قالت صحيفة الوورلد تريبيون الأمريكية أن الجيش المصري رفض تنفيذ أوامر الرئيس محمد مرسي بإستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين المدنيين في مدن القناة الثلاث . ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية رفضت تسميتها أن كبار قادة الجيش أصدروا أوامر للجنود بعدم فتح النار على المدنيين وسط الإضطرابات التي تشهدها مصر في مختلف أنحاء البلاد. وقالت أن ذلك يعد إنتهاكاً لتوجيهات مرسي بإنضمام وحدات المشاة إلى قوات الأمن المركزي في إستخدم الذخيرة الحية لوقف الهجمات وعمليات النهب من قبل الحشود في عدة مدن مصرية. وقال دبلوماسي للصحيفة أنه لا يوجد سوى عدد قليلي جداً من الحالات التي قامت فيها قوات الجيش بفتح النار على المدنيين وأن غالبية النيران كانت تأتي من جانب قوات الأمن المركزي. وأكدت المصادر الدبلوماسية أن وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، أيد سياسة الجيش بضبط النفس، مشيرين إلى أن مسؤولين أمريكيين كبار حذروا السيسي عدة مرات خلال الأسبوع الماضي من أن إطلاق الجيش للنار على المدنيين قد يعرض المساعدات العسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدة للقاهرة كل عام للخطر. وأشارت الصحيفة إلى أن رفض الجيش إطاعة أوامر مرسي أضرت أيضاً بسلطة الرئيس على المحافظين، ففي يوم 30 يناير أعلن محافظو مدن القناة - التي أعلن مرسي فيها حالة الطوارئ - تخفيف حظر التجوال. ولفتت المصادر الدبلوماسية إلى أن المحافظين تصرفوا بشكل منفرد بعدما تحدى عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة قرار حظر التجوال. وقالت بأن السيسي دعم قرار التخلي عن أوامر الرئيس بفرض حظر تجوار مدته 30 يوماً في مدن الإسماعيلية وبورسعيد والسويس. وقال أحد المصادر للصحيفة أن "السيسي رأى أن مرسي يسقط في الفخ نفسه الذي سقط فيه الرئيس مبارك" وأنه أصبح سريعاً "مسحوراً بإحساسه بالسلطة". وأوضحت الصحيفة أنه حتى الآن فإن قوات الأمن المركزي كانت الوحدة القائدة للإشتباكات الدامية مع المتظاهرين، حيث إعترف وزير الداخلية في الثاني من فبراير أن قوات الأمن المركزي قامت بضرب وتجريد أحد المتظاهرين من ملابسه قرب القصر الرئاسي في اليوم السابق، وذلك بعد أن تم بث المشاهد على التلفزيون الرسمي المصري. وأشارت إلى أنه حتى الآن سقط أكثر من 57 قتيلاً في مواجهات مع قوات الأمن. ولفتت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين دائماً ما تصر على أنه لن يتم إستخدام الجيش للبت في النزاع مع المعارضة، فيما أكد مسؤول رفيع بالجماعة أن مرسي سيرفض أيضاً مطالب المعارضة بأن يتوسط الجيش للوصول إلى حل لإنهاء الإضطرابات. ونقلت عن القيادي بالجماعة، عصام العريان، قوله "الجيش المصري ملك للشعب"، وأن الجيش لن يعود إلى الوضع الأخير الذي أضر بأفراده وقياداته.