انفراداتها وسبقها اليومى بالخبر والمعلومة ..!! يا أستاذ أسامة أنظر من يكتب مقالات فى الصحف القومية ومن يكتب مقالات فى صحف مثل المصريون والشروق والبديل سابقاً لتعرف أيهما فى المقدمة ؟! أنظر من تحاور هذه الصحف ومن تحاور الصحافة القومية لتعرف أيهما فى المقدمة ..!! ثم تأمل وتأنى وأنت أكثر من يعرف أن نفس الصحفيين الذين يحررون ويكتبون فى الصحف الخاصة هم نفس الصحفيين الذين يحررون ويكتبون فى الصحف القومية، وهم بالمناسبة ليسوا بوجهين ولكن الصحافة الخاصة فتحت أمامهم الباب دون قيد ليجربوا ويبدعوا ويكتبوا، لم تضع رقيباً على سنون أقلامهم فسال الحبر منها صادقاً معبراً وكان سر نجاح هذه الصحف . كلنا يعرف من يكتب بدلاً من توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ورجاء النقاش الآن كتابة تشبه من احتل له عاموداً وهات يا حرث وكأنه فى عزبة أهله ..!! الحق أقول لك طالب بإعادة الأقلام والمواهب المهاجرة وأمنحها الآمان، امنحها الراتب الذى يكفيها واطلق لأقلامها العنان حتى تستطيع أن تنافس وتقدم صحافة حقيقية لقارئ لا يرضى مهما فعلت لأجله ..!! كلنا يعرف أن هناك شباباً فى الفيس بوك ومواقع الانترنت يساوى الواحد منهم عشرة صحفيين من إياهم فى الموهبة وطريقة التفكير، لماذا لا تجلب الموهوبين منهم لتصنع صحافة فيها دماء جديدة ؟! ثم كيف يتم غلق مواقع المؤسسات الكبرى على الانترنت داخل مصر وفتحها فى جميع دول العالم ، لا تستطيع أن تقرأ سوى عدد اليوم إلا بالاشتراك فى حين أن كل الصحف الخاصة فتحت مواقعها على البحرى لتعليقات القراء وللنقاش المثرى للجدل . ثم يعود ليقول " ... تصور البعض أنه يمكن التحريض أو التخويف بالحرية عندما وقعت فى المحظورات الكثيرة، ولم يتصوروا أن بانى المؤسسات فى مصر، بل بانى مصر الحديثة الرئيس حسنى مبارك، ليس من الممكن أن يهتز أو يرتد، فإذا به يثبت للجميع بأنه الحارس الأمين والضامن الأكيد للحرية فى مصر .."!! أى حرية تلك التى ضمنها الرئيس مبارك، وفى عهده " قلعوا " زملاءك ملط فى صحراء المقطم، وحبسوهم وشردوهم، ومازال صحفيو الشعب رغم مرور عشرة سنوات على إغلاق جريدتهم مشردين بلا معاش ولا تأمين يحميهم أو يؤوى أطفالهم !! ثم يكر الأستاذ أسامة سرايا ويفر مؤكداً على أن المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية تم تحديثهما ويتكلمان بلغة العصر، وهذا صحيح إلى حدٍ كبير، كان الأصح منه أن تتكلم المؤسسات الصحفية لدينا بلغة العصر، أن تحرص على التطور واللحاق بتقنيات السرعة فى الصحافة العالمية وأن تستحدث أبواباً وملاحق مواكبة للتطور مثل الصحافة البريطانية على سبيل المثال. لا ينسى الأستاذ سرايا فى مقاله أن يذكرنا بسبب المقال وهو تحية لقائد العبور العظيم بمناسة يوم توليه حكم مصر، وليت الاستاذ سرايا تحدث عن مشروعات مثل الكبارى ومترو الانفاق والسكك الحديدية وغيرها، فمثل هذه المشروعات تقنع هذا الشعب الجائع أكثر من كلام مثل حكمة الرئيس وسياسته ورؤيته التى لا تعلوها رؤية سوى رؤية هلال رمضان ودمتم ..!! [email protected]