سيد جمال مبارك ... انت تستحق المنصب بصراحة شديدة ليس لأنك كفء للمنصب و لا لأنك تمتلك مؤهلات المنصب بل و لأنك إبن السيد الرئيس. دعني أضعها بط ريقة توضح المقصود مما قد يبدوا تناقضاً (!) انت تستحق المنصب لأنك إبن شاغل المنصب الحالي و لأن عدم حصولك عليه كفيل بأن ينتهك حقوقك "العرفشرعية". بنظرة عابرة على مصر (بلادي) خلال الأعوام الماضية نلاحظ ان كل صاحب منصب في بلادي قد ورّثه لأحد ابنائه او أقرب أقاربه بل وصدق حين أقول لك انه و حتى الساعي الذي كان يعمل بالكلية التي كنت ادرس بها منذ سنوات طويلة فوجئت بأن إبنه قد إحتل مكانه (أي أصبح ساعياً) عقب وفاته حين كنت ازورها منذ عدة أعوام! كثير من الرموز في مصر هم من أوائل من يستغلون مناصبهم و "رمزيتهم - دع عنك نخبويتهم" لكي يحصلوا لأبنائهم على ما ليس لهم بحق كما و أن الكثيرين من أدعياء الشرف (وهم كثيرون) قد إكتشفنا لاحقاً انهم إنما يستخدمون الشرف كأحد أدوات الحفاظ على صورتهم العامة و التي هي المسوغ الرئيس لإدعائهم الرمزية وأظنك قد سمعت عن السيديهات! العديد و العديد ممن يناصب ترشحك العداء سيقوم بنفس فعل التوريث البغيض (وحاشا لله ان يكون حصولك على المنصب توريثاً بل سيكون ديموقراطياً مئة بالمئة و البركة في الأمن المركزي) فقط إذا ما أتيحت لهم الفرصة و لقد عاينت بعضهم - يتحدث عن توريث سيادتكم (لامؤاخذه) وهو يحمل سماعة الهاتف الحكومي (لأن القطاع الخاص كما تعلم نظامه الأساس و مادة دستوره الأولى "ملكي وراثي" و بالتالي فهو محاسب على كل دقيقة من دقائق الهاتف و المال الخاص مش سايب) لإجراء مكالمة بخصوص نجله أو قريبه ليحصل له على وظيفة "عيلليوي" ليست على مقاس مؤهلاته - ولكنه سيقبلها لولده تنازلاً. الحقيقة يا سيدي اننا شعب يعاني إنفصاماً عجيباً قد حيّر الكثيرين - فنحن نُورث و نُورث و نُورث ثم لا نرضاه لغيرنا و إذا ما دار المرء منا على أيه هيئة او مؤسسة حكومية فسيجد التوريث عياناً بياناً امامه ماثلاً في كل وظيفة و أي نشاط. بل صدق او لا تصدق يا سيدي ان العلم في بلدنا يُورَث! نعم والله يورث و انا أعلم انك تعلم غير انني و للإحتياط أطلب منك فقط ان تزور أي جامعة أو مؤسسة تعليمية (حكومية أو خاصة) و سترى بنفسك مدى تقدم مصر في مجال الهندسة الوراثية - و لولا سرية الإكتشاف لأعلنته مصر على الملأ! ستجد يا سيدي ان النبوغ و العبقرية قد إكتشف العلماء المصريون (بالمفهوم المصري أي مدرس جامعي يبقى عالم!) سر جيناته -جينات النبوغ و العبقرية- و كيفية الإستفادة منه و تطويعه لكي يصبح في متناول الجميع بل و حتى العلماء (بالمفهوم المصري أي مدرس جامعي يبقى عالم!) في مجالات من مثل التجارة و الحقوق و الأداب كان لهم من المعرفة الجينية نصيب! كما انهم لم يبخلوا بسر إنتقال الجينات على بقية عامة الشعب غير انهم إكتشفوا أيضاً ان جينات العامل ستجعل كل و لده عامل و جينات المحاسب في البنك ستجعل كل ولده محاسبين بنفس ذات البنك! و جينات العلماء (بالمفهوم المصري أي مدرس جامعي يبقى عالم!) ستجعل كل اولادهم علماء (بالمفهوم المصري أي مدرس جامعي يبقى عالم!) بنفس ذات الشعبة بذات القسم بذات الكلية بذات الجامعة و هكذا. غير اننا شعب ذكي لمّاح فبسرعة البرق إستطاع كل من لا ظهر له أن يركب موجة الأحزاب و الجمعيات الأهلية (مش أي جمعية أهلية سيادتك - بل الجمعيات ذات النظرة المستقبلية و المقار الجامعية!) وأصبح بها عضواً حتى يضمن أن يكون إسمه على قائمة منتظري وراثة الوظائف على اساس انهم قد حضروا القسمة و يستحقون ان يرزقوا من التركة (آية قرآنية لو حضرتك مش واخد بالك). ولما كنا كلنا نمارس التوريث منذ زمن اجد انه من الصعب علينا (حقيقة) حرمانك من حقك "العرفي" الذي إكتسب شرعيته (!) من وجوده و إستمراره بيننا و تعاملنا به دون أي غضاضة او إحساس بالمسؤولية تجاه أصحاب الحقوق الأصليين ممن يستحقون المناصب المورّثة. سيد جمال مبارك - حقيقة انا جاد لا هازل - أعلنها صريحة انك الوحيد الذي تستحق المنصب ذلك اننا و ببساطة منقطعة النظير قد أعطيناه لك بأيدينا منذ زمن بعيد وحتى إن قال قائل ان بعض السياسات قد أدت لهذه النتيجة - فهي فقط مجرد كلمات من كسالى فاقدي القدرة على الفعل - ذلك انه يعترف الأن فقط أنه كان يدري و لم يفعل شيئاً! هنيئاً لك صوتي سيد جمال مبارك - و هو ما املك - فقد قررت ان أعطيه لك حفاظاً على حقك الذي يريد البعض سلبك إياه و طمعاً في وظيفة لإبني عقب تخرجة في جامعته إن شاء الله في العام 2030م و ربنا يديلك طولة العمر - مش حضرتك برضه هتبقى رئيس ساعتها!؟ Masry in USA