نظراً لما تمر به البلاد من فوضى أمنية ، وشيوع حالة من الفوضى وانعدام الأمن ، فقد أصدرت رئاسة الجمهورية حزمة من القرارات للمساعدة في عودة الإنضباط الأمني في الشارع المصري ، وهذا نصها : أولاً : اعتبار حرم قصور الرئاسة والمنشآت الحيوية ومباني المحافظات واقسام الشرطة والسجون ، مناطق حظر تجول ، ويتم تطبيق قانون الطواريء في الحيز العمراني الملاصق لها . ثانياً : تقوم لجنة مشكلة من هيئة علماء اللغة العربية ولجنة الفتوى بتعريف معنى كلاً من الثائر ، والبلطجي ، والإرهابي ، والمجرم ؛ وذلك خلال مدة أقصاها أربعة أيام من تاريخ صدور القرار ، تسهيلاً للشرطة والقضاء في التعامل مع الثوار والبلطجية . ثالثاً : أي تصرف بالقول أو الفعل يصدر من الشخصيات العامة والقوى السياسية يكون من شأنه تكدير الأمن العام أو إثارة الفتن سيكون مصدر هذا التصرف مسئولاً مسئولية كاملة عن كافة تبعاته . رابعاً : التعامل بمنتهى الحسم مع كافة اشكال الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ،، في حال إصدار أي أخبار أو تصريحات أو إشاعات من شأنها إشاعة الفوضى وتأجيج الفتنة ، وإثارة الشغب . خامساً : تسري هذه القرارات من ساعته وتاريخه .... اتمنى أن تصدر رئاسة الجمهورية حزمة من القرارات المشابهة والتي على ضؤوها يتم فرض الأمن وتجفيف منابع الفتنة ، فما نعيشه الآن نتاج غير شرعي لأطماع سياسية من جانب البعض ، يقابله سوء إدارة وانعدام الحزم من الجانب الآخر . اننا وبلا شك نأمل في أن تعود مصر بلد الأمن والأمان ، وليس أمن مصر وأمان شعبها هو ثمن الحرية ، إذ يكفي الفاتورة التي دفع ثمنها شباب واطفال ورجال ونساء وشيوخ ، ضحوا بأرواحهم من أجل حرية هذا الشعب . أما وقد آن الآوان لحصد ما زرعه الشهداء ، تفاجأنا بمن يريد أن يشارك في السلطة وإن شئت الدقة فقل يستأثر بالسلطة ، بغير وجه حق ، والا فسوف يعم الدمار وتعم الفوضى وقتل الأبرياء بدون وجه حق . إن حالة التراخي التي تبرزها الدولة في تعاملها مع تلك المواقف ، والوضع الغامض لبعض القوى السياسية التي تشير اليها أصابع الإتهام بأنها المحرض الرئيسي لكل تلك الأ‘مال الإجرامية أصبحا يشكلان معاً موقفاً ضبابياً ولغزاً يصعب على الكثير فك طلاسمه . لم تكن مصر أبداً بهذا الضعف ، ولم يروع الآمنين قط كما يحدث الآن ، فما نلبث أن نمسي على فاجعة حتى نصبح على فاجعة أشد ، ليس لهذا قامت الثورة ، وأبدا لن تكون تلك الأوضاع المؤلمة هي الضريبة التي يدفعها المواطن البسيط ، بحلمه البسيط في العيش بكرامة وآدمية . [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]